خليها في رقبة عالميسألني البعض ماذا لو اتبعت فتوي عالم من إياهم ممن يتساهلون في الفتوي والمعرفين بشطحاتهم ومخالفتهم لجمهرة العلماء الثقات
والحجة هو يتحملها يعني كما نقول "خليها في رقبة عالم" أي يريد أن يقول لاذنب له في العمل بفتوي تحليل الربا ومحاربة النقاب لأنه عادة ونوع من الإرهاب..الخ
فأن كنت أخي من هؤلاء فأفهم هذا وأنت وشأنك!!
عندما تريد أن تعمل بفتوي علي أساس أن العامي مذهبه مذهب من يفتيه..ولكن أفهم هذا..فلم تعد مقولة "أجعلها في رقبة عالم " تنفع مع خراب الذمم وغلبة الهوي فضلًا عن الضغوط السياسية وأنت تري بعض أهل العلم لهم فتاوي طيبة وعلم معتدل ودون ذكر أسماء فلما تولي مسئولية ..أصابه الضعف وغلبة الهوي والشطط بسبب الضغوط وما الله به عليم ..
فالحاصل أنك مسئول مسئولية كاملة عن أختيارك بما تري وتسمع
خذ مثال..
لو ذكرت لك الشيخ عطية صقر وجاد الحق شيخ الأزهر ستري أن الأزهريين وعامة الناس والسلفيين والكل متفق علي أنهما من الثقات.. وكل منهما عالم نأخذ بفتواه وقوله ولا مشكلة حتي لو خالف البعض فهو مجتهد وأنت عامي لامشكلة ولاوزر ..
العلامة ابن العثيمين رجل عالم يعرف قدره –رحمه الله السلفيين والأزهريين عامة طلبة العلم .. وقد يختلف أو يتفق مع علماء مثله ولكن تري الإجماع علي أنه عالم ثقة وهذا لامشكلة..
فلو قال الشيخ عطية صقر له فتوي بدليل ورأي ابن العثيمين قول أخر لدليل أخر هل عليك وزر أن أتبعت أحدهما مع احترام قول الآخر..قطعًا لا .
فقد يفهم الدليل من زاوية أخري لأنه عالم رباني..لأن الأختلاف في المسائل الفقهية وهي لغة الفهم والأفهام تتباين..لذلك الدليل هو الأساس فاعرف دليل وفهم المفتي ودليل وفهم من يقول العكس لتتبع الأصح ثم لاوزر عليك
ولنوضح مسألة مهمة لنفهم المقصود بفهم بالدليل..
النبي أمر بعض الصحابة للذهاب لبني قريظة وقال "لا يُصَلِّيَنَّ أحَدٌ العَصْرَ إلَّا في بَنِي قُرَيْظَةَ. فأدْرَكَ بَعْضُهُمُ العَصْرَ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حتَّى نَأْتِيَهَا، وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلكَ، فَذُكِرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا منهمْ."-البخاري
وفي الطريق دخل وقت العصر فانقسم الصحابة لفريقين:
فريق فهم أن هذا تحفيز لهم للإسراع ولايمنع من الصلاة في وقتها وهو الأصل لأدلة قرآنية ونبوية علي وقت الصلاة وأهمية المحافظة عليها في وقتها.
وفريق رأي أنه يجب عدم معصية الرسول وأمره وأخذوا بظاهر النص وأكملوا ليصلوا العصر في بني قريظة ولو آخر الوقت.
لأدلة أخري قرآنية ونبوية تأمر بطاعته .
وكما تري في الحديث" فأدْرَكَ بَعْضُهُمُ العَصْرَ في الطَّرِيقِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لا نُصَلِّي حتَّى نَأْتِيَهَا، وقَالَ بَعْضُهُمْ: بَلْ نُصَلِّي، لَمْ يُرِدْ مِنَّا ذلكَ، فَذُكِرَ ذلكَ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمْ يُعَنِّفْ واحِدًا منهمْ " فالنبي رضي بالقولين واجتهاد الفريقين وكما تعلم العالم أن أصاب فله أجران وأن أخطأ فله أجر الإجتهاد
ولايخفي عليك كل الصحابة عدول وثقة ناهيك عن التقوي والورع فهم خير قرون الإسلام ولم يتركوا الصلاة أصلًا بل الاختلاف بين التقديم والتأخير لنيل ثواب الطاعة والكل مأجور.
وأفهم هذا..
الصحابة الكرام رضي الله تعالى عنهم قد اجتهدوا في كيفية تنفيذ أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، لكنهم اتفقوا على لزوم الطاعة
أي الاختلاف أمر وارد على كل أمة أفرادًا وجماعات؛ كما قال تعالى: ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ﴾ [هود: 118].
لكن هذا الاختلاف له أصل وليس بالهوي، وكان مرجعهم رسول الله محمد صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّم وفي عصرنا القرآن والسنة الصحيحة المحفوظة بفهم السلف الصالح بعيدًا عن الأهواء والكل مأجور أن صدق مع الله.
وقال السهيلي وغيره رحمهم الله تعالى: "في هذا الحديث من الفقه أنه لا يعاب على من أخذ بظاهر حديث أو آية، ولا على من استنبط من النص معنى يخصِّصه، وفيه أن كل مختلفين في الفروع من المجتهدين مصيب".- فتح الباري، ابن حجر العسقلاني: ج9/514
وبناء علي ذلك يجوز العمل بفتوي عالم ثقة مشهود له بالامانة دين ودنيا..وهذه مسئوليتك وتتحمل وزر اختيارك السيء ..أما أن أصبت الاختيار لماتري وتسمع عنه وكان الأعم أنه رجل وعالم ثقة كمن ذكرناهم فلا بأس أن تعمل بفتواه كمقلد حتي لو لم يصيب في فتواه.
والمسلم يتحري العالم الثقة وكل منا له نظر وفي رأسك عقل ليسمع ويري ويقرأ فليس صعبًا والله ولابد للحق من أدلة وبينة.
.فمن يأتي بالأدلة بقال الله وقال الرسول دون شطط وتأويل خبيث علي العين والرأس ومن يأتي بدليل أن فلان وعلان قال..فهل يعرف الحق بالرجال أم يعرف الرجال بالحق؟!!
.ولو نظرنا لعلماء السوء والفتاوي الشاذة لا تري دليل شرعي وأنما أقوال رجال واستحسان بالهوي وأحاديث ضعيفة أو موضوعة وأهمال الثابت الصحيح الذي يعارضه.. وستفهم الحق من الباطل ..
فالحاصل أنت كمقلد وعامي المطلوب منك التحري عن العالم الثقة الذي لايخالف قوله عمله ويقدح في صدقه!!
لا من تحبه وله رتة وزفة تراه هنا وهناك يقول بقول فلان وفلان ويقدم العقل والإستحسان علي الدليل الواضح ويتأول ..بل الثقة من التزم بالأدلة وحاله يدل علي دينه وورعه وإلا فلا. اللهم أني قد بلغت اللهم فاشهد