هذه دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الرسمي للكاتب الإسلامي سيد مبارك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
الزوار من 4/2018
Hit Counter
صفحات الشيخ علي الانترنت












لرؤية الموقع بشكل مثالي استخدم متصفح
" برنامج فايرفوكس"


المواضيع الأخيرة
» المباديء الأولى للصلاة
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 3 يناير 2024 - 10:29 من طرف هند دويدار

» تربية الأطفال على الأخلاق الدينية وزرع حب الدين
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأحد 26 نوفمبر 2023 - 22:44 من طرف faridaahmed

» العدد20-السنة الاولي
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:21 من طرف الشيخ سيد مبارك

» جريدة اعرف دينك-العدد19-السنة الأولي
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:12 من طرف الشيخ سيد مبارك

» نظرة تأمل وتفكر
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:09 من طرف الشيخ سيد مبارك

» الكلاب أنواع
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:05 من طرف الشيخ سيد مبارك

» صبرًا ياوطن العزة والكرامة
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:03 من طرف الشيخ سيد مبارك

» مجلة اعرف دينك-العدد11
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 7:41 من طرف الشيخ سيد مبارك

» العدد الثاني-الجمعة-30يونيو-2023م
نور والكلب المسعور Icon_minitimeالسبت 2 سبتمبر 2023 - 22:43 من طرف الشيخ سيد مبارك

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
من مؤلفات الشيخ المنشورة






من روائع مؤلفات الشيخ












 

 نور والكلب المسعور

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مبارك
Admin
الشيخ سيد مبارك



نور والكلب المسعور Empty
مُساهمةموضوع: نور والكلب المسعور   نور والكلب المسعور Icon_minitimeالأحد 27 سبتمبر 2015 - 19:05

نور والكلب المسعور Ou11

نور والكلب المسعور

"نور" طفل في العاشرة من عمره، ذكي ومجتهد في دراسته، وبارٌّ بأبيه وأمه، وكان نور رقيقَ القلب جدًّا، محبًّا للحيوانات الأليفة - وخصوصًا الكلابَ - لدرجة تفوق الوصف، مما أزعج والديه، وخافا عليه أن يصيبه أذًى من الكلاب الضالة التي يتودد إليها في ذَهابه وإيابه لمدرسته كلما رآها، وكثير منها مصاب بالأمراض - وربما السعار، فكانت أمه تحذِّرُه من لمسها أو حملها، ولكنه كان يهمل نصائحها؛ حبًّا لتلك الكلاب، ويراها خيرَ صديق للإنسان.
حتى إنه كان يستحلف أمَّه دومًا أن تضع فضلات الطعام في كيس بلاستيك، يحرص على وضعه في حقيبته المدرسية كل صباح؛ ليطعم كلبًا ضالاًّ قد يجده في طريقه بعد انتهاء مواعيد المدرسة، ويظل يبحث عن الكلاب في الشوارع القريبة من مدرسته حتى يعود لمنزله سيرًا على الأقدام، وهي بالمناسبة لا تبعد كثيرًا عن بيته.
وكانت أمه ترفض تصرفاته تلك بسبب التأخير في العودة من المدرسة من جهة، وخوفًا عليه أن يصيبه منها مكروه من جهة أخرى، وكذلك أبوه لم تختلف نصيحته عن نصيحة أمه، ولكن "نور" كان يذكِّرهما دومًا بقول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين: ((بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرًا، فشرب منها، ثم خرج، فإذا هو بكلب يلهَثُ يأكل الثَّرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثلُ الذي بلغ بي، فملأ خفَّه، ثم أمسكه بفيه، ثم رَقِيَ فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له))، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: ((في كل كبد رطبة أجر(([ ].
وكانت أمه تسمع ذلك منه وهي سعيدة في قرارة نفسها؛ لأن ابنها يملك قلبًا رحيمًا، ويتأسَّى بسنة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ولكنها أمٌّ تخاف على ابنها من الشرور والسوء، ولم تجد مع إصراره على حمل فضلات الطعام بدًّا من مساعدته، فكانت تضعها في كيس نظيف، وتنصحه مرارًا وتَكرارًا بالحذر من الاقتراب منها، ووضع الطعام بعيدًا عنها، والانصراف وعدم لمسها والتعلق بها، وتقول وهي تنظر لعينيه في حنان، وتمسك بكتفيه برفق:
اسمع يا "نور"، أنا أدرك حبَّك العميق للكلاب، وتعلقك بهم، ولكن ليست كلها لطيفة وودودة، بل ربما يكون بعضُها مسعورًا وشرسًا، وقد تؤذيك؛ فلا تهمل نصيحتي لك.
فكان "نور" يبتسم ويهزُّ رأسه - علامة الفهم - ويستأذن بالانصراف، ولا ينسى أن يطبع قبلة على جبينها، ويسألها الدعاء له.
♦ ♦ ♦ ♦
رأى نور كلبًا في طريقه للمدرسة يختفي خلف شجرة ضخمة على جانب الطريق يستتر بها خوفًا من المارة ومن يريد به أذًى!
وكان الكلب يبدو ضعيفًا ونحيلاً، يكاد عظمه يبرز من جلده من الجوع، فأشفق عليه نور، واقترب منه خطوة خطوة مخافةَ أن يفرَّ، ثم أخذ يكلمه ويخرج كيس الطعام من حقيبته ويفتح الكيس وهو يقترب بخطوات حثيثة، وهو يقول: لا تخَفْ يا صديقي، أنا أودُّ مساعدتك لا أذيَّتَك.
ووضع" نور" بعض فضلات الطعام المخلوطة بالعظم واللحم، والتي تفوح منها رائحة شهية على الأرض قريبًا من الكلب المسكين، الذي ينظر إليه في شك وتردُّدٍ، وإلى الطعام الشهي ولُعابه يسيل، وهو ينبح نباحًا ضعيفًا واهنًا، ويرجع خطوات "ونور" يقترب منه بخطوات حذرة، ويغريه بالطعام حتى صار أمامه، والكلب يريد أن يفرَّ خوفًا من نور، ولكن شدة الجوع والطعام الذي يحمله نور تثير لُعابه بشدة، فتوقف وقد استسلم لغلبة الجوع، وأخذ ينظر لنور تارة، وإلى الطعام تارة أخرى في تردُّد ولهفة.
فبادر نور بوضع كمية أخرى من بعض الطعام والكلب يهز ذيلَه فرحًا، وينبح، وبدأ يلتهم الطعام بنهم شديد، وينظر بين الفينة والفينة لنور الذي كان ينظر للكلب المسكين وهو يبتسم مشجعًا.
ووقف نور يتأمل الكلب وهو يحمد اللهَ ويسأله أن يثيبه عن عمله خيرًا، وهو يرتل آية جميلة، يحفظها عن ظهر قلب، سمعها من مدرس التربية الدينية، الذي كان يذكرها دومًا إن فعل هو أو زملاؤه في الفصل شيئًا طيبًا، كان يقول لهم: تذكروا أبنائي الصغار، أن العمل الطيب الصالح لا يضيع أبدًا؛ لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴾ [الكهف: 30].
والتهم الكلب كمية الطعام التي أعطاه إياها نور، ونبح يريد المزيد، وكأنما يقول له: هاتِ بقية الطعام يا صديقي.
ولكن "نور" فكَّر ورأى من الأفضل أن يحتفظ ببقية الطعام معه، وعند عودته من المدرسة يمرُّ عليه ويعطيه البقية حتى يبيت ليلته شبعان، وفي الصباح يحضر له طعامًا جديدًا مما يتبقى من طعام البيت وهو في طريقه للمدرسة.
وقال نور في نفسه وقد أعجبته الفكرة: نعم، فكرة طيبة، ووضع بقية الطعام بعناية في حقيبته المدرسية التي يحملها على ظهره وهو يبتسم للكلب! ويقول له: اسمع يا صديقي، انتظرني هنا حتى عودتي من المدرسة؛ لتأكل ما بقي من الرزق الذي ساقه الله إليك، أتفهم؟
نبح الكلب وكأنما يفهم ما يقوله "نور"، ولكنه ظل ينبح ويدور حوله ليمنعه من تركه، حتى يعطيَه بقية الطعام الشهي.
ولكن "نور" انصرف وهو يعدو لمدرسته حتى لا يتأخر - وهو ينظر خلفه - فوجد الكلب يعود خلف الشجرة الضخمة، ويجلس مستخفيًا حتى لا يؤذيه أحد، وإن ظل ينبح لنور الذي كان يشير له ليطمئنَّ، وهو لا يكفُّ عن النباح حتى غاب عنه.
♦ ♦ ♦ ♦
أخبر نور بعض أصدقائه وزملائه الذين يستريح لهم، وبصفة خاصة "عمرو وأيمن وبلال" أفضل أصدقائه، المقربون إلى قلبه في مدرسته بأمر الكلب، ففرحوا وتمنوا رؤيته والذَّهاب مع نور في طريق عودته للبيت؛ ليلعبوا معه، ثم ينصرفوا لبيوتهم.
فقال لهم "نور": أخافُ أن يهرب عند رؤيتكم، فقد عرفني واستراح لي، وعندما يطمئن لي تمامًا ربما أحضره معي لنلعب معه، ونضعه في مكان أكثر أمنًا من الشجرة التي يتخفَّى خلفَها، فوافقوا على مضض.
وعند انتهاء اليوم الدراسي أخذ "نور" ساقَيْه وهو يعدو كالريح، وهو يتحسَّس بقية الطعام في حقيبته ليطمئن لوجوده، ويتخيل فرحة الكلب المسكين عندما يعود إليه بالطعام الشهي.
وفجأة توقف وهو يقول في ذهول: رجاءً انتظروا، لا تفعلوا، إنه صديقي، أرجوكم اتركوه!
لقد رأى نور سيارة جمع الكلاب الضالة تأخذ الكلب المسكين الذي كان ينزوي خلف الشجرة خائفًا، وتضعه مع غيره من الكلاب في السيارة، وتنطلق بهم حتى غابت في الأفق.
وجلس "نور" يبكي بكاءً مرًّا!
وأخرج من حقيبته بقية الطعام وهو يقول: يا ليتني أعطيتُه كلَّه، على الأقل يكون قد شبِعَ وسدَّ جوعه، فقد كان يشتهيه، مسكين هذا الكلب، ماذا سيفعلون به؟ وماذا عن هذا الطعام؟
قذف نور الطعامَ في غضب عارم في عرض الشارع! ونسي أن هذا ليس من مكارم الأخلاق.
ثم أدرك خطأه، وأنه ليس من خُلق المسلم رمْيُ الفضلات في طريق الناس، فيؤذيهم، وذهب ليحضره.
ولكن!
توقف وقد أصابه رعب شديد.
ظهر أمامه فجأة كلب ضخم يُزمجر وهو يحمي كيس فضلات الطعام الشهي، وينبح بشدة، ولُعابه يسيل، وأنيابه تبرز في منظر رهيب انخلع له قلب "نور".
وأخذ يقول لنفسه وهو يهذي من الخوف: هذا كلب مسعور! هذا كلب مسعور!
لم يكن هناك أحد من المارة ليستغيثَ به؛ فالشارع في طريق جانبي، وقال نور في نفسه: عندما يلتهم هذا الكلب الطعام سينشغل في التهامه، وهذه فرصته ليفرَّ ويعدوَ كما لم يَعْدُ من قبل وبأقصى سرعة لبيته.
تراجع نور بظهره إلى الخلف وهو يتحسَّسُ موضع قدمه بحرص، وعيناه على الكلب الذي أخذ اللعاب يسيل من شدقيه، وبرزت أنيابه الحادة، وهو يتقدم من نور في تحفُّزٍ تاركًا الطعام الذي ظن نور أنها فرصتُه في الفرار! وهنا ظهر له جليًّا أن الكلب لا يريد التهام الطعام، بل التهامَ نور نفسه!
أو هكذا ظنَّ، فقد ترك الكلبُ المسعور الطعامَ خلفه - وكأنما لا يعنيه في شيء - ويقترب من نور وهو يتراجع في ارتباك وعدم توازن من الرعب والخوف.
والكلب يقترب ويقترب.
وتسارعت دقات قلب نور وهو يتراجع خطوة خطوة بحرص وحذَرٍ شديدين، والعرق يغمر وجهه، والرعب يسيطر على كيانه كله! وبدأ يستشعر قيمة وصية والديه، وخصوصًا أمَّه التي حذرته مرارًا وتَكرارًا من الكلاب الضالة وتعلقه بها، وندم أنه لم يعطِ الطعام للكلب المسكين، وينصرف لشأنه بعد أن قام بواجبه كمسلم في مساعدته، ولكنه أبى إلا العودة والتعلُّقَ به، ولكن هل ينجو ليتعلم من هذا الدرس؟!
وبدأ حسنُ ظنه بالله يزيد رغم خطئه؛ فنيَّتُه كانت طيبة، وأخذ يقرأ المعوِّذتين وهو يرفع صوته؛ ليخفِّف من حدة الرعب والفزع الذي أصاب قلبه، وهو ينبض بعنف في دقات سريعة متتالية:
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ﴾ [الفلق: 1 - 5].
﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ * مَلِكِ النَّاسِ * إِلَهِ النَّاسِ * مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ * الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ * مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ ﴾ [الناس: 1 - 6].
ثم حدث ما زاد من ضياع فرصة نور في الفرار والهرب! لقد تعثَّرت رِجله في حفرة صغيرة لم ينتبه لها، فوقع على ظهره! والكلب المسعور يقترب ويقترب، وعينه على نور، وقد رأى الفريسة قد وقعت، فزادته وحشية، وأخذ يزمجر بقوة!
ونور يزحف على يديه وقدميه بظهره وهو ينظر للكلب، ينتظر هجومه في أي لحظة، ولكنه لم يستسلم، وظلَّ يزحَفُ حتى عجز عن الاستمرار، فتوقف وقد خارت قواه، وأدرك أنه هالك لا محالة، وأن الكلب سوف يعَضُّه بأنيابه الحادة، وسيتسبب هذا في مرضه، فقالها من قلبه بعد أن أيقن بالعجز وقلة الحيلة:
يا رب، رحمتك وعفوك! لقد أخطأت، ولكن رحمتك وسعت كل شيء! يا رب، هذا خَلْق من خَلْقك، فلا تسلطه عليَّ برحمتك يا رحيم.
يا رب، أنت القائل في كتابك الكريم: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60].
فلا ترد دعوتي، واستجب لي، ونجني من هذا الكلب المسعور!
وفجأة دبَّ الأمل في قلبه الصغير.
ورأى استجابة فورية لدعائه بعد أن ظن أنه هالك قطعًا.
فماذا حدث؟
إذا بأصدقائه وزملائه في المدرسة "عمرو وأيمن وبلال" يقذفون الكلب بما تقع عليه أيديهم من أحجار وغيرها، وهم يطلقون صرخات قتالية عالية، ويندفعون بقوة غير خائفين نحو الكلب الذي نظر إليهم وفزع من هذا الهجوم المباغت، وفرَّ بحياته مبتعدًا وهو ينبح ويزمجر بغيظ وحنق بعد أن كاد أن يفتك بفريسته.
وأخذ أصدقاء "نور" الثلاثة يطيِّبون خاطرَه بكلمات تشجيعية، ومزاح طفولي، بعد أن أفزعهم شدة اصفرار وجهه، حتى شابهَ وجوه الأموات من الخوف.
وقال عمرو: عندما رفضت أن نرافقك لرؤية الكلب المسكين لم يعجبنا رأيك، وتجاهلك لرغبتنا أن نلعب مع صديقك، واتفقنا أن نتبعك دون أن تشعر؛ لنعرف مكانه، ثم نشاركك في إطعامه.
ثم تنهَّد وقال: انظر يا نور، لقد أحضرنا له طعامًا من الطعام الذي نحمله معنا من البيت، لم نأكله كله لنشاركك الثواب، ولعله يحبُّنا ويلعب معنا، واتبعناك ورأينا ما رأيته!
وقاطعه أيمن بحماس: لقد كنا خائفين؛ فهو كلب مسعور، وأنيابه حادة وبارزة، ولكن خوفنا عليك أن يصيبَك أذًى منه كان أكثر، ورأينا أن نهجم ونصرخ لعله يخاف، وتوكلنا على الله تعالى، ومن توكل عليه كفاه، وقد كان، والحمد لله الذي أنجاك من هذا الكلب المسعور.
وقال بلال ضاحكًا ومداعبًا: وهذا كله من حسن حظِّك يا نور، والله عندما رأيت الكلب المسعور، واتفقنا على مهاجمته، كاد أن يغمى عليَّ من الرعب بسبب وحشيته، وخوفي أن يهجم علينا، وضحك الجميع بسعادة لنجاةِ نور.
ونظر "نور" لأصحابه وهو يقول: شكرًا لكم جميعًا، ونظر لصديقه بلال، وقال: ولكن هذا ليس من حسن الحظ كما تقول يا صديقي؛ فالحظ ليس له نصيب في ديننا، بل هو قضاء الله وقدره، وحكمته ورحمته؛ ليعلمنا ويلهمنا الحق والصواب، ولقد تعلمت درسًا لن أنساه ما حييت.
قال بلال بفضول: ماذا تقصد؟
قال نور: لقد نصحتني أمي بعدم التعلق بالكلاب الضالة، والاكتفاء بوضع الطعام من بعيد؛ فليس كل الكلاب لطيفة وودودة، كالبشر تمامًا؛ فيهم: الطيب، وفيهم: الشرير الذي يحب الأذى، والحذر واجب، حتى يتبين عكس ذلك، ولكني لم أفعل، وكدت أن أهلك، والحمد لله على نعمته ولُطفه.
ثم نظر نور لأصحابه، وهذه نصيحة لكم، كما هي نصيحة لي.
أومأ أصدقاؤه برؤوسهم، علامة الفهم والاقتناع، بعدما شاهدوا الكلب المسعور ووحشيته.
وانصرف الجميع لبيوتهم، وكلهم شوق لإخبار زملائهم وأصحابهم في اليوم التالي عند ذَهابِهم للمدرسة بعظَمة نصائح الوالدين، ووجوب طاعتهما؛ فهم أكثر دراية بالصواب من الخطأ، حتى لو كنا نظن عكس ذلك لقلة خبرتنا في الحياة.

تمت بحمد الله..



[/right]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayed2015.forumegypt.net
 
نور والكلب المسعور
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هذه دعوتنا :: الكاتب الإسلامي سيد مبارك :: قصص إسلامية-
انتقل الى: