سؤال رقم/360
سؤال من أخ فاضل:هل يجوز للرجل أن يطأ زوجته بعد الحيض قبل أن تغتسل ؟سؤال في مجموعة مختلطة هل يصح نشره؟
الجواب
أخي الحبيب جالسنا أهل العلم سنوات طويلة في بيوت الله وسألناهم عشرات الأسئلة مني ومن غيري من المريدين في الدين والدنيا وقطعا هناك من سئل مثل هذا السؤال وماهو أكثر منه فلا حياء في العلم إنما الحياء في الدين
والمساجد كما تعلم فيها الرجال والنساء في أماكنهم المخصصة لهن يستمعون قطعاً للاسئلة والأجوبة من الشيخ فقد كان السؤال من السائل في ورقة مكتوبة والشيخ يجيب وينتهي الأمر وما علي المريد إلا الاستماع ليتعلم ويتفقه وليس له التعليق علي الإجابة.
وفي السنة عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: جَاءَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ رضي الله عنها إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ فَهَلْ على المرأة مِنْ غُسْلٍ إِذَا احْتَلَمَتْ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: "نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ" فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها: يَا رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ؟ فَقَالَ: "تَرِبَتْ يَدَاكِ، فَبِمَ يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا".
وفي رواية قالت عائشة رضي الله عنها: يَا أُمَّ سُلَيْمٍ فَضَحْتِ النِّسَاءَ.
فلا حياء في العلم أخي الحبيب وقال أهل العلم والفضل: في معني قوله –صلي الله عليه وسلم –"إِنَّ الله لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ": أي لا يمتنع من بيان الحق، وهذا مأخوذ من قوله تعالى: ﴿ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ﴾ [الأحزاب: 53]، والله عز وجل يبين الحق ويوضحه للناس ويوصف بالحياء ولكن الحياء لا يمنعه أن يبين لعباده ما به صلاحهم كما أن الحياء لا يمنع العباد أن يسألوا عما أشكل عليهم من أمرالدين، فقدمت أم سليم هذا القول تمهيداً لعذرها في ذكر ما يستحيا منه.
والحياء لغة: التغير والإنكسار، وشرعاً: خلق يبعث على ترك القبيح ويمنع من التقصير في حق الغير.انتهي
فكما تري لا حياء في العلم والسؤال مثل سؤالك هذا لا خطأ فيه طالما لا يخرج عن الآداب الشرعية وله إجابة شرعية من الواجب أن يحيط بها المسلم علماً فيجوز ولكن وانتبه لهذا فهو بيت القصيد.
قطعا الحياء من الدين بل شعبة من شعب الإيمان ففي الصحيحين": الإيمان بضع وسبعون شعبة، أو قال: بعض وستون شعبة، فأفضلها: قول لا إله إلا الله، وأدناها: إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان" وهنا لنا وقفة مهمة
المجموعات المختلطة ليس كبيوت الله والجلوس ومزاحمة العلماء بالركب سؤال وجواب وينتهي الأمر بل الأمر مفتوح للتعليقات والرد بين رجل وامرأة وسيكثر الخلط والتصحيح والرد وكلمة من هنا وكلمة من هناك ويضيع الحياء ونفتح باباً للشيطان والكلام سيؤذي اكثر مما ينفع فلو طرح السؤال وتحته جواب شرعي صحيح لعالم من اهل العلم الثقات أو داعية مجتهد كمنشور أفضل من طرحه كموضوع للمناقشة وترك الحبل علي الغارب وما يحدث من مخالفات وربما هتك اسرار وضياع الحياء في الرد والتعليق بين الرجال والنساء وهن لستن في ورع وأيمان أم سليم- رضي الله عنها- والرجال قطعا ليسوا في علم وأدب الصحابة ناهيك عن الصادق المعصوم الذي لا ينطق عن الهوي والحاصل لا أري الصواب في طرح السؤال كمنشور وترك الإجابة والتعليقات لمن شاء فيختلط الحابل بالنابل ولكن يجوز شرعا طرح السؤال كفتوي مع الإجابة من أهل العلم ليقطع شر التعليقات ولا مانع من التعليقات علي المنشور فهي لن تخرج عن
جزاكم الله خيراً أو نحو هذا من الرجال والنساء ويجوز كما تقول لو كان الجروب للنساء فقط أو للرجال فقط فهذا جائز حتي لو حدث فيه خلط فلا ضياع للحياء
قال ابن القيم- رحمه الله -: "الحياء مشتق من الحياة، فإن القلب الحي يكون صاحبه حيا فيه حياء، يمنعه عن القبائح، فإن حياة القلب هي المانعة من القبائح التي تفسد القلب".انتهي
أما المجموعات المختلطة فقد يعلق رجل ويحكي أو يرسم لنا صورة معينة من خلال إجابته بدون علم تؤذي البعض ويطمع البعض الاخر ممن في قلبه مرض في زيادة حدة الوتيرة في التعليقات أن شاركت فيها نساء وكما تعلم حياء المرأة المسلمة هو رأسمالها فيه عزها وكرامتها ومن ثم تعليقها لاريب يشجع الرجل والله أعلم بنيته فيرد وقد يزيد حدة المناقشة بقصد وتعمد مستمتعا بذلك فلا أري فتح هذا الباب كسؤال مفتوح فليتك تطرح السؤال في منشور مع إجابته وينتهي الأمر هذا والله أعلم وأحكم