أحفاد أبي جهل والفتنة

Admin

أحفاد أبي جهل والفتنة

إن الحمد لله و أشهد أن لا أله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله .
أما بعد ..
علي الرغم من أن فيروس كورونا خطر وبلاء من الله ، وبسببه أغلقت المساجد ربما عقاباً لنا وهي دعوة للتدبر لنجد حلاً.
وعلي النقيض في غير المساجد عمت الفوضي الخلاقة في كل مكان في بلدنا وأمتنا.
والأمة تعيش في هذه الأيام أزهى عصور التقدم العلمي والتكنولوجي في جميع مجالات الحياة علوم قفزت بالبشرية والأمة خطوات سريعة إلى الأمام ..
ولكن..
مع كل هذا التقدم وعلى النقيض تماماً تنسلخ الأمة إلا من رحم ربي عن كل معاني الخير والحب وعن التدين والالتزام الحق ، وحل محله التزام أجوف يفتقد لمقومات الإيمان ومعرفة الله تعالى واللجوء إليه .
قال تعالى : { كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ } ( أل عمران / 110 )
ولكن صفات الخيرية في هذه الأمة لا تكون فينا إلا بالعمل بهذه الشروط الثلاثة وهى كما جاءت في الآية : الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر، والإيمان بالله تعالى .
ونظرة إلى الواقع تجد أن هذه الشروط الثلاثة يشوبها عدم الإخلاص إن لم تكن غير موجودة وحسبنا الله ونعم الوكيل .
نعم .. لقد انقلبت الأمور رأساً على عقب ، وصار الحق في نظر الناس إلا من رحم ربي باطلاً ، والباطل حقاً .. والسنة بدعة وتنطع ورجعية وتخلف، والبدعة سنة ونحضر وتقدمية وأصبح الحليم منا حيران لا يدري...
الصواب من الخطأ ؟ ! ولا الحلال من الحرام ؟!
بعد أن دخل منافق كل بلد في عالمنا الإسلامي بإمكانيتهم وهيمنتهم وسطوتهم وأموالهم وأفلامهم وأعلامهم للحد من هيمنة الدين علي القلوب بدس السم في العسل، وتخدير الشعوب المغلوبة علي أمرها بكل باطل.
وانتشر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس وبما سفكوا من دماء وأهانوا من مقدسات وحسبنا الله ونعم الوكيل ...
قال تعالى : { ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } ( الروم / 41)
ولهذا الفساد في الأمة أسباب اذكر منها هنا أخطر سببين :
1- غياب العلم وتقاعس العلماء:
بسبب الجهل بتعاليم الشرع ، ومع كثرة التفقه بلا فقه والجدال بلا دليل، وتقاعس العلماء الثقات الذين يحبهم الناس ويثقون بهم إلا من رحم ربي منهم ، لخوفهم وغربتهم وضعف شوكتهم وغير ذلك من الأسباب، ناهيك عن انتشار الفسق والخلاعة بين الرجال والنساء إلا من هداهم الله تعالى إلى الحق وغير ذلك كثير.
وكل هذا أدى ذلك إلى تبرج نسائهم وبناتهم لدياثتهم تبرج الجاهلية الأولى ، وهاهي المرأة تخرج متعطرة عارية الساق بادية النهدين ، ترتدي الملابس الكاشفة والمثيرة، ولا أحد يتكلم ولا أحد يقول شيئاً !!
حتى اختلطت بالرجال في تنافس ممقوت فتراها تلعب كرة القدم والملاكمة والمصارعة وحتى رياضة كمال الأجسام تقف بلا حياء تستعرض عضلاتها أمام العابثين والعابثات بلا رادع من دين أو ضمير إلا من رحم ربي منهن والحجة الحرية الشخصية التي لايحدها حد.
وتراها عارضة لأحدث منتجات الشامبو والصابون في الإعلانات التجارية في التلفاز في ابتذال رخيص وتهتك وخلاعة بالإضافة إلى علامات أخرى مثل ضياع الأمانة، وعلو أهل المنكر على أهل المعروف، إلى غير ذلك من دلائل اقتراب الساعة وأشراطها .
كل هذا ساعد على انتشار الفتن والبلاء تحت سمع وبصر علماء الأمة ورثة الأنبياء الذين ضعفت شوكتهم وقلة هيبتهم من المتربصين لهم من الحاقدين والحاقدات من أهل الفتنة والشر ولك الله يامصر.
2- خطباء الفتنة وقلب الحقائق:
خطباء الفتنة هم المنافقين في كل زمان ومكان الذين يدسون السم في العسل ويثيرون الفتنة لقلب الحقائق وتزيفها وإشغال الناس عن شروط الخيرية لأهدافهم الخبيثة التي تخفي انتماءاتهم العلمانية أو الإلحادية أو غير ذلك .
وهم منتشرون ومعرفون بل ومتعلمون ومتخصصون في علوم الشريعة في كل دولة فاحذروهم.
فتسمع منهم وتنكر هجومهم على نظام الأسرة والميراث فضلاً عن تشكيكهم الدائم وطعنهم في ثوابت الدين ، ويلجأ بعضهم إلي كتابة المقالات الساخنة إما لإثبات الذات أو لجذب الأنظار إليهـ فيعملون على إثارة القضايا لإشعال نار الفتنة التي لا تبقى ولا تذر فيخرج من يشكك في الشفاعة ؛بل وإنكار السنة بالجملة دراية ورواية والاكتفاء بالقرآن ، ومن ينكر عذاب القبر ومن يقول يكفي لا إله إلا الله لتكون مسلما دون محمد سول الله !
ومن يدعي أن النبي كان يقرأ ويكتب، .. الخ
ومنهم من يستغل امكانياته لعمل دعاية وأفلام لتنفير الناس من الملتزمين بحجة محاربة التطرف والإرهاب وتجديد الخطاب الديني وما مسلسل الاختيار ببعيد والعجيب المؤلف والمخرج من النصاري منتهي السخف!
سبحان الله !!
هل عاد أبو جهل ؟
هل عاد الوليد بن المغيرة ؟
هل عاد أبو لهب ؟
هل عاد هؤلاء الغلاظ القلوب في القرن الواحد والعشرين ؟!!
أما أنهم لهم أحفاد هم في كل عصر ومصر ويتكلمون بألسنتهم!!
لاغرو أذاً إن خطباء الفتنة هم منافقون كل أمة في كل زمان ومكان ،ولقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من الانقياد والاستماع لدعواهم المسمومة ففي حديث حذيفة رضي الله عنه قال : (كانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عَنِ الخَيْرِ، وكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي، فَقُلتُ يا رَسولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا في جَاهِلِيَّةٍ وشَرٍّ، فَجَاءَنَا اللَّهُ بهذا الخَيْرِ، فَهلْ بَعْدَ هذا الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ قُلتُ: وهلْ بَعْدَ ذلكَ الشَّرِّ مِن خَيْرٍ؟ قالَ: نَعَمْ، وفيهِ دَخَنٌ قُلتُ: وما دَخَنُهُ؟ قالَ: قَوْمٌ يَهْدُونَ بغيرِ هَدْيِي، تَعْرِفُ منهمْ وتُنْكِرُ قُلتُ: فَهلْ بَعْدَ ذلكَ الخَيْرِ مِن شَرٍّ؟ قالَ: نَعَمْ، دُعَاةٌ إلى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ، مَن أَجَابَهُمْ إلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، صِفْهُمْ لَنَا؟ فَقالَ: هُمْ مِن جِلْدَتِنَا، ويَتَكَلَّمُونَ بأَلْسِنَتِنَا قُلتُ: فَما تَأْمُرُنِي إنْ أَدْرَكَنِي ذلكَ؟ قالَ: تَلْزَمُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ وإمَامَهُمْ، قُلتُ: فإنْ لَمْ يَكُنْ لهمْ جَمَاعَةٌ ولَا إمَامٌ؟ قالَ فَاعْتَزِلْ تِلكَ الفِرَقَ كُلَّهَا، ولو أَنْ تَعَضَّ بأَصْلِ شَجَرَةٍ، حتَّى يُدْرِكَكَ المَوْتُ وأَنْتَ علَى ذلكَ. )- البخاري في المناقب
وهناك حديث آخر يبين خطورتهم وما يجب على أولياء الأمور أن يفعلوه حتى لا تشتعل الفتنة بين الأمة بحجة تجديد الخطاب الديني، وطيشهم وحقدهم وجهلهم سيثير فتنة لا يعلم خطورتها إلا الله.
- عن علي رضي الله عنه إذا حدثتكم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فلأن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب عليه وإذا حدثتكم فيما بيني وبينكم فإن الحرب خدعة سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول( يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فأينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن قتلهم أجر لمن قتلهم يوم القيامة) رواه البخاري في المناقب
وبعد.. هذا الحديث والذي قبله يفضح خطباء الفتنة من انصار تجديد الخطاب الديني فضلاً عن القرارات العنترية بحجة كورونا للاحتراز منه مع ترك الحبل علي الغارب للعابثين والعابثات من أحفاد أبو جهل مما أثار البلبلة، وأسأل الله لكل من تسول له نفسه منهم أن ينال من الإسلام تحت ستار أنه يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ان يهديه إلى ما يحب ويرضى وأن يقينا من شر من لا يهتدي بهديه عز وجل وحسبنا الله ونعم الوكيل .
وكتبه/ سيد مبارك