"التعليم في الكبر" و"التعليم في الصغر" ليسا سواء!
نعم! نقول: ينفع التعليم في الكبر..
وقد ينبغ من سعى - هذا الوقت - في الطلب، حتى إنّه ليبلغ - بجدّه - شأوًا كبيرًا، ربما يسبق به من قبله، ولا يلحق رتبته فيه من جاء بعده!
كيف لا؟! وقد صار ابنُ حزم - مثلًا - إمامًا في الفقه، والكسائي إمامًا في النحو، وغيرُهما كثير، ممن طلبوا العلم في كبرهم فنبغوا نبوغًا عظيمًا، حتى ليدعو نبوغهم قارئَ سيرهم إلى التعجب والتساؤل: إن كان هذا شأنهم وقد طلبوا العلم كبارًا! فكيف بهم لو طلبوه في الصغر؟!
ومعنى هذا أنّ الجدّ في الكبر والجدّ في الصغر ليسا سواء، وقد قال الإمام الذهبي عن "الحافظ الفقيه محمد بن يوسف": وإنما طلب هذا الشأن في الكهولة، ولو أنه سمع في حداثته لصار أسند أهل زمانه!