أيها المحب لله كن صادقًاأيها المحب لله كن صادقًا في محبتك بالأفعال لا بالأقوال!!
فأنت تعيش عصر الغربة عن الدين..
عصر علا فيه أهل المنكر علي أهل المعروف..
عصر صارت فيه الراقصة أمًا مثالية والإلحاد حرية اعتقاد، والكفر والمجاهرة به فكرًا مستنيرًا!!
والتبرج والسفور حرية شخصية ورقي وتحضر ،والنقاب والحجاب تخلف ورجعية !!
واللواط مثلية جنسية، والربا فوائد وعوائد!!
والحب والخلاعة والخلوة رومانسية وشاعرية!!
والقتل والذبح في عز النهار انتقام حب والمحب شهيد!!
وأستحل الخلق الحرام وقالوا بلسان الحال للخالق نحن أحرارًا!!
والعجيب آية الله ظاهرة في انقراض وموت واحدًا تلو الآخر منهم وهم عاجزون عن الهروب منه!!
(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ ...(78)-النساء
ومهما طال عمر الواحد منهم وساء عمله لايقدر علي الهروب منه .. يحلمون بالخلود وجنتهم دنياهم يمنون علي أنفسهم بأن الموت النهاية ولا حساب ولا عقاب وهم واهمون!!
وجميعًا إلي رب العالمين راحلون.. ويوم المعاد إلي من تفر ولمن تلجأ ولا إله غيره!!
هيهات..هيهات من يحلم بالنجاة دون رضاه عنه ..
وأسمع يا مؤمن وفر من الله إلي رحمته وكرمه..أسمه هذه الأسطورة:
قال الإمام ابن القيم-رحمه الله- في بدائع الفوائد [جزء 3 - صفحة 754]:
" رأت فأرة جملا فأعجبها فجرت خطامه فتبعها فلما وصلت إلى باب بيتها وقف فنادى بلسان الحال إما أن تتخذي دارا تليق بمحبوبك أو محبوبا يليق بدارك،
وهكذا أنت إما أن تصلي صلاة تليق بمعبودك وإما أن تتخذ معبودا يليق بصلاتك.
هكذا البعض منا مع الله!!
و كما نعلم ، بيت الفأرة هو جحر او شق في الجدار !! والجمل ضخم كبير!!
هل تدخل الفأرة و تترك حبيبها خارجاً ؟؟
أم تقول له تفضل و أين وكيف ؟؟
لهذا قال الجمل للفارة المخدوعة الساذجة(إما أن تتخذي دارا تليق بمحبوبك أو محبوبا يليق بدارك)
أيها المحب لله كن صادقًا...
وتأمل صلاتك وصيامك وحجك وأذكارك وأدعيتك ومعاملتك لجارك وأتفانك لعملك وأحوالك مع أهلك وأولادك ،وكيف حالك في البيع والشراء والوعود والعهود مع خلق الله ،وغير ذلك كثير..
وتذكر دومًا أنك لاتتعامل معهم ولا تبغي رضاهم تعبدًا وإنما رضا خالقك ورازقك رب السماء والأرض..
أنت تعبد ربًا عظيمًا رحيمًا ستيرًا يقبل العذر ويعفو ويصفح..
فلا تكن مسلمًا فقط في البطاقة الرسمية وحياتك في دنيا الناس بالهوي والشطارة ومستسلمًا أمام الفتن والشيطان لك بالمرصاد!!
بل كن تقيًا حليمًا صابرًا راضيًا محتسبًا ملتمسًا هدي نبيك-صلي الله عليه وسلم-، وهو الأسوة الحسنة لك ولنا مثله قرآنًا يمشي علي الأرض..ولايفتر لسانك عن الحمد والشكر في دنياك حتي النهاية وقل " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شئ بعد"
ومهما كانت البلية أو النعمة فلا تمل ولا يضعف يقينك وتوكلك ،ولنتذكر جميعًا ما الهمه الله لفتية أهل الكهف وهو قوله تعالي (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا)(10))-الكهف
وأخيرًا تذكر هذه الأبيات للأمام الشافعي-رحمه الله:
أنَ للهِ عِبَادًا فُــــــــــــــــــطنَا
طَلَّقُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الْفِتَنَا
نَظَرُوا فِيهَا فَلَمَّا عَلِــــــمُوا
أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحَيٍّ وَطَــــــــنَا
جَعَلُـــــــــوهَا لُجَّةً وَاتَّخَذُوا
صَالِحَ الأَعْمَالِ فِيهَا سُـفُنَا
ولاتسوا هذا الدعاء الثابت في البخاري وهو سيد الأستغفار:
اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي؛ فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ. قالَ: ومَن قالَها مِنَ النَّهارِ مُوقِنًا بها، فَماتَ مِن يَومِهِ قَبْلَ أنْ يُمْسِيَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ، ومَن قالَها مِنَ اللَّيْلِ وهو مُوقِنٌ بها، فَماتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهو مِن أهْلِ الجَنَّةِ.