سلسلة جدد نشاطك واستقم
مقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الكريم.. أما بعد
هذه سلسلة أخري نطرحها وننشرها لأهميتها كلما انتهينا من حلقة نشرناها أن شاء الله لتكون نبراساً لمن يريد البداية الصحية للوصول للهداية والمضي قدماً علي صراط الله المستقيم والله المستعان.
نبدأ ونقول بحول الله وقوته الإنسان دائما يحتاج إلي فترة راحة ليجدد نشاطه ويزيد همته وقدراته علي أداء العمل المطلوب منه .ومثال ذلك الطالب في مدرسته فهو يجتهد في دراسته بالسهر والتحصيل لا يستريح له حال فإذا ما أنتهي العام الدراسي وكلل مجهوده بالنجاح يعمل علي راحة نفسه فترة الإجازة ليجدد نشاطه استعدادا لعام دراسي جديد وهكذا الطبيب في عيادته في نهاية اليوم يريح جسده ونفسه ليجدد نشاطه ليوم شاق جديد.
وقس علي ذلك العامل في مصنعة والتاجر في متجره والفلاح في حقله وهلم جرا.. والمسلم في علاقته بربه في حاجة كذلك إلي تجديد النشاط وزيادة همته ليزيد قرباً من خالقه ورازقه ويعمل علي مرضاته.
ومن فضل الله عز وجل أن يسر لنا أمر مغفرة الذنوب كلما زادت قلة عزيمتنا أو طاقتنا وقربنا منه-عز وجل-كل حسب استطاعته فالحج المبرور الذي أخلص فيه العبد نيته وعمله لله يرجع صاحبه كيوم ولدته أمه ويبدأ حياته من جديد مقبول التوبة مغفور الذنب وفي السنة الهجرية شهر رمضان ولياليه بحسناته المضاعفة وفيه ليلة خير من ألف شهر وكل أسبوع يوم الجمعة جعله الله رحمة وبركة لعباده المسلمين وعيد لهم وفيه ساعة إجابة وكل يوم من نفحات ديننا البركة وعظيم الثواب بالصدقات أو الذكر أو الصلوات الخمس كما في حديث
مسلم في الطهارة والترمذي في الصلاة وغيراهما.. عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ (الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ مُكَفِّرَاتٌ مَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الْكَبَائِرَ)
أو غير ذلك كثير من رحمة الله وفضله .
وهكذا أنه-سبحانه وتعالي- ييسر لنا أمر الطاعة والحسنات الماحية ليجدد المسلم نشاطه وحياته كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وكل سنة أبواباً من الرحمة لمن شاء وحسب استطاعته وعلو همته ولو بأبسط الأعمال والعبادات .
ولكن للأسف الشديد المسلم في عصرنا هذا إلا من رحم ربي شاذ ومعقد وضائع ومطموس البصر والبصيرة لا يهمه إلا مصلحته الشخصية يقول أنا وأنا والطوفان من بعدي..
ومحور نشاطه اليومي في ابتكار أفضل الطرق للحصول علي المال ولا يهم عنده من حلال كان أو من حرام .. لقد طغت الدنيا وزينتها علي تفكير وبصيرة الكثير من العباد .
وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري في الرقاق والجهاد وابن ماجة في الزهد: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَالدِّرْهَمِ وَالْقَطِيفَةِ وَالْخَمِيصَةِ إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ وَإِنْ لَمْ يُعْطَ لَمْ يَرْضَ)
ومن الطبيعي أن يظهر الفساد لطغيان المصالح والطمع والتقاتل علي الدنيا فانتشر الفساد وعلا أهل المنكر علي أهل المعروف
قال تعالي)ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم/41}
ولن يفلح المسلم في تجديد حياته وهو يبارز الله بالمعاصي ليل نهار يخرج دوماً عن حدود الله ويتغاضي عن حقوق العباد .
بل لابد له الاستقامة والتماس سبل الهدي وهي ليست بالأمر الصعب إلا علي القلوب الغافلة وأصحاب الالتزام الأجوف الخالي من اليقين وحسن التوكل علي الله تعالي.
وأن شاء الله نطرح سبل الهدي والاستقامة علي حلقات مع بيان الداء والدواء دون تطويل ممل أو تقصير مخل والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء والمرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين.
وللحديث بقية أن شاء الله
الأربعاء 3 يناير 2024 - 10:29 من طرف هند دويدار
موضوع: جدد نشاطك واستقم( مقدمة) 
