القوامة تكليف وليس تشريفالله تعالي جعل القوامة للرجال فقال الله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ..) النساء/34
وهذه القوامة أيها الرجل تكليف وليس تشريفًا فأفهم هذا..
قوامة الرجل على المرأة في الإسلام ليست قوامة سطو واستبداد واستعباد وغير ذلك ، ولكنها قوامة التبعات والالتزامات والقيام بالحقوق والوجبات،ولا تظن بالأنفاق تكون رجلًا قوامًا فقط بل هذا جزء منها،وماذا لو كنت عاجزًا وهي من تنفق عليك هل تختلف الأدوار ..قطًا لا!!
فالأنفاق جزء من القوامة ليس كلها وقد ذكر الله تعالى لهذه القوامة سببين، وقال العلماء القوامة لأمرين:
الأول- وجوب الإنفاق على الزوجة والقريبة، وإلزامه بالمهر على أنه رمز لتكريم المرأة.
والثاني: الرجل مفضلا على المرأة في العقل والرأي والعزم والقوة، لذا خصّ الرّجال بالرّسالة والنّبوة والإمامة الكبرى والقضاء ، وإقامة الشعائر كالأذان والإقامة والخطبة والجمعة والجهاد، وجعل الطلاق بيدهم، وأباح لهم تعدد الزوجات، وخصهم بالشهادة في الجنايات والحدود، وزيادة النصيب في الميراث، والتعصيب.انتهي كلامهم
وكل هذا جميل..
ولكن عندما ترسل لي أختًا في الله وأمًا بعد عشرة وزواج حتي صار أكبر أبنائها في 25 سنة من عمره أن زوجها يؤذيها ويضربها وتقول:
أنا زوجي لا يصلي وفي بعض الأوقات يصلي ويترك الصلاة ومعظم الوقت في نكد لأنه علي طول يحب الزعل والحزن ومتماسك به وأنا بفضل الله عليه بصلي من صغري وأنا والله ياشيخ تعبانه اوي مع هذا الشخص مع العلم أننا عندنا ثلاث اولاد أكبرهم 25سنه بس والله تعب أجبني بالله عليك ماذا أفعل مع هذا الشخص؟!!
فنحن نسأل أمثال هذا الرجل هل القوامة تشريف أم تكليف؟!!
أن مما يدمي القلب أن بعض الرجال المتزوجين يظن أن القوامة تعطيه الحق في أذية شريكة حياته وأم أولاده بغير سبب شرعي!!
لكن أن يبلغ اليأس والألم بهذه الأخت أن تنشر مشكلتها مع زوجها دون تحفظ أمام الجميع غير مهتمة بدخولهم صفحتها ومعرفة أسمها وفصلها فلابد أنا بلغت مرحلة اليأس من زوجها ..وأسمع هذا
قالت بقلب يقطر دمًا من كلماتها زوجي لا يصلي !!
وليس أشد علي قلب المسلمة من لها شريك للحياة ظنت في البداية أنه فارس أحلامها ستعيش معه في طاعة لله بعيدًا عن أي ضغوط كما كانت في بيت أبيها ،وبكل حرية في بيتها ومملكتها ،فينقلب بعد سنوات في الحمل والولادة والتربية حتي أصبح أبناءه شبابًا وفحولاً فإذا بالشريك ينكر الجميل ويهين ويسب ويخون العشرة والتضحيات بحجة القوامة وهو لا يعرف معناها!!..
هل هذه رجولة وقوامه؟!
وماذا عن وصية النبي لنا معشر المتزوجين.."خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي."
وهل تركه للصلاة وقطع صلته بالله هي من صفات المسلم وماذا أبقي من أحلام شريكته الوردية في بداية الالتزام ، وهي التي تربت وربت أبنائها علي أنها-أي الصلاة- ليست صلة بالله فقط بل منبع البركة والحياة والمحبة والرحمة!!
ولن أتكلم عن أقول الفقهاء في حكم تاركها لأننا نميل للقول بعدم كفره طالما علي التوحيد فليس الأمر هين ،كما أن أدلة صريحة بأن الله يغفر الذنوب جميعًا كبيرها وصغيرها عدا الشرك فمن لم يشرك وترك كبيرة كالصلاة هو مسلمًا عاصيًا أمره إلي الله أن شاء عفا عنه وإن شاء غفر له ولكنه ذنبًا لن يمحوه إلا العودة والتوبة
ولكنه مسلمًا عاصيًا وفي خطر فصحة توحيده وشهادته أن لا إله إلا الله محمدًا رسول الله ينقصها التطبيق العملي والبرهان الساطع متمثلًا في إثبات حقيقة عبوديته لله والتزلل له بالصلاة وهي أول مايحاسب عليه العبد يوم القيامة!!
ثم الحقوق وأهمها حقوق القوامة!!
سيدنا نوح كان نبيًا وأفضل مننا جميعًا، ومن أولي العزم من الرسل ومع ذلك كانت زوجته وأبنه كافرين يعيشان تحت سقف بيته!!
فهل قصر في حقوقهما أم كان أبًا وقوامًا مثاليًا حتي أخر لحظة وأسمع هذا(ونادى نُوحٌ ابنه وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يابني اركب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الكافرين )-هود
فأبي إلا العناد والغرور وطاعة الشيطان وكان ما كان!!
وهذا نبيًا معصومًا ومن أولي العزم من الرسل يوحي إليه.. فماذا عنك أنت أيها الزوج وأنت ذو خطأ وتكابر وتتبع هواك متي تفيق؟!!
أنت في نعمة لأنك مسلمًا لكنك في خطر بترك الصلاة واسأل نفسك من العبد ومن الرب؟!! وماذنب شريكة عمرك وأم أولادك وقد قطعت الصلة بينك وبين الله ،وتعمل لقطع ماتبفي بينك وبين أسرتك وأولادك ..اتق الله في أهلك..قبل فوات الأوان ..وتبقي ذكري سيئة لأولادك وأحفادك!!
ونعم..
الهداية من الله وماعلينا هوالقيام بالتبليغ وبالترهيب تارة والترغيب تارة أخري ،ومن يدري ،وكل رجل وله نقاط ضعف ترج قلبه وتهزه هزًا رغم شدته وجبروته!!
ربما له طفلة صغيرة يحبها قد تكون سببًا في صلاته ،وربما حادثة أو موقفًا يشعر به أنه ولد من جديد فيرق قلبه وبشتاق لربه، وغير ذلك كثير!!
ولهذا كانت نصيحتي لأختنا بالصبر والدعاء والابتهال بقلبًا محبًا يخاف ويغار علي جنته في الدنيا ،من زوج وأبناء ..ومهمة الزوجة
كمهمة الطبيب ولكنه طبيبًا يبحث عن علاج لسعادته واستقرار أسرته نفسيًا وجسديًا!!
وفي الحديث " كُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ، والأَمِيرُ رَاعٍ، والرَّجُلُ راعٍ علَى أَهْلِ بَيْتِهِ، والمَرْأَةُ راعِيةٌ عَلَى بيْتِ زَوْجِها وولَدِهِ، فَكُلُّكُمْ راعٍ، وكُلُّكُمْ مسئولٌ عنْ رعِيَّتِهِ متفقٌ عليه. "
،والحياة الزوجية وكلامي لكل زوج وزوجة.. أخذ وعطاء .. سراء وضراء.. سعادو وشقاء ، فليست سعادة دائمة أو شقاء دائم!!
وحيويتها ودوامها ينبغ من مثل هذا البلاء والشقاء وعصيرته ومعاناته، وعلاجه بالصبر والحكمة لا بالرعونة والطيش وهتك الأستار وكشف الأسرار!!
وفعل ورد الفعل، فكلها اسبابًا تهد وتدمر عش الزوجية وبيوت المسلمين، وليس هكذا تورد الأبل أيها المتزوجين
وماعلينا إلا ابتغاء الوسيلة المباحة لسعادتنا ،ولابد مهما كانت ظلمة الليل من طلوع شمس الصباح،فلا يأس أبدًا برحمة الله وكرمه وفضله لمن أحسن الظن به ،ونسأل الله أن يصلح بيوتنا ويبعد عنها شياطين الإنس والجن ويرزقنا السكينة وراحة البال والقناعة والرضا أنه علي مايشاء قدير.