خير من ألف شهرهَلُمُّوا نحيي ليلة القدر..يا أفاضل..
وها نحن بعد ساعات سنعيش في العشر الأواخر من رمضان فهل تعلمت أهم درس من صيامك؟
الصبر علي مشقة الجوع وعلي الصلاة والقيام والذكر والتعاون والتكافل بين المسلمين ..و ..الخ
والهدف ابتغاء الأجر من الله والصبر بأنواعه مفتاح طريقك السوي للغاية الكبرى وهي تقوي الله ثم السعادة الأبدية في جنات النعيم أن شاء الله ، ولاتنسي قول الحق لك ولأمثالك : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ )
وحقيقة الصبر هو حبس النفس عن الجزع واللسان عن الشكوى والجوارح عن المعاصي والذنوب بمعنى أن يتلقى العبد البلاء بصدر رحب دون شكوى أو سخط
وأهل الصبر هم أهل الصلاة والقادرين عليها (وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِين)-البقرة 45
وفي هذه الأيام العشرة المباركات من رمضان هَلُمُّوا أيها الأحبة بلا ملل أو كلل نستغلها في العبادة والصلاة والطاعة لله رب العالمين
لا تقل وزير أوقافنا عجنها وطينها!!
ومنع الإعتكاف والتهجد -سامحه الله- فهو وشأنه والله حسيبه -ولكن هذا لايمنعنا من التعبد في بيوتنا والتهجد والذكر وترتيل القرآن وغير ذلك
مملكتك هي بيتك ولن يطالها قرار مشبوه عنتري ولا فرمان إداري فهو عقر دارك وحدك أنت وأهلك والميسور لايسقط بالمعسور ..
فقم وشمر واجتهد أنت وأهلك ..
واسمع هذا..
في صحيح مسلم " كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ. "
لكن ماذا أسمع تشتكي من الهم والغم وضيق ذات اليد ..ياأخي الحبيب.. لا تقل أعيش هم العيد وملابس العيد ..
والزوجة تريد مستلزمات العيد..و..و
استعن بالله ولاتعجز،وتوكل علي الله الرزاق-جل وعلا- ..
ودع الخلق للخالق وأجعل همك أن تنال ثواب هذه الأيام المباركة وفيها ليلة القدر
فالعيد في بيتك ومع أهليكم وأصحابكم وجيرانكم بأي ملابس تحقق المطلوب وربك رب قلوب ..إخلص نيتك لله يرطب قلوب أولادك ويرزقهم القناعة بالموجود والفرحة باللمة ومع العائلة والأهل..
وانظر وتأمل فعن عبد الله بن الزبير(: قد رأيت الحسن بن على يأتى النبى- صلى الله عليه وسلم -وهو ساجد فيركب ظهره فما ينزله حتى يكون هو الذى ينزل ، و يأتى و هو راكع فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر)) وكان-صلي الله عليه وسلم- يطيل الصلاة أحياناً لأن أحد ولديه على ظهره كراهة أن يعجله حتى يقضي حاجته .
فماذا تنتظر لا تجعل بيتك قبرًا ولا الكبار بلا فائدة يزيدوك همًا بل ليساعدوك، وأجعل العيد والبيت يضاء بالزينة وما يدخل السرور علي الصغار ،ويبهج الكبار ويسعدهم بالبهجة واللمة بأقل الاشياء الممكنة وأبسطها وعيدكم مبارك..
أهتم الآن بالمهم أنت وأهل بيتك، وانقذ نفسك من التقصير فيما بقي من رمضان..
فكن صبيا مع الصغير وصديقا مع الكبير وحبيبا مع شريكة عمرك !!
هَلُمُّوا نهتم بعبادة ليلة واحدة قد لا تتكرر قبل الممات
هلموا أحبتي..
بقراءة القرآن والذكر والدعاء وخصوصا الدعاء الذي علمه نبينا لعائشة-رضي الله عنها - لا تفتر بلسانك من الدعاء به في سجودك وقنوتك ودعائك، وحتي في عملك وخلوتك وراحتك ونومك وفي كل وقت وحين.
وحتي زوجتك شجعها وحرضها لتنال الثواب العظيم في هذه الليلة المباركة التي لا يعلمها إلا الله في أيام العشرة الأخيرة من رمضان،واذكرها دوماً بالدعاء المبارك في مطبخها وخلوتها وعند صلاتها...
وذكر أولادك به ودعك من مسلسل أو برنامج سخيف للمقالب لايسمن ولايغني من جوع..
هَلُمُّوا نحيي ليلة القدر بهذا الدعاء المبارك
"اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» (صحيح ابن ماجه)
هَلُمُّوا للصلاة و المواظبة علي قيام لياليها ولو بركعتين طويلتين نطيل فيها القيام والسجود والدعاء بعد القيام في المسجد وصلاة التراويح ،فلنستريح ساعة أو أكثر لمزيد من النشاط وعلو الهمة ثم نقوم ونتهجد رغم أنفه!!
ففي الصحيح "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"
ولا تنسي أيها الحبيب الغالي أعمال البر وارسال بعض المال أو الطعام للفقراء من الجيران أن كنت ميسور الحال ،لتدخل السعادة بيوتهم ويفرح أطفالهم بملابس جديدة وكل مسلم ونصيبه.
فهذا من الإحسان والتعاون علي البر والتقوي وإدخال السرورعلي المسلم وأفعل ولاتتردد.
تقبل الله منك ومنا ورزقنا الله وإياكم الإخلاص والتقوي