هذه دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الرسمي للكاتب الإسلامي سيد مبارك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
الزوار من 4/2018
Hit Counter
صفحات الشيخ علي الانترنت












لرؤية الموقع بشكل مثالي استخدم متصفح
" برنامج فايرفوكس"


المواضيع الأخيرة
» المباديء الأولى للصلاة
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 3 يناير 2024 - 10:29 من طرف هند دويدار

» تربية الأطفال على الأخلاق الدينية وزرع حب الدين
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأحد 26 نوفمبر 2023 - 22:44 من طرف faridaahmed

» العدد20-السنة الاولي
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:21 من طرف الشيخ سيد مبارك

» جريدة اعرف دينك-العدد19-السنة الأولي
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:12 من طرف الشيخ سيد مبارك

» نظرة تأمل وتفكر
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:09 من طرف الشيخ سيد مبارك

» الكلاب أنواع
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:05 من طرف الشيخ سيد مبارك

» صبرًا ياوطن العزة والكرامة
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:03 من طرف الشيخ سيد مبارك

» مجلة اعرف دينك-العدد11
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 7:41 من طرف الشيخ سيد مبارك

» العدد الثاني-الجمعة-30يونيو-2023م
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالسبت 2 سبتمبر 2023 - 22:43 من طرف الشيخ سيد مبارك

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
من مؤلفات الشيخ المنشورة






من روائع مؤلفات الشيخ












 

 النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مبارك
Admin
الشيخ سيد مبارك



النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر   النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر Icon_minitimeالثلاثاء 13 مارس 2018 - 5:11

النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر 23517711
النفس البشرية
بين الالتزام والواقع المعاصر


إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحْده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصَحْبه أجمعين.

أمَّا بعدُ:
فنظرة إلى الواقع الذي نعيش فيه هذه الأيام، لا نَملِك إلاَّ أن نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون!

جميعًا نعلم أنَّ الدين هو أساس حياة الإنسان، وسبب سعادته في الدنيا والآخرة، والواقع المُر الذي نعيشه يجعلنا نسأل: كيف يزني المسلم وهو يشهد أنْ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله؟! كيف يَسرق ويرتشي وهو دائم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم؟!
كيف يشرب الخمر ويتعامَل بالربا، ولا يَفْتُر لسانه عن ذِكر الله تعالى؟!
ما هذا الخَلل والتناقض في شخصيَّة المسلم؟

وهنا سؤال يطرح نفسه بشدة بعد ما ذكَرناه من أمثله من دنيا الناس هذا الزمان: كيف أكون مسلمًا ملتزمًا حقًّا؟ كيف أفهم الإسلام وتعاليمَه؟ كيف أكون إيجابيًّا في طاعة ربي وطاعة رسوله - صلى الله عليه وسلم؟كيف أكون إيجابيًّا في بيتي، إيجابيًّا في عملي، إيجابيًّا مع إخواني وأحبابي؟ وهكذا.

لا ريبَ أنَّ هذا لن يكون إلاَّ بمُحاسبة النفس وتقويمها وتهذيبها؛ لتعود إلى طريق الله تعالى القائل - جل شأنه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ ﴾ [الرعد: 11].

ويجب على المسلمين أن يُدركوا أن الإيمان ليس بالتمنِّي، ولكن ما وقَر في القلب وصدَّقه العمل.

بمعنى أنه إذا أراد المسلم المؤمن بالله تعالى أن يكون من الصالحين، فلا يستقيم هذا وهو مدمنٌ لمشاهدة المسلسلات، تاركٌ الجُمَع والجماعات، جالسٌ على المقاهي، غافلٌ عن ذِكر الله!

كلاَّ؛ هذه سلبيَّة، وليست إيجابيَّة، فلا بد أن يُغَيِّر من عاداته السيِّئة، والسؤال كيف؟

الإجابة: بالإرادة والعزيمة، ولكنْ هناك سؤال آخر أهمُّ، وهو كيف أكتسب هذه الإرادة وأنا ضعيف الإيمان؟ سيكون ذلك بأربع خطوات:
الخطوة الأولى:
تقوى الله تعالى؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

نعم البداية السليمة أن نتَّقي الله إن كنَّا مسلمين حقًّا، لا نتحجَّج بالسعي للرزق تاركين الصلاة؛ لأن العمل عبادة، تاركين الحجَّ مع الاستطاعة لضيق الوقت، تاركين الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأننا نخشى الناس، والله أحقُّ أن نخشاه.

إذًا البداية الصحيحة لاكتساب قوة الإرادة والعزيمة للنفس المؤمنة - هي تقوى الله تعالى، وليست في الأعمال فقط، وإنما في الأقوال أيضًا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

واعلم - أخي القارئ - أن تقوى الله تعالى لا تكون كما تحب أنت، لا تقل: قالت أمي، أو قال أبي، أو قال معلِّمي، أو قال شيخي كذا، وما أشبه ذلك، كلاَّ؛ إنما تكون على المنهج؛ أي: كما أمرَ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتأمَّل معي قوله تعالى في الآية المذكورة آنفًا: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ .

إذًا كلُّ مَن يُخالف المنهج ويُبيح لنفسه معصية الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو في خسران عظيم، وضلال مبين.

إذًا لا بدَّ أن نَلتزم بالمنهج في حياتنا، ولا نعيش على مبادئ وقيم وعادات، وبِدع ومذاهب، ما أنزَل الله بها من سلطان، تجعل الله ساخطًا علينا، وهذه الخطوة من أهم الخطوات التي تساعد على قوَّة الإرادة والعزيمة، لماذا؟ لأنَّ من الطبيعي أنَّ تطبيق المنهج ليس سهلاً؛ لأن الشيطان يتربَّص بنا، والنفس الأمَّارة بالسوء تتمرَّد على الطاعة وتُلْهينا بالمعصية، والدنيا تُنادينا: هَلُمَّ واستمتعوا، ولكن لا بدَّ من تناول الدواء مَهْمَا كانت صعوبته ومَرارته؛ ليتمَّ الشفاء - بإذن الله تعالى - وتستقيم النفس المتمرِّدة على المنهج، وطالَما استقامَت لا بدَّ أن تتعرَّض للأذيَّة من السُّفهاء ضِعاف الإيمان، ولكن بيقينك أنَّك على الحق، وأنَّ البلاء من شيمة الصالحين وعلامة الرضا عنك من ربِّ العالمين، كلُّ ذلك يزيد من قوَّة إيمانك ويَقينك، ومَن كان الله معه، فلن يضرَّه شيء أبدًا.

الخطوة الثانية:
تحصيل العلم الشرعي، وخصوصًا ما هو فرْضُ عينٍ، وهذه الخطوة من الأهميَّة بمكان؛ لماذا؟ لأنَّ الجهل بالشرع وأحكامه قد يؤدي إلى ارتكاب البِدع، وسيطرة الهوى، وربما أدَّى إلى الشِّرك بالله، والعياذ بالله!

وكما أنَّ الاشتياق للجنة ودخولها يُشترط له ترويض النفس على المكارة؛ لأنها حُفَّت بها، والمكارة التي حَفَّت من العبادات؛ كالطهارة والصلاة وغيرهما، تحتاج إلى فقه وعلمٍ، والجهل قد يُبطلها.

والحاصل أنَّ تحصيل العلوم الشرعيَّة من أهم الوسائل للثبات على المنهج، كما يحبُّ ربُّنا ويرضى، والعلم هو العلاج الوحيد لتحطيم صَنَمِ الجهل بالدين الذي أهْلَك الكثير من أتْباعه وأنصاره، وتَرَكهم هَلْكى وصَرعى، يتخبَّطون في دروب الدنيا الفانية؛ بحثًا عن سعادة زائفة على حساب تزكية النفس وسُموِّها لِمَا هو أَبَدِيّ وسَرْمدي، يوم يقول صاحبُها: ﴿ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي * فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ * وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ ﴾ [الفجر: 24 - 26].

ولهذا حَثَّ الله تعالى والنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - على العلم الشرعي؛ فقال تعالى: ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114]، وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن سلَك طريقًا يَلتمس فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة))؛ أخرجه مسلم في الذِّكر والدعاء.

وأهم ما يجب على طالب العلم أن يَفعله ما يلي:
1- أن يجتهد من البداية في معرفة المنهج الصحيح للدين بفَهم أهل السُّنة والجماعة، بعيدًا عن أفكار ومذاهب وآراء شتَّى تُخالف عقيدة وفَهم سلف الأمة الصالح.

2- أن يحضُر دروس العلم والوعظ في المسجد، أو عن طريق الاستماع أو المشاهدة، وليصقل سَمْعه بالبحث والاطِّلاع في الكتب، وعليه أن يتفرَّغ لهذا الدرس من المشاغل الدنيوية التي قد تُلهيه عن التحصيل والاستيعاب.

3- أن يسأل ويَستفسر أهلَ الذِّكر من العلماء أو الدعاة الموثوق في عِلمهم وأخلاقهم؛ حتى يستوثقَ من الصواب؛ لتوضيح ما لَم يَفهمه أو أشْكَل عليه، ولتَكُن أسئلته في المهم، وليس في إشكالات وتفاهات، وإنما ما ينفع دينه ودنياه.

4- المجاهدة والصبر لأعدائه الأربعة - النفس والهوى، والدنيا والشيطان - ليستمرَّ بلا كللٍ أو مللٍ في التعلُّم والتحصيل.

5- الإخلاص في القول والعمل لله تعالى؛ لينقِذَ نفسه من التَّهْلُكة من مستنقع الفكر الضال والأعمال الباطلة، وليس ليُباهي نفسه مع أقرانه بقوَّة تحصيله العلمي وفقهه.

الخطوة الثالثة:
معرفة أصل الداء،وليس العلة نفسها التي تتسبَّب في المعاصي:
أخي القارئ، يجب أن تعرفَ أصل الداء؛ فمن السَّهل معرفة الدواء، وما خلَق الله داءً إلاَّ خَلَق له دواءً، وأمرنا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالتداوي، فقال: ((إنَّ الله لَم يُنزِل داءً أو لَم يَخلق داءً، إلاَّ أنزَل أو خَلَق له دواءً، عَلِمه مَن عَلِمه، وجَهِله مَن جَهِله إلاَّ السَّام))، قالوا: يا رسول الله، وما السَّام؟ قال: ((الموت))؛ انظر: السلسلة الصحيحة؛ للألباني، ح /1650.

مثال ذلك:
نَفترض أنَّك تُكثر من الغيبة أو الحَلِف بغير الله، أو الغناء، أو أي شيء يتعلَّق بآفات اللسان، فالغيبة علة، والكذب والغناء علة، وهكذا، وعلاج هذا مُرْهق ويطول، لكن لو عالَج المسلم منبعَ العلة، أو أصل الداء - وهو هنا اللسان - لكُفِي وشُفِي؛ قال تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]، وعن أبي هريرة أنه سَمِع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّ العبد يتكلَّم بالكلمة، يَزِلُّ بها في النار أبعدَ ما بين المشرق والمغرب))؛ مُتفق عليه، وفي رواية البخاري: ((أبعد مما بين المشرق)) من غير ذِكر "المغرب"، ومعنى يتبيَّن: يتفكَّر في أنها خير أم لا.

• فلو أمسَك المسلمُ لسانه، ولَم يتكلَّم إلاَّ بعد أن يتدبَّر ما سوف يَنطق به، وسأل نفسه: هل يا تُرى، كلامي في ميزان سيِّئاتي أم حسناتي؟

لا ريبَ أنَّ في ذلك علاجًا فعَّالاً؛ ليُقَلِّل من الكلمات السيِّئة التي ترجِّح كِفَّة ميزان سيِّئاته، وبالتَّبعة فلاح نفسه ونَجاتها، وقد سُئِل بعض الصالحين: "كم وجَدت في ابن آدمَ من العيوب؟

فقال: هي أكثر من أن تُحصى، والذي أَحْصَيت ثمانية آلاف عيبٍ، ووجَدت خَصلة إن استَعملها سَتَرت العيوب كلها، وهي حفظ اللسان"؛ نقلاً عن كتاب الكبائر؛ للذهبي، ص 46.

إذًا؛ فمعرفة أصل الداء وعلاجه مع إخلاص النيَّة لله، هو البلسم الشافي لكلِّ الأمراض والعلل التي تُصيب النفس البشرية، وتُوهن عزيمتها، وتُضعف إرادتها للتمسُّك بشَرْع الله وُسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم.

الخطوة الرابعة:
السمع والطاعة لله ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ﴾ [النساء: 59].

وعن أبي هريرة قال: إنَّ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كلُّ أمتي يدخلون الجنة إلاَّ مَن أبى))، قالوا: يا رسول الله، ومَن يأبى؟ قال: ((مَن أطاعني دخَل الجنة، ومَن عصاني، فقد أبى))؛ أخرجه البخاري.

واعْلَم أخي القارئ أنَّ الطاعة تأتي من ثلاثة طُرق:
الطريق الأول:
الاقتناع بالكلمة أو العبرة من غيره:
بعض الناس تؤثِّر فيه الكلمات، فتَدمع عيناه من خشية الله، وتَهفو نفسه إلى خالقها؛ حبًّا وشوقًا لمعرفته والتقرُّب إليه، ومن الناس مَن يؤثِّر في نفسه موقفٌ يتعرَّض له أو لغيره، ويراه رؤية عينٍ، فيهزُّ وِجدانه هزًّا، فتَنقشع الغشاوة من عينيه، ويرى حقيقة نفسه بلا زَيْفٍ أو خداع، فيتوب إلى مولاه، ويَعْزف عن العودة لحياة المعاصي، راجيًا عفو ربِّه ورحمته وكَرَمه عمَّا سلَف، ولنا في هذا الحديث دليلٌ عمَّا نقول؛ فعن أبي أُمامة، قال: إنَّ فتًى شابًّا أتى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال: يا رسول الله، ائْذَن لي بالزنا! فأقبَل القوم عليه فزَجَروه، قالوا: مَهْ، مَهْ، فقال: ادْنُهْ، فدنا منه قريبًا، قال: فجلس، قال: ((أتحبُّه لأُمك؟))، قال: لا والله، جعَلني الله فداءَك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لأُمَّهاتهم))، قال: ((أفتحبُّه لابنتك؟))، قال: لا والله يا رسول الله، جعَلني الله فداءَك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لبناتهم))، قال: ((أفتحبُّه لأُختك؟))، قال: لا والله، جعَلني الله فداءَك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لأَخَوَاتهم))، قال: ((أفتحبُّه لعَمَّتك؟))، قال: لا والله، جعَلني الله فداءَك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لعمَّاتهم))، قال: ((أفتحبُّه لخَالتك؟))، قال: لا والله، جعَلني الله فداءَك، قال: ((ولا الناس يحبُّونه لخالاتهم))، قال: فوضَع يده عليه، وقال: ((اللهمَّ اغفِرْ ذنبَه، وطَهِّر قلبه، وحَصِّن فرْجَه))، فلم يكن بعد ذلك الفتى يَلتفت إلى شيء"؛ انظر: السليلة الصحيحة؛ للألباني، ح /370.

الطريق الثاني:
الاستجابة لنداء الفطرة:
فكل مولود يولَد على الفطرة؛ كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كلُّ مولود يولَد على الفطرة، فأبواه يهوِّدانه، أو يُنصِّرانه، أو يُمَجِّسانه؛ كمَثَل البهيمة تُنتج البهيمةَ، هل ترى فيها جَدعاء))؛ أخرَجه البخاري، باب: ما جاء في أولاد المشركين.

فإنْ نزَع المرء من قلبه كلَّ غلٍّ وحقدٍ وإيثارٍ للدنيا، مخلصًا النيَّة في ذلك لله تعالى، فسوف تتجلَّى في نفسه يومًا ما لحظاتٌ إيمانيَّة، يَستشعرها في قلبه، ويقْشَعِرُّ لها بدنه، وتتجلَّى عظمة الله بين عينيه، ويرى نفسه عندئذ على حقيقتها، غاية في السُّمو والرُّقي، بلا شوائبَ دنيويَّة.

الطريق الثالث:
بالقهر والأمر والقوة:
ومن لا يُطيعون إلاَّ بذلك، فهؤلاء هم قُساة القلوب الذين قال الله تعالى فيهم: ﴿ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 23].

وهذه الخطوات الأربع هي أهمُّ الخُطوات في ظنِّي، وهناك غيرها الكثير، وعلى المرء أن يُخلص نيَّته لله، متوكِّلاً عليه، موقِنًا بقُدرته وحِكمته، ولا بد أن يحصدَ ثمرة الطاعة ولو بعد حين، ألاَ وهي قدرة النفس على التطبيق العملي لقول الله وقول رسوله- صلى الله عليه وسلم - مَهْما كان البلاء، ومهما كانت الفتن، وهو غاية المنى، والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل.

رابط الموضوع بموقع الألوكة: http://www.alukah.net/social/0/35994/#ixzz4yBnwidfV
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayed2015.forumegypt.net
 
النفس البشرية بين الالتزام والواقع المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» حيرة النساء بين الالتزام والواقع
» الالتزام بالشريعة
» حديث مع النفس
» الذكر وصلاح النفس
» حقيقة الغلو وانحرافات الفكر المادي المعاصر(2)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هذه دعوتنا :: الكاتب الإسلامي سيد مبارك :: مقالات ومنشورات-
انتقل الى: