4- كيف تكون قوياُ في أيمانك والتزامك؟
الجواب بالإرادة والعزيمة، ولكنْ كيف أكتسب هذه الإرادة وأنا ضعيف الإيمان؟ الأمر بسيط بتقوي الله في السر والعلن
قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ -آل عمران: 102.
ا البداية الصحيحة لاكتساب قوة الإرادة والعزيمة للنفس المؤمنة - هي تقوى الله تعالى، وليست في الأعمال فقط، وإنما في الأقوال أيضًا؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ -الأحزاب: 70 - 71.
وتقوى الله تعالى لا تكون كما تحب أنت، لا تقل: قالت أمي، أو قال أبي، أو قال معلِّمي، أو قال شيخي كذا، وما أشبه ذلك، كلاَّ؛ إنما تكون على المنهج؛ أي: كما أمرَ الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وتأمَّل معي قوله تعالى في الآية المذكورة آنفًا: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ .
إذًا كلُّ مَن يُخالف المنهج ويُبيح لنفسه معصية الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو في خسران عظيم، وضلال مبين.
إذًا لا بدَّ أن نَلتزم بالمنهج في حياتنا، ولا نعيش على مبادئ وقيم وعادات، وبِدع ومذاهب، ما أنزَل الله بها من سلطان، تجعل الله ساخطًا علينا، وهذه الخطوة من أهم الخطوات التي تساعد على قوَّة الإرادة والعزيمة، لماذا؟ لأنَّ من الطبيعي أنَّ تطبيق المنهج ليس سهلاً؛ لأن الشيطان يتربَّص بنا، والنفس الأمَّارة بالسوء تتمرَّد على الطاعة وتُلْهينا بالمعصية، والدنيا تُنادينا: هَلُمَّ واستمتعوا، ولكن لا بدَّ من تناول الدواء مَهْمَا كانت صعوبته ومَرارته؛ ليتمَّ الشفاء - بإذن الله تعالى - وتستقيم النفس المتمرِّدة على المنهج، وطالَما استقامَت لا بدَّ أن تتعرَّض للأذيَّة من السُّفهاء ضِعاف الإيمان، ولكن بيقينك أنَّك على الحق، وأنَّ البلاء من شيمة الصالحين وعلامة الرضا عنك من ربِّ العالمين، كلُّ ذلك يزيد من قوَّة إيمانك ويَقينك، ومَن كان الله معه، فلن يضرَّه شيء أبدًا.
وكنبه/ سيد مبارك