الآلام شيء صعبالآلام شيء صعب وشاق، يسهر المريض وحده يعاني مرور اللحظات في وحدته وهو يشعر بثقل المرض خاصة وهو يزداد في الليل، ويتمنى في كل لحظة أن ينتهي الليل ويأتي الصباح حتى يرى الناس وينشغل بهم عن آلامه، وسرعان ما ينتهي النهار وكأنه لحظات معدودة ويأتي بعده ليل طويل، وكل يمر عليه على هذه الحال، فطوبى لمن لا يجد في ليله ونهاره مؤنسا، سبحان الله كيف يتحمل، وماذا يفعل؟!
- وإن كان الأصحاء يسمعون أنات المرضى وآهاتهم فيتوجعون لما يسمعون، خاصة إذا كان المريض والدا أو ولدا، فكيف بالمريض وهو من يمزق المرض في أجزائه ويقطع من أوصاله؟
- طوبى للمرضى جميعا.
- هل بإمكاننا أن نخفف شيئا من آلامهم؟ إن كنا نملك ذلك فإننا لا نتأخر! والجواب: نعم نملك، إننا جميعا نملك الدعاء لهم ليخفف الله عنهم ويرحمهم بكشف البلاء وزوال الأمراض، ونملك أيضا أن نزورهم فنواسيهم في حالاتهم ونسليهم في أوقاتهم ونحادثهم ما استحبوا الحديث ونكرر هذه الزيارة عليهم ما لم يملوها، وبعضنا يملك أن يمد لهم يد العون فينفق على فقيرهم من ماله ليتطبب أو يشتري الدواء، وبعضنا هو الطبيب الذي يمتلك القدرة على مداواته فليمد يد العون للقادر والفقير فيصدق مع الجميع في تشخيصه وتطبيبه وفي مواعيده ووعوده، ويتصدق على المحتاج بقيمة كشفه، فإن لم يمكنه فليحضر ساعات عمله الحكومي كاملة وليبذل دقائقها فيما جعلت له حتى يعفي نفسه من المسئولية أمام الله تعالى، وبعضنا الصيدلاني فليرحم وليتكرم ليرحمه الله ويتكرم عليه وكلنا إلى رحمة وكرم الله تعالى فقير.
- اللهم عاف كل مبتلى!