سؤال رقم/357
سؤال من أخت فاضلة
هل علي الزوجة إذا تحدثت لأي شخص علي الفيس أو السوق أو أي مكان كان تخبر زوجها وأن لم تخبره تكون خيانة؟
الجواب:
أختنا الفاضلة بداية لابد أن نفهم المقصود بالخيانة فهي كما جاء في لسان العرب لابن منظور: "الخَوْن: أن يؤتمن الإنسان فلا ينصح، خانَه يخونه خونًا وخيانة، وخانَةً ومخانة".
وهي بإختصار نقص العهد أياً كان نوعه فلا يقيم الخائن لحرمة الأمانة وزنا فأصل الخيانة هو الغدر وإخفاء الشيء
ولا ريب أن الخيانة تصرُف مذموم ولا أخلاقي في ديننا وفي القرآن والسنة التحذير من ذلك وعلي سبيل المثال:
وقال أهل العلم: الخيانة هي عَكس الأمانة، وهي نقصان في الوَفاء، وتفريط الإنسان في حقوق الغير التي تحت يديه؛ ماديَّة كانت أو معنوية، أو تبديدها، أو إفشاؤها وإذاعتها.انتهي
في الحديث أن النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((آية المنافِق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتمِن خان))
من القرآن:
• قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا ﴾ -النساء: 105.
• قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ -الأنفال: 27.
• قال تعالى: ﴿ وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الخَائِنِينَ ﴾ -الأنفال: 58.
• قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴾ -يوسف: 52
والآيات في ذلك كثيرة ومن السنة
1- عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((آيَة المنافق ثلاثٌ: إذا حدَّث كذب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا اؤتمن خان))؛ (رواه البخاري ومسلم).
2-عن عمران بن حصين رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ خيركم قرني، ثمَّ الذين يَلونهم، ثمَّ الذين يلونهم، ثمَّ يكون قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويَخونون ولا يؤتمنون، ويَنذرون ولا يُوفُون، ويظهر فيهم السِّمن))؛ (متفق عليه)، السِّمَن: البدانة، وكثرة اللَّحم والشحم.
وغير ذلك كثير فالحاصل أختنا أن الخيانة شيء منبوذ وهي أنواع قد تكون خيانة في الدين كما حدث من امرأة لوط عليه السلام وامرأة نوح كما قال تعالي {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ (10)}
وهذه أعظمها وقد تكون خيانة للأمانة سواء كان سر أفشاه ليضر من ائتمنه أو سرقه أو اختلاس من عمله أو من الناس أو غير ذلك وقد تكون خيانة زوجية وهي أنواع كلما تمادي أحد الشريكين بالخيانة كان التحريم اشد فالكلام مع الأجنبي سواء من الزوج أو الزوجة واستباحة ذلك دون مسوغ شرعي خيانة كسؤال عن فتوي أو دون حسيب أو رقيب ، ولو حدث لقاء بينما دون علم الشريك فهو خيانة أكبر ولو حدثت خلوة أو وقع بينهما ما هو أسوأ كما حدث من امرأة العزيز مع يوسف عليه السلام وهكذا تتدرج الخيانة الزوجية وكلما ارتقت زاد الذنب والاثم
فالكلام علي الفيس يحتاج قطعا لعلم الزوج علي الأقل واستئذانه فان كان خروجها من البيت لزيارة أهلها أو صلاتها للنوافل تحتاج اذن الزوج وفيها صلاح زياده حسناتها فكيف بغيره مما لا حاجة فيه كالمشاركة في الفيس وغيره!
قلو سمح الزوج وكان متفهما فلتتقي الله ولا تخون بالكلام ولا بالخلوة علي الخاص من غير ضرورة شرعية ولها المشاركة فيما هو عام الفيس الذي يراه الجميع لرد كيد الشيطان خصوصا أن كانت الجروبات مختلطة ولا تتحدث في الخاص إلا للضرورة وهي تقدر بقدرها وأعلم أن البعض يقول قد أكون مسئولا واضطر للكلام مع نساء أجانب من الأصدقاء لحاجتنا للتنظيم والرد والتنسيق إلي اخره وهذه ليست ضرورة وتجوز بين النساء فليجعل من يحتاج للتنسيق زوجته معه أو ابنته أو عمته أو أحد محارمه وللتحدث مع من يريد التنظيم معها والأمر للمرأة مثل ذلك فأن قيل لا يوجد فكما نفعل نتفي الله ما استطعنا نكتب ما نريد ونغلق الخاص وننتظر الرد ونفتح ونرد والأصل لا يكون الكلام مباشر إلا للضرورة وهي نقدر بقدرها والله أعلم واحكم وقطعا الضرورة تجعل الحرام مباحاً كحديث المرأة مع طبيبها ولا يوجد محرم من الرجال ونحو هذا فاذا انتفت الضرورة يرجع التحريم للأصل فمن خافت أن تتجاوز ذلك فلتكتفي بالاشتراك بالمجموعات الخاصة أي صفحات نسائية للنساء فهذا اسلم لدينها أو لتكن بعيده عن الشبهات والخيانة سواء بالكلام أو النظر أو التعليقات التي تخرج عن الآداب الشرعية في المجموعات المختلطة ولقد كانت لي فتوي عن حكم المجموعات المختلطة راجعيها أختنا علي الرابط
فالحاصل أن مفهوم الخيانة الزوجية قد يكون بالقول أو الفعل أو الميل القلبي وكلما ترقي للأسوأ زادت حرمته هذا والله أعلم وأحكم