سؤال رقم/790
سؤال من أخت فاضلة من الجزائر:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الفضيل :أبي اراد أن يزوجني بأبن اخته الذي هو شاب حسن الخلق والدين لكن أنا رفضته لأنه كانت لي طموحات أريد تحقيقها ولا استطيع القيام بها معه كالعمل والدخول في جمعيات خيرية وغيرها من الأمور التي تنفعني في ديني وأنا اعلم أن الزواج نصف الدين وله أجره لكن ابقى حرة في اتخاذ رأيي الذي اتاحه الشرع لكن أبي رفض أن يستمع لي فأعطى كلمته لتزويجي بحكم "من ترضون دينه وخلقه فزوجوه "وأنا حلفت يمين ثلاث مرات أني لن اتزوجه ولكن تمت الخطبة ولا مفر من هذا الزواج وأنا الآن اقنع نفسي أن أتأقلم مع التغير وأن أبني حياة أخرى من أجل أن أرضى .أريد أن اسألك هل علي صيام ثلاث أيام كفارة عن حلفي وهل زواجي باطل رغم أنني بدأت اتقبله بعد أخذ وقت طويل من أقناع نفسي حين وجدت لا جدوى من سماع رأيي؟انصحني ياشيخ وعذرا على الإطالة واتمنى أن تجيبني وجزاك الله كل الخير وأعطاك الصحة والعافيةالجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا الفاضلة أنما الزواج قسمة ونصيب وهو مقدور لك وليس لولدك أن يحبرك علي الزواج بمن لا ترضيه ويحق لك الرفض بدليل قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «الثيب أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها في صمتها».
ولكن أنتِ مازلت مخطوبة فنصيحتي إليك أن ترضي أن كان ذي خلق ودين فمن النادر أن تجدي مثل ذلك في مجتماعتنا التي تعج بشباب لا يعرف إلا الكرة والغناء والفن الذي أكثره يدعوا للفحش والرذيلة عفانا الله منها ويتخذ من نجومهم قدوة أننا في زمن الغربة عن الدين أختنا فلم يعد فارس الأحلام الذي تطمع أو تتخيله النساء كما في العصور الوسطي يأتي علي حصانه الأبيض فيأخذها موجوداً في عالم الواقع والأحلام لاتبني بينا ولا تسعد امرأة شابة مثلك بل رفيق درب صالح يخاف عليك أن أحبك أكرمك وأن كرهك لم يبغضك وسترك وأحسنت أختنا أن رضيت كما حدث في الأخر أن كان عند حسن الظن به ولا ريب أن فترة الخطوبة فرصة لك لتعرفيه عن قرب أكثر دون خلوة محرمة ، فأن رأيت فيه ما يعجبك فعلي بركة الله وأعلمي أنه لن يكون فقط شريك عمرك وزوجك بل أباً لأولادك ،وسوف يطلع علي أحوالكم واسراركم ،ولا ريب أختنا أن كان طيبا وذو خلق حسن فليتم الزواج علي بركة الله ، وأن كان هناك ما يعكر راحتك تجاهه فقولي لولي أمرك ليساله ويسأل عنه فمازال الأمر مجرد خطوبة فلا تفرطي في فرصة قد تكون خيراً لك، فلا بأس فالزواج أختنا ستر لك وراحة ورحمة بل وثواب عظيم من العطاء والتضحيات فكوني علي العهد بك وعفا الله عنك وعن ولدك.
وبالنسبة للحلف نعم أختنا حلفك بالله يستلزم كفارة اليمين لقوله تعالي:﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ -المائدة: 89
وأنا لا أدري أختنا لماذا يريد الجميع الصيام ثلاث أيام مع أن الأمر بالترتيب فالله تعالي خير بين الإطعام والكسوة أو تحرير رقبة ولا وجود لها الآن.
فأن لم يجد ولم يستطيع لفقرة وضيق ذات اليد ينتقل للصيام والله حسيبه.
فلا تقعي في نفس الخطأ أختنا فأن كنت مبسورة الحال قادرة علي الإطعام أو الكسوة فهو أولي وإلا كما قلت صيام ثلاثة أيام بهذه النية أي كفارة اليمين ومقدار الكفارة للطعام كل مسكين من العشرة نصف صاع من غالب طعام البلد ، كالأرز ونحو ، ومقداره كيلو ونصف تقريبا أو مما يجد في بيته مما يشبعه هو ، وقد وضحناها كثيرا في هذه الصفحة وستجديها هذا والله أعلم وأحكم