هذه دعوتنا
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


الموقع الرسمي للكاتب الإسلامي سيد مبارك
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالمنشوراتالتسجيلدخول
الزوار من 4/2018
Hit Counter
صفحات الشيخ علي الانترنت












لرؤية الموقع بشكل مثالي استخدم متصفح
" برنامج فايرفوكس"


المواضيع الأخيرة
» المباديء الأولى للصلاة
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 3 يناير 2024 - 10:29 من طرف هند دويدار

» تربية الأطفال على الأخلاق الدينية وزرع حب الدين
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأحد 26 نوفمبر 2023 - 22:44 من طرف faridaahmed

» العدد20-السنة الاولي
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:21 من طرف الشيخ سيد مبارك

» جريدة اعرف دينك-العدد19-السنة الأولي
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:12 من طرف الشيخ سيد مبارك

» نظرة تأمل وتفكر
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:09 من طرف الشيخ سيد مبارك

» الكلاب أنواع
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:05 من طرف الشيخ سيد مبارك

» صبرًا ياوطن العزة والكرامة
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأربعاء 22 نوفمبر 2023 - 12:03 من طرف الشيخ سيد مبارك

» مجلة اعرف دينك-العدد11
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالثلاثاء 21 نوفمبر 2023 - 7:41 من طرف الشيخ سيد مبارك

» العدد الثاني-الجمعة-30يونيو-2023م
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالسبت 2 سبتمبر 2023 - 22:43 من طرف الشيخ سيد مبارك

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
من مؤلفات الشيخ المنشورة






من روائع مؤلفات الشيخ












 

 ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
الشيخ سيد مبارك
Admin
الشيخ سيد مبارك



ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Empty
مُساهمةموضوع: ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2   ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 Icon_minitimeالأحد 1 أبريل 2018 - 20:22

ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2 U_210
متي يجوز الخروج علي الحاكم أو الأمير؟
لقد بينا بالأدلة الصحيحة وأقوال العلماء الثقات أن الخروج عن الأمير لايجوز لظلم أو فسق وجاز عند الكفر البواح والذي عندنا فيه من الله برهان لحديث جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ :
"دَخَلْنَا عَلَى عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ وَهُوَ مَرِيضٌ قُلْنَا أَصْلَحَكَ اللَّهُ حَدِّثْ بِحَدِيثٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهِ سَمِعْتَهُ مِنْالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،قَالَ: دَعَانَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَايَعْنَاهُ فَقَالَ : "فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْبَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةً عَلَيْنَا وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَأَهْلَهُ إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنْ اللَّهِ فِيه ِبُرْهَانٌ" [متفق عليه
وقال ابن باز رحمه الله : « إلا إذا رأى المسلمون كفراً بواحاً عندهم من الله فيه برهان فلا بأس أن يخرجوا على هذا السلطان لإزالته إذا كان عندهم قدرة , أما إذا لم يكن عندهم قدرة فلا يخرجوا . أو كان الخروج يسبب شراً أكثر : فليس لهم الخروج ؛ رعاية للمصالح العامة . والقاعدة الشرعية المجْمَع عليها أنه ( لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه ) ؛ بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه . أما درء الشر بشر أكثر فلا يجوز بإجماع المسلمين . فإذا كانت هذه الطائفة – التي تريد إزالة هذا السلطان الذي فعل كفراًبواحاً – عندها قدرة تزيله بها وتضع إماماً صالحاً طيباً من دون أن يترتب على هذا فساد كبير على المسلمين وشر أعظم من شر هذا السلطان : فلا بأس , أما إذا كان الخروج يترتب عليه فساد كبير واختلال الأمن وظلم الناس واغتيال من لا يستحقّ الاغتيال إلى غير هذا من الفساد العظيم فهذا لا يجوز )
-وقال ابن عثيمين رحمه الله في بيان حقيقة الكفر البواح: "إلا أن تروا ": والرؤية إما بالعين أو بالقلب، الرؤيا بالعين بصرَّية وبالقلب علمية، بمعنى أننا لا نعمل بالظن، أو بالتقديرات، أو بالاحتمالات، بل لابدَّ أن نعلمَ علمَ اليقين.
ثانياً: أن نرى كُفرًا لا فسوقاً فمثلاً: الحاكم لو كان أفسق عباد الله عنده شرب خمر وغيره من المحرمات وهو فاسق، لكن لم يخرج من الإسلام، فإنه لا يجوز الخروج عليه، وإن فُسِّقَ لأنَّ مفسدة الخروج عليه أعظمُ بكثير من مفسدة معصيته التي هي خاصة به.
ثالثاً: قال "بواحًا": البواح يعني: الصريح، والأرض البواح: هي الواسعة التي ليس فيها شجر ولا مدر ولا جبل، بل هي واضحة للرؤية، لابدَّ أن يكون الكفر بواحاً ظاهرًا لا يشك فيه أحد، مثل أن
يدعو إلى نَبذِ الشريعة، أو يدعو إلى ترك الصلاة وما أشبه ذلك من الكفر الواضح الذي لا يَحتَمِل التأويل، حتى إنه لا يجوز الخروج
 عليه حتى وإن كُنا نرى نحن أنه كفر وبعض الناس يرى أنه ليس بكفر، فإنه لا نجيز الخروج عليه؛ لأن هذا ليس بواحًا.
رابعاً: "عندكم فيه من الله برهان "، أي دليلٌ واضح وليس مجرد اجتهاد أو قياس، بل هو بيّنٌ واضح أنه كفر، فحينئذ يجوز الخروج.
ولكن هل معنى جواز الخروج أنه جائز بكل حال، أو واجب على حال؟
لا، لابدَّ من قُدرة على مُنَابَذَةِ هذا الوالي الذي رأينا فيه الكفر البواح، لابدَّ من قُدرة، أما أن نخرج عليه بسكاكين المطبخ وعوامل البقر، ولديه دبابات وصواريخ، فهذا سَفهٌ في العقل وضلال في
الدين؛ لأن الله لم يُوجب الجهاد على المسلمين حين كانوا ضُعفاء في مكة، ولو شاؤا لاغتالوا كُبراءهم وقتلوهم، لكنه لم يأمرهم بهذا، ولم يأذن لهم به؛ لعدم القدرة، وإذا كانت الواجبات الشرعية التي لله- عز وجل- تسقط بالعجز، فكيف هذا الذي سيكون فيه دماء.
ليس إزالة الحاكم بالأمر الهين، مجرد ريشة تنفخها وتذهب، لابدَّ من قتال معه، وإذا قُتِل فله أعوان، والمسألة ليست بالأمر الهين حتى نقول بكل سهولة نزيل الحاكم أو نقضي عليه وينتهي كل شيء، فلابد من القدرة.
والقدرة الآن ليست بأيدي الشعوب فيما أعلم، والعلم عند الله
قلت: والحاصل من الحديث وأقوال العلماء أنفاً  جواز الخروج علي الحاكم أن رأينا منه الكفر البواح  ولكن ليس علي إطلاقه لابد من ثلاث شروط أجمالاً وهي:
1- رؤية الكفر البواح الذي عندنا من الله فيه برهان بلاذرة شك واحدة
2-المقدرة على إزالته  وتنصيب مسلماً مؤمناً مكانه
3-ألاّ يترتب على هذا الخروج مفسدة على المسلمين بشر أعظم من مفسدة بقائه .
والمشاهد لأحداث مصر وتونس يدرك أن لاشيء من هذا تحقق بسبب الاطماع وحب الزعامة والسلطة والسيطرة والحمية الجاهلية لمذهب أو جماعة أو فكر منحرف أو عقيدة خاصة وحسبنا الله ونعم الوكيل.
أما لو لم يكن فيه الكفر البواح فلا يجوز الخروج عليه  لظلم أو لغيره كما سبق بيانه .
المحور الثاني: حكم الشرع في المظاهرات والاعتصامات وقطع الطرق ونشر الفتن
لم يشرع لنا الشرع بالمظاهرات لأنه أمر دخيل على الأمة الإسلامية غريب عنها ومأخوذاً عن غير المسلمين  ،ولعل أهم المفاسد المترتبة على المظاهرات هي مخالفتها للشرع ومن هذه المخالفات أجمالاً علي سبيل المثال:
1-    اختلاط الرجال بالنساء مما يؤدي للتحرش وهتك الأعراض من المنحرفين والبلطجية والمخربين الذي يندسون في الجموع  وهذا واقع وملموس ومسئولية ذلك قطعا علي من نظم وشارك فيها تحت أي مسمي.
2-    تعطيل المصالح  ونشر الفوضي في البلاد وبين العباد, وقد جعلهم الله تعالي يرزق بعضهم بعضا,وهذا يؤدي قطعا للأزمات والأقتتال وكثرة الهرج والدماء
3-    مشاركة أهل المعاصي والمذاهب الفكرية المعاصرة كاليبرالية والشيوعية
في زيادة قوتها واستغلالها هذه الحشود في معصية الله ورسوله- صلي الله عليه وسلم
4-التشبه باليهود والنصاري التي تكثر عندهم التظاهرات بسبب وبدون سبب ومن تشبه بقوم فهو منهم
ولا ريب أن المظاهرات قد تؤدي عند شدة الغضب إلي عواقب وخيمة من جموع المتظاهرين أو من المندسين فيها للهدم والتخريب في البلاد وتعريض حياة العامة للهلاك
هذا وقد سئل فضيلة الشيخ العلامة محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى - هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة؟
فقال رحمه الله: "الحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد: فان المظاهرات أمر حادث، لم يكن معروفاً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء
الراشدين، ولا عهد الصحابة رضي الله عنهم. ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعاً، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ويحصل فيه أيضاً اختلاط الرجال بالنساء، والشباب بالشيوخ، وما أشبه من المفاسد والمنكرات، وأما مسألة الضغط على الحكومة: فهي إن كانت مسلمة فيكفيها واعظاً كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا خير ما يعرض على المسلم، وان كانت كافرة فإنها لا تبالي بهؤلاء المتظاهرين وسوف
تجاملهم ظاهراً، وهي ما هي عليه من الشر في الباطن، لذلك نرى إن المظاهرات أمر منكر. وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية، فهي قد تكون سلمية في أول الأمر أو في أول مرة ثم تكون تخريبية، وانصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فان الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار، وأثنى على الذين اتبعوهم باحسان"
وقال سماحة العلامة الشيخ صالح الفوزان - "وأما المظاهرات فإن الإسلام لايقرها لما فيها من الفوضى واختلال الأمن وإتلاف الأنفس والأموال والاستخفاف بالولاية الإسلامية ،وديننا دين النظام والانضباط ودرء المفاسد وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها وترويع لمرتاديها من المصلين والذاكرين الله فيها ،فهي إنما بنيت لذكر الله والصلاة والعبادة والطمأنينة"أهـ،..
قلت : وقوله " وإذا استخدمت المساجد منطلقا للمظاهرات والاعتصامات فهذا زيادة شر وامتهان للمساجد وإسقاط لحرمتها .."كلمة حق ورب الكعبة وقد لمست بنفسي هذه الفتنة في صلاة الجمعة في "مسجد عماد راغب" اليوم 19 ربيع الثاني عام1434  الموافق 1/3/1013 ميلادية ,وهومسجد مشهور وواسع في مدينة السادس من أكتوبر حيث أقيم وتحدث الخطيب المتمرس في خطبته الثانية عن الأخوان المسلمين فأعترض شاباً ممن لايقيم وزناً لحرمة المساجد وممن يكرهون الأخوان والإسلاميين –فمصر منقسمة فريقين مؤيدين للرئيس من الإسلاميين ومعارضين من الليبراليين والعلمانيين واصحاب الأجندات الخاصة- وطلب الشاب وهو يصرخ الصلاة وأنهاء الخطبة فأغلظ له الخطيب- وكان يجب عليه الترفق- وقال له حرفياً" أخرس" فأعترض شاباً ثانياً وثالثاً ممن لايعرفون للمساجد حرمةمن المعارضين , وأرتفعت الأصوات والتحمت الأيادي وحاول البعض الوصول للمنبر لضرب خطيب الجمعة وأنزاله عنوة ومنعه الكثير من  الأخوة الملتحيين والعقلاء من الناس برفق , ووقف الجميع منهم الثائر ومنهم المصدوم أمثالي ومنهم المستعد للعراك داخل المسجد و خارجه لكن الله ستر ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
  وهذا كله من الفتن التي يبيع  فيها العبد دينه بعرض من الدنيا ، وثبت في الصحيحين أن النبي-صلي الله عليه وسلم -قال: «سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِم.ِ وَ الْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي. وَ الْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي" .
وماكان ينبغي أن يجعل العلماء والدعاة ساحات المساجد فيما ليس لله تعالي فأنما المساجد لذكر الله والصلاة والدعوة بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة .
قال تعالي( وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا (18)-البقرة

المحور الثالث: حرمة الدماء ومن هو الشهيد في الكتاب والسنة
لقد رأينا جميعاً النتيجة الحتمية  لكل هذا الفساد والأهمال  تمرد الشباب بمختلف ميوله وخروجوا عن الشرع والشرعية بحجة أنها ثورة علي الفساد والظلم وخدعهم بعض العلماء والدعاة بانها ثورة شرعية وسلمية والمقتول منهم شهيداً ,واختلط الحابل بالنابل !
وقولهم هذا مغالطة لان الحاكم مسلماً وليس كافراً  محتلاً للديار والبلاد ,وحتي لو كان كافراً فالشرع يبيح الخروج عنه عند المقدرة والاستطاعة,والنبي والصحابة هاجروا فراراً بدينهم تاركين الأهل والمال والديار لأنهم كانوا قلة مستضعفة ,ولم يأمرهم النبي بالجهاد في مكة لان هلاكهم أكيد بل أمرهم بالهجرة والظروف كانت مهيئة لذلك فلما قويت شوكتهم وتمكنوا من العدة والقوة كان الفتح المبين والنصر العظيم .
والحاصل من الفكر الثوري المشئوم الذي اصاب عقول الشباب وجعلهم غوغائيين ونشروا بسببه الفوضي وسفكوا دماء بعضهم بعضاً من غير طائل شرعي وأنما هي حمية الجاهلية  لفرض مباديء ومذاهب دنيوية ونسيوا أن للدماء حرمة أعظم وأكبر وأول مايحاسب الله عليه العباد.
قال تعالى: "وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً"-المائدة
وقال تعالي:(  مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)-المائدة
قال السعدي في تفسيرها :
{ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرْضِ } أي: بغير حق { فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا } ؛ لأنه ليس معه داع يدعوه إلى التبيين، وأنه لا يقدم على القتل إلا بحق، فلما تجرأ على قتل النفس التي لم تستحق القتل علم أنه لا فرق عنده بين هذا المقتول وبين غيره، وإنما ذلك بحسب ما تدعوه إليه نفسه الأمارة بالسوء. فتجرؤه على قتله، كأنه قتل الناس جميعا.
وكذلك من أحيا نفسا أي: استبقى أحدا، فلم يقتله مع دعاء نفسه له إلى قتله، فمنعه خوف الله تعالى من قتله، فهذا كأنه أحيا الناس جميعا، لأن ما معه من الخوف يمنعه من قتل من لا يستحق القتل. اهـ
وهناك جملة من نصوص الأحاديث الصحيحة تحرم سفك الدماء منها:
-ماأخرجه البخاري عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما "
-وروى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"-البخاري
-وأخرج البخاري أيضاً عن حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يحل دم امرئ مسلم، يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة "
-وماأخرجه مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:"من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى يدعه، وإن كان أخاه لأبيه وأمه"
و في هذا القدر كفاية من نصوص السنة الصحيحة التي تبين بجلاء على تحريم قتل النفس بغير حق.
وأن كان هذا كلام الله وكلام رسوله- صلي الله عليه وسلم- وفيهما كل الحق فماذا بعد الحق إلا الضلال!
الشهادة لمن؟
  قلنا أن الخروج عن الأمير معصية لله ورسوله-صلي الله عليه وسلم فكيف يكون المقتول شهيداً؟!
وأننا نقولها واضحة جلية كم نتمني أن يرزق الله هؤلاء الشباب الذين سالت دمائهم في الثورة سواء في مصر أو تونس أوغيرهما  الشهادة حقاً ولكننا لانتألي علي الله ونطلق عليهم شهداء فالله تعالي أعلم بالسرائر ,ودون دليل واضح بين لا لبس فيه ولاغموض نحن نعجز عن معرفة مكانتهم عند الله تعالي..
قال النووي رحمه الله : " واعلم أن الشهيد ثلاثة أقسام:
أحدها : المقتول في حرب بسبب من أسباب القتال، فهذا له حكم الشهداء في ثواب الآخرة وفي أحكام الدنيا، وهو أنه لا يغسَّل ولا يصلَّى عليه.
والثاني: شهيد في الثواب دون أحكام الدنيا ، وهو المبطون ، والمطعون، وصاحب الهدم، ومن قُتِل دونَ ماله، وغيرهم ممن جاءت الأحاديث الصحيحة بتسميته شهيداً ، فهذا يغسَّل ويُصلَّى عليه وله في الآخرة ثواب الشهداء, ولا يلزم أن يكون مثل ثواب الأول.
والثالث : من غلَّ في الغنيمة ، وشبهه ممن وردت الآثار بنفي تسميته شهيداً ، إذا قُتل في حرب الكفار ، فهذا له حكم الشهداء في الدنيا فلا يُغسَّل, ولا يصلَّى عليه , وليس له ثوابهم الكامل في الآخرة " انتهى من " شرح مسلم " (2/164
قلت:وبدهي أن الشهادة  التي يتحدثون عنها لله تعالي وليس للناس ..
 فأن كان شهيدا لله  فكفي له ماعند الله تعالي القائل:
(وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) )-آل عمران
أما  المظاهرات والعصيان والمطالبة بحق الشهيد بالقوة ونشر الفوضي فهو أستبدال الذي هو أدني  بالذي هو خير وهو نفاق واضح ,ومتاجرة فجة بدماء شباب مخدوع سالت دماءه الطاهرة بلاسبب ولامعني.
- ولو كان شهيداً للناس فقد أغنانا ذلك عن التعليق وأدركنا نوع الشهادة
التي يتألي بها البعض علي الله تعالي.
ولو نظرنا للأمر من الناحية الشرعية لوجدنا أن الشهادة جاءت في أحاديث تجمع أصنافاً من العباد  ومن هذه الاحاديث حديث:
-" الشهادة سبع سوى القتل في سبيل الله المقتول في سبيل الله شهيد : و المطعون شهيد و الغريق شهيد و صاحب ذات الجنب شهيد و المبطون شهيد و صاحب الحريق شهيد و الذي يموت تحت الهدم شهيد و المرأة تموت بجمع شهيدة   "
هذا كلام الله وهذا كلام رسوله- صلي الله عليه وسلم-فمن ذا الذي يتألي علي الله؟
ومن هو الشهيد حقاً؟!
والأمر جد خطير ففي كل مليونية أو مظاهرة  هنا أو هناك يموت الكثير من الناس و لا أحد يعتبر , ولا أحد يعمل لما بعد الموت والكثير يتقاتلون علي زينة الحياة الدنيا ..
يتقاتلون علي المال والجاه ..
 ينقاتلون علي السلطة والزعامة..
يتقاتلون بلا هدف ولاغاية.
وثبت عن النبي –صلي الله عليه وسلم: فيما رواهْ أَبِي هُرَيْرَةَ- رضي الله عنه- قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ فَقِيلَ كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ قَالَ الْهَرْجُ الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ"-مسلم
 والشباب-إلا من رحم ربي- مخدوعاً من خطباء الفتنة فيقتل وتسيل دمائه ..
 وأن مات دفاعاً عن الحق فهو شهيد ..
وأن مات دفاعاً عن الباطل فهو شهيد..
 وان مات من أجل المال  فهو شهيد !!
ولو نظرنا للقاتل والمقتول لوجدنا أنهم أخوة في الدين والوطن!!
أحوال مقلوبة  يقال علي كل من مات شهيداً وكأنما هي صكوك غفران لكل من شاء دون دليل شرعي!
 شهادة لكل من يموت وأن كان لايتمني الموت ويهرب منه!
 وكثيراً من الشباب  مخدوع يموت ويستبيح قتل نفسه .
 والسؤال من أجل ماذا يموت شباب الامة ؟
من اجل الدفاع عن تراب الوطن أو العرض!
من أجل تحرير المسجد الاقصي من احفاد القردة والخنازير!
من أجل نشر الدين وأعلاء كلمة الله تعالي !
من اجل ماذا يموت ؟
لمباديء واهداف ليس من الدين في شيء , من اجل انتمائه لجماعة أو حزب أو مذهب أوغير ذلك, وكلها ليست لله!
وكفي ببان النبي -صلي الله عليه وسلم- لبيان حقيقة الشهادة ففي حديث أَبِي مُوسَى قَالَ:
سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الرَّجُلِ يُقَاتِلُ شَجَاعَةً وَيُقَاتِلُ حَمِيَّةً وَيُقَاتِلُ رِيَاءً أَيُّ ذَلِكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ- متفق عليه
قال النووي في شرح مسلم/
فيه : بيان أن الأعمال إنما تحسب بالنيات الصالحة ، وأن الفضل الذي ورد في المجاهدين في سبيل الله يختص بمن قاتل لتكون كلمة الله هي العليا .اهـ
قلت:حقاً أنها لاتعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ..
أنها شهادات من هوي الناس وليتُ يعلم من يطلقون الشهادة بلا دليل شرعي إنه يتألي علي الله ولهم في هذا الحديث عبرة.
 -أخرج  مسلم  عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا وَلَا وَرِقًا غَنِمْنَا الْمَتَاعَ وَالطَّعَامَ وَالثِّيَابَ ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَبْدٌ لَهُ وَهَبَهُ لَهُ رَجُلٌ مِنْ جُذَامَ يُدْعَى رِفَاعَةَ بْنَ زَيْدٍ مِنْ بَنِي الضُّبَيْبِ فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُلُّ رَحْلَهُ فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ فَقُلْنَا هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ "
يتبع..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://sayed2015.forumegypt.net
 
ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 2
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 3
» ثورات الشباب بين حمية الجاهلية والشريعة الربانية 1
» الشريعة الربانية حياة الشعوب
» الأنوار الربانية في شرح الأحاديث القدسية
» الشباب إلي أين؟

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
هذه دعوتنا :: الكاتب الإسلامي سيد مبارك :: درسات وأبحاث منهجية-
انتقل الى: