أنا وجحاسؤال لكل مسلم ما الفارق بين الظلمة والنور؟!
لحظة ..
لنعد صياغة السؤال ونقول ما الفارق بين الحلال والحرام؟
الفارق شائع ونتيجته معلومة أما جنة وأما نار!!
وأفهم هذا...( الحَلَالُ بَيِّنٌ، والحَرَامُ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشَبَّهَاتٌ لا يَعْلَمُهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى المُشَبَّهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وعِرْضِهِ...)-جزء من حديث البخاري
جميل وما دخل جحا هذه الشخصية الهزلية!!
شخصية جحا في الأصل هي شخصية حقيقية.. ويقال أن أسمه " دُجين بن ثابت الفزاريّ" وهو أحد التابعين، وكانت أمّه تعمل خادمةً لأنس بن مالك، وكان جحا هو لقب له، ويتميّز بظرافته الكبيرة أثناء حديثة، وامتلك فطنة، وذكاء كبيرين، وامتلك القدرة على تأليف القصص الكاذبة بحبكة قويّة، وعاش حوالي مئة عام، وتمّ ذكر شخصية جحا في العديد من الكتب في ذلك الوقت ككتاب جلال السيوطيّ، والذهبي، والحافظ ابن الجوزيّ، والشيرازيّ.
وقطعاً زاد أهل التأليف من قصص وحكايات علي لسان هذه الشخصية لشخصية مخالفة للتندر في كل عصر ومصر وجعلوها شخصية ساذجة علي عكس الحقيقة وهذا ليس موضوعنا..وسواء كان هو المفصود أو غيره لكن أسمع هذه القصة لجحا ..
يقال:
فَقَد جحا بعض النقود فى شارع مظلم..فظل يبحث عن النقود في شارع أخر والناس جميعاً يبحثون معه(جدعنة يعني)
وبعدما تَعِب الناس من البحث المرهق قالوا لجحا... إنتَ مُتأكد ياجحا إن الفلوس وقعت هنا؟؟؟
قال لهم بكل ثقة: لا... الفلوس وقعت في الشارع المظلم!
قالوا له :ولماذا تبحث هنا؟!!
قال لهم: لإن الشارع هناك مظلم.. والمكان هنا نور!!
هل فهمت ..فهل جحا صادقًا أم أنه ساذجًا؟!
أو لنقل بكل صدق.. دون مواربة!!
الكثير منا فيه سذاجة جحا وطرافته في نفس الوقت وهو لايدري!! – طبعًا الشخصية الهزلية وليست الحقيقية المذكورة-.
وعلي سبيل المثال...
يقول نبينا "إيَّاكُمْ والدُّخُولَ علَى النِّساءِ فقالَ: رَجُلٌ مِنَ الأنْصارِ: يا رَسولَ اللهِ، أفَرَأَيْتَ الحَمْوَ؟ قالَ: الحَمْوُ المَوْتُ."-مسلم..والحمو قريب الزوج
وبيتك أيها المسلم الفاضل شارع مفتوح علي البحري يدخل من يشاء وبترحيب من الزوجة!! .. ليس القريب فقط بل والبعيد كصديق الأسرة..وابن العم ..وابن الخال..وزوج أختك أو الكل وغيرهم وهي وحدها ،في وحودك لا مشكلة..الكلام ويحدث وهي وحدها.. يخلو يزوجتك وتقوم بواجب الضيافة حتي حضور سيادتك ،ويدخل ولا أحد يعترض فالأمر عادي والزوج ربما هو من يقول وينهر زوجته لو رفضت دخوله ...بأعلي صوته يقول وأين الأصول!! -ويقصد العادات والتقاليد المحرمة- يقول لزوجته عيب كده..فضحتيني!!
وهي طبقت السنة ولكنه ديوثًا ولايدري!!
ولسان حاله يقول أنا وجحا!!
ما رأيك أتظنه كجحا يبحث عن عرضه الضائع ولا أقول ماله في النور كالأعمي
نور زائف يلجأ إليه البعض وهو مبهور بزينة الدنيا ويدعي السذاجة والرجولة والنباهة والتحضر وأنه عصري، وهو واقع في تلبيس إبليس ويشرب من خمر الوهم حتي الثمالة..وحجته عيب!!
ومثله رجل يترك زوجته وأبنته تخرج متبرجة كاسية عارية تقول له عيب هذه سذاجة وأنت ديوثًا..ينبغي أن تغار علي أهلك!!
فيرعد ويزبد..أحترم نفسك.. يترك المكان الصحيح، ويبحث في نور زائف بحجة الحرية الشخصية والمهم حجاب القلب والإقتناع وزوجته محترمة !! ولكنه في غفلةٍ ميت القلب!!
ولسان حاله يقول أنا وجحا!!
وذاك مجنون كرة يجلس علي المقهي ينتظر مبارة مهمة لفريقه والأذان بالمسجد المجاور علي بعد خطوات يقيم الصلاة ..يقول لك العشاء ممدودة والله غفور رحيم..والمبارة مصيرية ..وتنتهي بفوز فريقه فيستمر في الغفلة والفرحة الزائفة وهو سعيد مبتهجًا من النور الزائف، ويسهر للفجر وينسي الصلاة ويهملها .. هذه والله سفه وغباءً.. أغراهم سعادة زائفة أعمت أبصارهم عن رؤية أين مكانها الحقيقي الذي فيه خير الدنبا والآخرة معًا..
وهي أمامه-الحقيقة- مسطورة ومسموعة ومرئية بكل وسيلة دعوية..قال الله وقال الرسول!!ولكنه بكل سذاجة كمن قال الله عنهم (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ )171))-البقرة
ويظل يبحث عنها في مكان أخر بحجة التطور والعصر أختلف!!.. ولسان حاله يقول أنا وجحا!!
وذاك يريد المال لكذا وكذا ويمد يده للحرام ويستحله!!
تقول له (وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ(22))-الذاريات
فلايبحث عنه بالطريق الصحيح بل بطرق سهلة وينبهر بذكائه ونباهته في الخداع والتدليس وهو كالغر الساذج بنور مزيف وسعادة لاتدوم وبعدها حسرة وندامة.. ومدمن للرشوة والحرام والنبي يحذر من اللعن (لعَنَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الرَّاشيَ، والمُرتشيَ، ... ).
ولسان حاله يقول أنا وجحا!!
والأمثلة عن السذاجة والظن أنها نباهة ونور وتحضر وعصرية وفهلوة وشطارة ..الخ
كثيرة وكثيرة من كل شكل ولون...والكل يبحث عنها في مكان أخر أكثر طلمة ويطنه نور وهو واهم إلا من رحم ربي
فهل أنت من هؤلاء ..هل فيك بصمة سذاجة كجحا أم أنك !!
أنت أدري ولنحسن الظن بك ونسأل الله لي ولكم السداد والتوفيق في الدين والدنيا