موضوع: ومضات إيمانية..(2) الإثنين 17 يناير 2022 - 17:12
ومضات إيمانية(2) من روائع كلمات الشيخ التي كتبها قديماً. لو عرف الإنسان ما يريده لأراح واستراح! يجب أن يكون لدى الإنسان عمل يفرغ فيه طاقاته، ويجهد فيه قوى الشرّ التي تسكنه، لتسكت عنه، وينطلق جانب الخير فيه في غيابها إلى صالح العلم أو العمل أو العبادة، وفي شرائع الله أمثلة كثيرة شهيرة لهذه الأعمال. صدقة وفكرة اجعل صدقة دورية (كل شهر، كل موسم، كل سنة) عنك وعن أمواتك، (أحد الأجداد، أحد الأبوين، أحد الأعمام والعمات والأخوال والخالات، أحد الإخوة والأخوات، أحد الأبناء، حماك وحماتك)، واحرص باستمرار أن تضمّ إليها كل جديد ممن يتوفى حديثًا، واحرص على أن تجعلها عملًا مشتركًا في الأسرة، (الزوجين، والأولاد، والأحفاد...الخ) الكل يضع يده فيه، فمساهم بمال أو شراء أو إعداد أو تجهيز أو توصيل وهكذا، ففي ذلك أجر عظيم إن شاء الله لا يقدّر ثوابه، واستمراره يكتب في ميزان حسناتك، إلى جانب خلقه معاني شريفة كريمة في داخل الأسرة ونفوس الأولاد. كرامة العبد من كرامة سيّده، فانتسب لسيّد عظيم تكن عظيمًا، وهل هناك من هو أعظم من الله تعالى؟! تعرف ما هي التجارة التي لا تخسر أبدًا؟ التجارة مع الله تعالى. فتاجر مع الله بنوع من أنواع التجارة تلق ربحًا وافرًا غير منقوص تاجر بالقرآن؛ قراءة، وحفظًا، وتدبرًا، وتعلمًا، وتحاكمًا إليه، ودعوة إلى طاعته. تاجر بالصدقة؛ في السر والعلن، بالقليل والكثير، على القريب والغريب، على الفقير، والأرملة، واليتيم، وطالب العلم، والمسكين. تاجر بالصلاة، فريضة ونفلاً، مؤكدة وغيرها، راتبة ومطلقة، جماعة وفردًا، في النهار والليل. قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ}. ربك غفورٌ رحيم ربك رب قلوب أهم شيء القلب الصلاة والصوم والحجاب والحج هذه كلها مظاهر لا داعي لها. أوع الشيطان يضحك عليك بشيء من الكلام اللي فوق ده، يا ما أورد الناس النار وأخدهم لسكة الندامة. أدّ صلواتك في جماعة، وصم رمضان فأنت مسلم أمرك الله ربك بالصيام، والبسي الحجاب لا تكشفي عن عورتك فإنه لا يحلّ لك، ومتى استطعت حج البيت قبل أن لا تستطيع، واتق الله في نفسك وأهل بيتك وجيرانك والمسلمين. طوبى للذين يعيشون يومًا بيوم.. كلما انقضى يوم التفتوا للذي بعده، فأمس لأمس واليوم لليوم، وغدًا حين يأتي.. يشيّعون الليل فيشيّعون معه أحقاد نفوسهم، وضغائن صدورهم، وشرور نواياهم، وظلمات ضمائرهم.. وينتظرون إشراقة النهار وإفلاقة الصباح بروح تحمل من نور الخير قسمًا، ونفس تخبئ من نهار البر حظًّا، وقلب يحوي من صفاء الصلاح قسطًا.. طوبى لهؤلاء، طوبى لهم، طوبى لهم.. وأفتديهم! من أبطل الباطل، قولهم: علقها في رقبة عالم واطلع سالم!! لن يسلم أبدًا من أفتى بباطل، ولا من اتبعه على عمى! {واجعلنا للمتقين إمامًا} ليس مهمًّا كم سنّك؛ وكم ستعيش؛ ستين أو سبعين أو تسعين؟ بعضهم مات في الثلاثين وعمره الإيماني لا يزال ساريًا، صارت له آلاف السنين، وبقي قدوة في العالمين يقتدون به ويضاف في حسناته اقتداؤهم. خذ أمثلة: - فتية ءامنوا بربهم ذكروا في سورة الكهف. - ومؤمن آل فرعون. - وصاحب القرية الذي ذكر في سورة يس. - ومريم ابنة عمران. - وآسية. - وشباب كانوا حول رسول الله وحملوا دعوته. ولا زال الإحصاء مستمرًّا وأوراق الديوان تسجل أسماء جديدة حتى يومنا هذا. من مشكلاتنا الجذرية نحن المسلمين - والمصريين خاصة-: - عدم احترام التخصص - الانشغال بمعارك جانبية مقصود إلهاؤنا بها. - تقديم سوء الظن في المؤسسات، حتى ما لا يتصل منها والسلطة بسبب أو لا يخدم لهم قضية. ولذلك نظل نجتر المآسي ونتشبث بأذيال الخيبة.