الفن سلاح ذو حدينفيلماً شاذًا اثار ضجة كبيرة واعتراضات هذه الأيام علي الفيس وغيره فهو فيلم يستحق بلغة أهل الفن أوسكار السفالة والنذالة والتحرر من كل معاني الخير والفضيلة،ولم نري الفيلم ولكن سفالته والهجوم عليه من أهل الغيرة علي الدين ومن أهله من اصحب الفن الراقي لإجماع علي شذوذه ،وتم اقتباسه من فيلم إيطالي أو فرنسي أو هو من الأثنين وتحرر مجتمعاتهم وسلوكياتهم وشذوذهم معلومة للقاصي والداني، ومحاولات الفنانين المصريين أن صح أن يقال عنه فن ولا يصح وهو اقرب للمسخ!!
أقول محاولة تطبيقه علي مجتمعنا يدل أنهم لا يعرفون الشعب المصري ولا أصالته !!
وليت عندما يخرج منا من يعبر علي وسطه العفن لا يعمم علي أغلبية الشعب من البسطاء الذي يعاني مع غلاء الأسعار وانحطاط وهيمنة فئة من شرار الخلق ممن لايراعون دين ولاحرمة ويسيطرون علي مقدراته في كل مجالات الحياة من صحافة وأعلام وتلفزيون وسينما ومسرح وحتي بيوت الله إلا من رحم ربي ،وهم الصفوة والأغلبية ولكنه القهر والكبت وقلة الحيلة ،ولولا هذه الهيمنة الساقطة من أهل المنكر علي مقدرات الناس لكان الحال والمآل مختلفًا ،وسنة الله في خلقه "دوام الحال من المحال" أوكما قبل دولة الباطل ساعة ودولة الحقّ إلى قيام السَّاعة، وللباطل جولة ثم يضمحل وللحق دولة لا تنخفض ولا تذل ،وقد قالها العرب قديمًا كذلك " الحَقُّ أَبْلَجُ والبَاطِلُ لَجْلَجٌ "
وأفهم هذا ولا تنخدع بالأباطبل فشبابنا وأولادنا في خطر!!..
عندما يخرج فيلمًا مستوحي من فيلم أجنبي ممسوخ يشيع الشذوذ والإدمان والعربدة والخيانة والدياثة الاجتماعية علي أنها فن ،وتطبيقه علي واقعنا من هؤلاء الفنانين المأسوف عليهم، لهو وصمة عار ينبغي أن يعتذروا عنها للشرفاء من الشعب الذي أهانوه ،وأن لم يفعلوا ينبغي لأهل الحل والعقد معاقبة أصحابه مهما كانت مكانتهم فالفضيحة صوتًا وصورة وجهارًا نهارًا..
وقلت من قبل ونكرر دومًا..
حالة الفن التمثيلي وشذود القائمين عليه وجهلهم بدينهم جعل الواحد منهم في زماننا فنه أن صح أن يقال عنه فنان ..فن شاذ ومطموس قوامه نجومية زائفة لاتقوم علي الإخلاق وحفظ العرض والدين بل علي البلطجة والفهلوة واستحلال المحرمات وحب المال والشذوذ!!..
فن يصد عن المعروف ويأمر بالمنكر ولاتري نجوماً فنية تبدع بل عصابة من قطاع الطرق يضحكون علي الغافلين والمغبين ممن لايعرف من الإسلام إلا أسمه ومن الدين إلا رسمه ،وأغلبه حرام إلا من رحم ربي ممن أعرض عنه وتاب وأناب إلي ربه واعتزال هذا المعترك الشيطاني قبل فوات الأوان وقليل من هم !
وسبق وقلنا ونقول اليوم ..هل في مصر فن راقي حقا؟
والجواب :لا يوجد!!
فلغة العنف والجنس واستباحة المحرمات هي اللغة السائدة تجاريا الآن.
وهذا أمر يؤدي لتدني أخلاق الناس وانحرافهم عن دينهم.
هذا إن لم نختلف أن الفن سلاح ذو حدين .
فقد يرتقي بحياة الناس ويدعوهم للتمسك بالفضيلة والخير وكل الأخلاق الحميدة التي حث عليها الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم- أو يؤدي بها وأبنائها من الشاب إلي الحضيض!!
والفنان أيا كان نوع الفن الذي يقوم به صاحب رسالة ومبدأ.
ولكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه .
فن اليوم علي كل المستويات فن أكثره هابط ..فاحش ..بذي.
يخالف الدين والتقاليد ويحارب الفضيلة ويعين علي نشر الرذيلة.
ولسنا في حاجة لذكر أسماء الفنانين والفنانات أو المطربين والمطربات ولا حتي الراقصين والراقصات فأخبار انحطاطهم ودياتتهم وصورهم المبتذلة العارية تملأ الصحف والمجلات
ومن يعترض نسأله .
ما شرعيته فن هذه الأيام علي هذه الصورة الفجة ؟
الفن الذي يدعو للحب والعشق والجنس والشذوذ والعنف ألي أخره.
هل هذا هو الطريق المستقيم والراقي الذي يدعونا إليه أرباب الفن وأهله ..الم يقل تعالي(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) )- الأنعام
فهل هذا ما أوصاكم به ربكم أن تدعوا للحب والرومانسية والخلاعة والفجور والإباحية!!
وهل ما نراه من لمس وغمز وعري وتقبيل بين الممثلين والممثلات من الجنسيين أمر مقبول شرعا؟!
هل لأن المخرج يريد هذا والسيناريو يتطلب ذلك نبيح الحرام بين رجل وامرأة لا رابط بينهما إلا رباط الفن!!
هل هو رباط مقدس أمر به الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم-؟
هل مارسه الصحابة الكرام وأباحه الفقهاء الأربعة لأنه ضرورة والضرورات تبيح المحظورات!!
يقولون الفن واقعية!!
هكذا أباحوا الحرام باسم الفن.أيها السادة المعترضون مالكم كيف تحكمون؟
والفيلم المنتشر الآن والذي هو محط هذا الهجوم بعد أن بلغ السيلُ الزُّبَى.. يدعو للشذوذ والانحراف والمثلية،ونقول لأرباب الفن ماقلناه سابقًا بلا ملل أو كلل..
إن ما ترفضه أنفسكم السوية لبناتكم ونسائكم في واقع الحياة من عري وإباحية جهارا نهارا أمام الناس هو نفسه ما نرفضه نحن من فسق وفجور باسم الفن .
وتعلمون أن الغريزة الجنسية من أخطر غرائز الإنسان والزواج صار من الصعوبة بمكان لتكاليفه الفلكية من شقة ومهر وشبكة ..الخ
فلماذا تفسدون أخلاق الأمة وشبابها باسم الفن ؟!!
وأنا لا أدري ما عيب الفن الذي لا يخرج عن حدود الله تعالي ؟
الفن أياً كان نوعه الذي ينمي العقل والفكر ويحبب النفس إلي الدين ويدعوا إلي الفضيلة والإخلاق والورع والتقوي ..
أيها السادة المدافعون عن الفن .
ما المانع عندما تنزل مصيبة علي رأس البطل ان يكون المشهد دخوله للمسجد وصلاة ركعتين والابتهال إلي الله بالدعاء أو الجلوس وترتيل القرآن.
ولماذا لا يعرف كتاب السيناريو والمخرجين إلا طريق الكباريه ليتجرع الخمر ويسكر ويعربد .
هل هذه الصورة تعبر عن فن راقي يسمو بالنفس البشرية أم هو فن يخاطب الغرائز وشهوات النفس المهلكة؟!!
أيها السادة المدافعون عن فن هذه الأيام العجاف التي اختلطت فيه المفاهيم..
نسألكم أن كان الفن واقعية هل يفعل غالبية الشعب المصري هذا؟
أنها إهانة لشعب يحب دينه حتي النخاع .
وبعد... أننا جميعا يوم القيامة أمام ساحة العدل الربانية في ارض المحشر واقفون عاريا كما ولدتنا أمهاتنا لا مال ولا جاه ولا مركز ولا شهرة ، ولا شيء البتة من زينة الحياة الدنيا ينفع المرء
وكل إنسان علي نفسه رهينة ... كل إنسان تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل في دار الغرور.فأين المفر أيها المعترضون؟
قال تعالي : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20))-فصلت