الشيخ سيد مبارك Admin
| موضوع: قوامة الرجل بين الفهم والتطبيق الثلاثاء 27 فبراير 2018 - 18:09 | |
| قوامة الرجل بين الفهم والتطبيق الحمد لله رب العالمين وكفي والصلاة والسلام علي من اصطفي وبعد..قال تعالي (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)-النساء/34 قال السعدي في تفسيرها: يخبر تعالى أن الرِّجَال {قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} أي: قوامون عليهن بإلزامهن بحقوق الله تعالى، من المحافظة على فرائضه وكفهن عن المفاسد، والرجال عليهم أن يلزموهن بذلك، وقوامون عليهن أيضا بالإنفاق عليهن، والكسوة والمسكن، ثم ذكر السبب الموجب لقيام الرجال على النساء فقال: {بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} أي: بسبب فضل الرجال على النساء وإفضالهم عليهن، فتفضيل الرجال على النساء من وجوه متعددة: من كون الولايات مختصة بالرجال، والنبوة، والرسالة، واختصاصهم بكثير من العبادات كالجهاد والأعياد والجمع. وبما خصهم الله به من العقل والرزانة والصبر والجلد الذي ليس للنساء مثله. وكذلك خصهم بالنفقات على الزوجات بل وكثير من النفقات يختص بها الرجال ويتميزون عن النساء.اهـ ونبينا وضح لكل زوج المعني الحقيقي للقوامة علي زوجته ولكن يخطأ كثير من الرجال المتزوجين في فهم حقيقة القوامة ويظن أنها في قوته وعضلاته وهي في الحقيقة تحتاج لعقله وحكمته ورفقه ونقول أن من شروط قوامة الرجل تحمل مسئولياته عن رعيته من زوجة واولاد فأن فقد هذا الشرط فلا معني لقوامته ومن هنا تنشا المشاكل والصد والرد ويكثر بسببها الحلف بالطلاق وربما لأثبات رجولته ودفاعا عن كرامته يقوم بضرب زوجته لتأديبها وليس معني ذلك أن الرجل هو السبب بل قد تكون الزوجة غير مدركة لحقيقة القوامة ومالها وماعليها من ضوابط ولنبين الأمر للمتزوجين لنقطع دابر المشاكل التي تنشأ في عدم فهم القوامة نبدأ ونقول بحول الله وقوته: قال تعالي " {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } . وقال النبي-صلى الله عليه وسلم-: « كلكم راع ومسؤول عن رعيته، فالإمام راعٍ ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهل بيته ومسؤول عن رعيته » . رواه البخاري . ولو نظرنا لواقعنا الآن نجد وللأسف الشديد كثيراً من البيوت الرجل فيها لاحول له ولا قوة – يعني باللغة الدارجة والشعبية- لا بيهش ولا بينش-إلا من رحم ربي ,وتسيطر الزوجة علي مقاليد الأمور بدلاً منه!! فيقول الرجل مثلاً لأبنه أفعل كذا ..وتقول الزوجة لا تفعل ..ومن واقع رؤية الولد لسيطرة أمه عليه وعلي أبيه.. يسمع لها ويطيع ولا يهاب أباه بقدر ما يخاف أمه!! ومن البداية يجب أن يكون الزوج صارماً فيما يخرج عن الحد ويلين فيما يرضي عنه الشرع فمثلاَ: لو أرادت الزوجة أن تخرج متعطرة وتضع المساحيق علي وجهها وعينيها ,عليه أن يمنعها من الخروج وأن يكون صارماً ويرهبها من عذاب الله ويلتزم بآداب الشريعة وبالرفق واللين لقوله ً -صلي الله عليه وسلم-لعائشة "أن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله ". (انظر حديث رقم : 1881 في صحيح الجامع .
فلا ريب أن الكلمة الطيبة أفضل في قبول النصيحة من الكلمة البذيئة لكن بلا ضعف أو تضرع بل بثقة وإرادة فأن أبت كن رجلاً وأمنعها ولو بالضرب غير المبرح واليك أيها الزوج تطبيقا عملياً عما أريد منك أن تستوعبه من حياة النبي-صلي الله عليه وسلم- مع عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها: - فعنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إنني لأعلم إذا كنت عني راضيةً ، وإذا كنت علي غضبى ) ، قالت : وبم تعرف ذلك يا رسول الله ؟ قال : ( إذا كنت عني راضية ، فحلفت ، قلت : لا ورب محمد ، وإذا كنت علي غضبى ، قلت : ( لا ورب إبراهيم ) ، قلت : أجل ، ما أهجر إلا اسمك .) رواه مسلم ح/ 6438 هنا استخدم النبي –صلي الله علسه وسلم- أسلوب الترغيب والرفق لأنها غضبت لشيء بسيط ليس فيه خروج عن حدود الله , والإنسان بطبعه مخلوق ضعيفاً وكل ابن أدم خطاء ,والشدة في مثل هذه الأخطاء التي لا ينفك عنها الإنسان لضعفه تشدد لا داع له ورد فعله سيكون أسوأ من الذنب نفسه,,وتأمل معي الموقف التالي : -عنها قالت: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا. قال بعض الرواة: تعني قصيرةً، فقال: لقد قلت كلمةً لو مزجت بماء البحر لمزجته ! " انظر حديث رقم : 5140 في صحيح الجامع . -قال النووي ومعنى: مزجته خالطته مخالطةً يتغير بها طعمه، أو ريحه لشدة نتنها وقبحها، وهذا من أبلغ الزواجر عن الغيبة. قلت أنظر ايها الزوج كيف كانت شدته معها برفق لأنها خرجت عن الحد بالغيبة المحرمة رغم أنها كما هو معلوم أحب زوجاته إلي قلبه !! فهل لك فيه أسوة حسنة ولتكن ايجابياً وليس سلبياً وعاجزاً والله المستعان. وكتبه/ سيد مبارك | |
|