الشيخ سيد مبارك
Admin
 |  موضوع: القتل هو القتل، جريمة عظيمة  الخميس 23 يونيو 2022 - 17:56 | |
|  يقولون: فتاة تحدّث شابًّا في الهاتف، وربما خرجا معًا وجرى بينهما ما يجري بين شاب وفتاة غرباء عن بعضهم من اختلاط وغيره، وأن الفتاة لا تلتزم في ملابسها باللباس الشرعي، ثم حدثت بينهما أمور وصلت به في النهاية إلى قتلها، هل في هذا ما يبرر الكلام في شأنها أو تفسير ما جرى بأسباب من عندنا متكهَّنة أو تحملنا بعض هذه التفاصيل على التقليل من جريمة هذا الشاب نحوها؟- لا طبعًا..القتل هو القتل، جريمة عظيمة لا يبررها شيء، والإنسان بنيان الله في الأرض ملعون من هدمه..وأعراض الناس مصونة محفوظة لا يحل الكلام فيها بالهوى ولا الخوض فيها بالظنون ولا الاعتماد على القيل والقال، ولو كان من معارف وأصدقاء ومن زعموا أنهم مطلعون على الخفايا والأسرار..إن "النفس" و "العرض" من الضرورات التي جاء الشرع الكريم بحمايتها وصيانتها وحفظها، وأحاطها ربنا الكريم في كتابه ورسولنا العظيم في سنته بقدر كبير من التشريعات لضمانة تحقيق ذلك على أتم وجه وأكمله..وفي القرآن الكريم: {مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا}.( لَّوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَٰذَا إِفْكٌ مُّبِينٌ(.وجعل النبي صلى الله عليه وسلم الاعتداء على النفس والعرض من الكبائر التي تهلك صاحبها في نار جهنم.وليس للمسلم أن يخوض فيما لا يعلمه بمجرد الظنون، ولا أن يتكلم في شأن بمجرد العقل والتخمين، والله رقيب على كل عبد محاسب له على كل لفظة ينطق بها..إن الكلمة قد تقتل إنسانًا أو تزرع في أنفس أفراد المجتمع التهاون بقتله، ومن هنا يمكن أن يبوء صاحبها بإثم القتل - مرات عديدة - وهو لم يقل إلا "كلمة"..وفي الحديث: "ما من نفس تُقتل ظلمًا إلا كان على ابنِ آدم الأول نصيب من دمها؛ لأنه أول من سَنّ القتل"..وسنّ القتل لا يتوقف على أول من فعله، بل ** يدخل فيه: من فعله في مجتمع من المجتمعات، أو جيل من الأجيال، أو بطريقة من الطرق..** يدخل فيه: من ساهم في تيسيره، أو سيّب الطريق وسبّله لحصوله، وأشاعه وأذاعه حتى ظهر كأنه سمة الجيل..** يدخل فيه: من جرَّأ الناس على حمل السلاح، أو باعه لهم، أو علمهم إيّاه.** يدخل فيه: من ساعد على هدم سلطان الشريعة في قلوبهم، أو هوّن فعل أسباب ذلك في قلوبهم وجوارحهم، أو أفسد تربيتهم فأصبحوا إلى طريقه أقرب..** كل هؤلاء يدخلون في القتلة، ويبوءون بإثم القتل..فانتبهوا يا عباد الله، واحفظوا جوارحكم وألسنتكم فإنه: من صمت نجا، ومن تكلم بخير رشد، ومن استعصم في كل أحواله بسبيل الشرع فقد أفلح.#كبسولات_فقهية #الجنايات#الحدود | |
|
