أهم الفوائد من درس التفسير [2]
(شرح المختصر في تفسير القرآن الكريم - مركز تفسير)1- معنى الفاتحة: التي افتتح الله بها كتابه، وأيضًا آياتها تتضمّن فتوحًا من المعاني والخيرات، وأيضًا الفتح بمعنى الحكم والقضاء وقد حكمت السورة على اليهود بغضب الله وعلى النصارى بالضلال، ولأهل الإسلام بالهداية.
2- تسمى الفاتحة أيضًا السبع المثاني، أما السبع فلأنها سبع آيات وأما المثاني فلأنها تثنى أي تكرر، وهي أم القرآن وأم الكتاب والقرآن العظيم؛ لاشتمالها على معاني القرآن الكريم إجمالا، وهي سورة الحمد لأنها تفتتح بالحمد، وقد شاركها في هذا سور: الأنعام والكهف وسبأ وفاطر، فمجموعها خمس سور.
3- يوم الدين هو يوم القيامة وله أسماء أخرى كثيرة، ومنها يوم الحساب ويوم التناد والحشر والحاقة والواقعة وغيرها كثير، ومعنى يوم الدين أي يوم الجزاء سمي بذلك لأن الله تعالى يجازي فيه كل عامل بما عمل، من عمل خيرًا فله الجنة ومن عمل شرًّا فله النار.
4- سمى الله نفسه ملك يوم الدين رغم أنه ملك الدنيا والآخرة لأنه سبحانه ترك الحرية في الدنيا لمن شاء أن يؤمن أو يكفر وترك الناس يشفع بعضهم لبعض بحق وبباطل وترك لكل إنسان أن يأخذ ما هو من حقه وما ليس من حقه، وذلك بعد أن عرفهم عاقبة أفعالهم تلك، سواء في الدنيا أو في الآخرة، أما في يوم القيامة فلا ملك إلا هو ولا حرية لأحد على الإطلاق، ولا شفاعة إلا لمن أذن له، ولا نوال لأحد إلا ما يستحقه، ولا نجاة من عقوبة لمن وجبت عليه، فربنا سبحانه يتفرد في هذا اليوم بإجراء الأمر وفصل القضاء، ولا تملك نفس لنفس شيئًا.
5- لا عبادة إلا لله ولا استعانة إلا بالله، فوحده نعبد ووحده نستعين، وعبادته سبحانه تكون بمعونته فهو الذي يوفق لكل خير ويعين عليه.
6- الصراط المستقيم هو الإسلام بكل ما فيه وما يعنيه، والعبد يتعلق بربه دائما في رجاء ودعاء أن يوفقه إليه وأن يدله عليه وأن يثبته عليه فكل ذلك بأمره وقدرته وإرادته سبحانه.
7- ينقسم الناس إلى سعيد وشقي، فالسعيد من أنعم الله عليه وهو من تبع الأنبياء على طريقهم وهو طريق مأنوس لا وحشة فيه عامر بالسالكين من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، فلا خوف على المرء من السعي فيه، وهو طريق واحد واضح مستقيم سالك لا اعوجاج ولا متاهات فيه، وأما الأشقياء فمختلفون وطرقهم شتى ولكل واحد سبب شقائه فمنهم الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به مثل اليهود ومن سلك مسلكهم فغضب الله عليهم، ومنهم من قعد عن طلب الحق وآثر الجهل والهوى ولم يسع للبحث عن الحق والتفتيش عنه مثل النصارى ومن صنع مثلهم وهؤلاء هم الضالون، وكلاهما يعيش في سخط الله ولو تمتع بمتع الحياة وسيرد على الله فيدخلهم النار وبئس القرار، بينما ينعم المسلمون في جنات ونهر.
8- من السنة قول آمين في ختام الفاتحة في الصلوات سواء كانت سريّة نقولها في أنفسنا، أو جهريّة نقولها مع الإمام، معناها: اللهم استجب، ولها أجر عظيم منه أن الملائكة تستمع لتلاوة الإمام الفاتحة فإذا قال ولا الضالين قالت آمين فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر الله له جميع ذنوبه.
9- تعلمنا الفاتحة أن نبدأ جميع أعمالنا بالبسملة نتبرك بها ونستمد من الله العون عليها، وذلك في كل عمل جليل أو صغير.
10- وتعلمنا كيف ندعوا الله ونسأله، وذلك بأن نقدم بين يدي دعائنا ذكر الله والثناء عليه قبل أن نسأله ما نحب، وفي الخاتمة نقول: آمين، فندعوه بما نرجوا، ثم نطلب منه أن يتقبل منا.