موضوع: هل الذي ينتحر كافر؟ الخميس 23 يونيو 2022 - 17:58
هل الذي ينتحر كافر؟ - قتل النفس كبيرة وجريمة عظيمة، والله عز وجل يقول: {ومن يفعل ذلك عدوانًا وظلمًا فسوف نُصليه نارًا وكان ذلك على الله يسيرًا}. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من تردى - رمى نفسه - من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى فيها خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن تحسَّى سمًّا فقتل نفسه فسُمُّه في يده يتحسَّاه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا». لكنه - مع هذا - مسلم، لا يخرج عن الإسلام بفعله هذه الجريمة، وهو على خطر عظيم بسببها: إن شاء الله عذبه وإن شاء غفر له.. وعلى كل حال: المنتحر مآلُه إلى الجنَّة إن مات على التوحيد فقد استغفر النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أولئك ودعا الله أن يصلح يديه اللتين قطعهما من نفسه ومات بسببهما، فقال: "اللهم وليديه فاغفر". وهل نصلي عليه؟ - نعم يغسل، ويكفن، ويصلى عليه، ويدفن.. وإن كان بعض أهل العلم - ومعهم حق - يقولون: يجتنب أهل العلم والفضل الصلاة عليه ويصلي عليه غيرهم حتى يكون زاجرًا لأمثاله عن الوقوع في مثل ذنبه. وهل ندعو له ونستغفر له ونعمل له صدقات؟ - نعم، لا يمنع من ذلك شيء، بل هو أحوج إليها، ومن رأى الجهر بهذا في موطن لتخفيف مصاب أهله وتعزيتهم: فهو على خير.. ومن رأى أن يجعل ذلك بينه وبين نفسه حتى لا يشيع الأمر ويسهله: فهو على صواب. وننبه إلى أن بعض أولئك - الأشخاص المنتحرين - يكونون تحت ضغط نفسي شديد، ولهذا يقع ذلك في بعض أهل التدين، فقد يحصل الانتحار نتيجة مرض عضوي أو نفسي.. فالمؤمن - مع إيمانه وعلمه بقبح ذلك وعظم ألمه معه - قد يلحقه من المرض أو الغم والهمّ ما يسهل عليه قتل نفسه، خاصة في هذا العصر المشؤوم. وهل يجب على أهله شيء؟ - نعم يجب عليهم أن يخرجوا الكفارة من ماله.. لأنه قتل نفسًا معصومة فتجب فيه كفارة؛ لحق الله تعالى.. قال تعالى: {ولا تقتلوا أنفسكم} والكفارة - هنا -: إطعام ستين مسكينًا. ومتى يكون المنتحر خالدًا مخلدًا في النار؟ - إذا استحل قتل نفسه. فهو من أهل الخلود في نار جهنم. #كبسولات_فقهية #الجنايات