جدد حياتك قبل رمضان من الآن

جدد حياتك قبل رمضان من الآن
شهر رجب ساعات ويرحل ويأتي شعبان وبعده..أنت أدري!!
ماهي خطتك لإصلاح مسار حياتك والإستيقاظ من غفلتك ولم يبقي إلا شهرًا علي شهر القرآن ،وقد لايأتي وأنت في الدنيا ويقال-فلان رحمه الله!!
أبدأ أذًا اليوم قبل غدًا ..وخير البر عاجله
وأن كان لك عمرًا وتعبش رمضان فالخطة لن تتغير بل تزيد من طاعتك وجهدك وعلو همتك لتنفيذها حتي تبلغ الذروة أن أستطعت!!
وربما تعتاد عليها وتري الراحة والسكينة في المداومة عليها أن شاء الله..
وكله بثوابه واسمع هذا..
( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا)-الكهف /30.
وإليك خطة وبرنامج عمل نريد له الإستمرارية لأنه ببساطة برنامج كل محب لله ورسوله فهلموا يا أفاضل نقولها ونجاهر بها جهر المحب لكم وبكم في الله ولله تعالي..هيا أيها المحب جدد حياتك قبل رمضان من الآن
وتدبروا هذا..وأتكلم عن نفسي وعنكم!!
العمر يمضي يا أحباب ولعل لا القاكم اليوم أو غذًا من يدري!!
ولعلك أنت أكفانك تنسج وصحيفتك علي وشك أن تغلق وأنت لا تدري!!
والمؤمن كيس فطن يعمل حساب كل شيء ليخرج من دنياه غانمًا سالمًا وإليكم خطة عمل هي لي ولكم وأضف عليها ما تشاء وما تقدر ولا يكلف الله نفسًا إلا وسعها
أهم ما في الخطة قصيرة المدي لتطبق فورًا اليوم قبل غدًا أحفظ أمرين دون تردد أو تهاون :
الأول- إخلاص التوحيد الله تعالى بلا شوائب:
ولماذا التَّوحيد؟
لأنَّ الشِّرك الذَّنبُ الذي لا يغفره الله تعالى؛ لقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًاعَظِيمًا ﴾ -النساء: 48
الثاني- المحافظة على الصلوات الخمس المفروضة:
لأن الصَّلاة هي الرُّكن الثَّاني من أركان الإسلام، وهي عمود الدِّين وذرْوة سنَامه، مَن أقامها فقد أقام الدِّين، ومن تركها فقد هدم الدِّين، وهي الصِّلة التي تربط العبد بربِّه خَمْسَ مرَّات في اليوم واللَّيلةوإياك تركها أبدًا وإلا وقعت تحت وعيد قوله - تعالى -: ﴿ فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ شَيْئًا ﴾ -مريم: 59 – 60
هل فهمت هذه أولوياتك من الآن وما بعد رمضان فنجاتك حتي لو بلغت ذنوبك عنان السماء بالتوحيد الخالص والصلاة ..
وكن علي يقين هناك أمل ومن غيرهما أنت هالك!!
ولنبدأ الخطة الثانية علي المدي الطويل أي اليوم وغذا والشهر الكريم ،ولو وجدت همة أكمل حتي تموت فهي خطة طويلة المدي مادام قلبك ينبض!!
وتحتاج لصبر وعلو همة لاستمرارها وأن ضعفت قارم واستيقظ ،وانهض من جديد وجاهد نفسك لأنها أمارة بالسوء تحثك علي الكسل والتهاون!!
وأسمع كلام ابن القيِّم في "الفوائد" (1/60) لتفهم ..قال ما نَصُّه:
"قال - تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ﴾ [العنكبوت: 69] علَّق سبحانه الهداية بالجهاد، فأكمَلُ الناس هداية أعظَمُهم جِهادًا، وأفرض الجهاد جهاد النَّفْس، وجهاد الْهَوى، وجهاد الشيطان، وجهاد الدُّنيا، فمَن جاهَدَ هذه الأربعة في الله هداه الله سبُلَ رِضاه المُوصلة إلى جَنَّتِه، ومن ترك الجهاد فاته مِن الْهُدى بحسب ما عطَّل من الجهاد، قال الْجُنَيْد: والذين جاهدوا أهواءَهم فينا بالتَّوبة لَنهدِيَنَّهم سبُلَ الإخلاص، ولا يتمكَّن من جهاد عدوِّه في الظاهر إلاَّ مَن جاهد هذه الأعداء باطِنًا، فمن نُصِر عليها نُصر على عدوِّه، ومن نُصِرَتْ عليه نُصِر عليه عدوُّه"؛ اهـ.
والآن ماذا بعد..
شمر يا طيب واجتهد والتمس الهداية والثواب في هذه السبل من اليوم لرمضان وما بعده حتي تجد نفسك تستيقظ في قبرك الذي يضيء بأعمالك هذه ويدافع عنك، ثم الفرحة الكبرى يوم تأخذ كتابك بيمينك كما قال تعالي : (فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ۝ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ۝ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ۝ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ۝ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ۝ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَة)-سورة الحاقة:19-24،أو العكس والعياذ بالله
وخذ هذه السُّبل تحتاج لتحقيقها جميعًا على المدى الطويل ، وتوكُّلٍ عليه وبعزيمة وهمة لا تَلِين وكن مسلمًا بحق ، ومن هذه السُّبل على سبيل المثال لا الحصر، وفيها مُجْمل الأمر في اعتقادي:
1- لا تَفْتُر عن ذِكْر الله تعالى.
2-أتَبْعِ السيِّئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وحافِظْ على حسناتك.
3- تفقَّهْ في دينك؛ لِتَعبد الله على بصيرةٍ من أَمْرِك.
4-لا تفرح بما آتاك الله، ولا تَحْزن على ما فاتك.
5- لا تغترَّ بِكَثْرة الهالكين، والحَقُّ أحَقُّ أن يُتَّبع.
6- لا تَخْش إلاَّ الله تعالى، ولا تأخُذْك فيه لومةُ لائم.
7- إيَّاك وطولَ الأمل في الدُّنيا، واذكر الموت والبِلَى.
8-لا تُحبَّ إلاَّ في الله، ولا تُبْغِض إلاَّ فيه.
9-لا يَغُرَّك الحسَب والنَّسب والمال عن أمر الحِساب.
10- تخَلَّص من آفات الجوارح المُحْبِطة للعمل.
11-لا تُهْمِل محاسبة نفسك ومراقبتها يوميًّا.
12-لا تتحمَّل أوزار غيرك، وكُنْ قوَّامًا على أهلك.
13-أَطِبْ مطعمك، ولا تأكل من حرام أو شبهة.
14- أحْسِن الظنَّ بالله، ولا تيئس من رحمته أبدًا.
15- جاهِدْ نفسك على ترك الشَّهوات وإتيان المكاره.
16- لا تقترب من مواضع الفِتَن حتَّى لا تقع فيها.
17- الْتَزم بمنهج أهل السُّنة والجماعة؛ لأنَّها الفرقة الناجية.
وحتَّى لا يَطول بنا البيان في شَرْح كلِّ هذه السُّبل؛ أترك بيانها لفِطْنتك واجتهادك يا مسلم لتري همتك في معرفة تفاصيلها وبيانها.
وأُوصيك بالبحث والتأمُّل في هذه الكتب الثلاثة النَّفيسة للعلاَّمة ابن القيِّم تلميذ شيخ الإسلام ابن تيميَّة - رحمهما الله تعالى - وفيها ما يَكْفي ويشفي، والله المستعان:
"إغاثة اللَّهفان من مصائد الشيطان".
"الجواب الكافي لمن سأل عن الدَّواء الشَّافي".
"روضة المُحِبِّين ونزهة المشتاقين".
ولك أن تضيف لنفسك مايحفزك لبلوغ هذه الو سائل والاتيان بها علي أجمل وجه مع إخلاص النية والتوكل علي الله ونأمل أن نلتقي في الجنة أن شاء الله والله المستعان.
في هذه المقالة جزء منها من مقالة لي علي موقع الألوكة