سؤال رقم/1083

سؤال رقم/1083
سؤال من أخ فاضل:
السلام عليكم أنا محتار في أمر ، انا شاب اريد العفاف و الزواج و لكن هناك اشكالية تجعلني حائر في كيفية اختيار الزوجة من حيث ماذا؟! من حيث ماضيها فانا اخشي من ماضي الفتاة التي ساخطبها ربما يكون لها حبيب قديم ، خطيب سابق ، سلمت له قلبها و مشاعرها فتلاعب به ثم تركها فبالتالي ستكون مُعقدة و تخرج كل تلك العقد عليا في تجربتي معها فلن تصدقني و لن تآمن لي و دائما ستفترض سوء الظن و سأهلك حتي اثبت لها حسن نيتي و اخاف العكس ان تكون احبته حقا و الظروف فرقتهم و اخذها انا و اعيش مع نصف قلب و نصف عقل , لان النصف الآخر سيكون معلق بذلك السابق و من حين لآخر ستحن له و تتذكره و ربما تسمي اببنا علي اسمه و انا مثل الحمل الوديع لا ادري شيئا و اظنها تحب ذلك الاسم فهناك من يقول لا شأن لك بماضي خطيبتك و الله حليم ستير ، و لكن يا استاذي الفاضل الستر شرطه التوبة فلا تأتي لي بفتاة لا تتوب اصلا و تقولي الله حليم ستار و هي لن تمانع ان اعيد انا معها ما فعله السابق فسأطبق مقوله ان الله حليم ستار اذا رأيت امامي فتاة ملتزمة دينيا تائبة و لكن ليس فتاة ما زالت متبرجة و مازالت متفتحة ناهيك عن ان شرط الستر ايضا هو الاحسان للزوج الحالي او الخطيب الحالي فكيف بمن تحبه بفتات قلبها لانها بالفعل استهلكت قلبها مع السابق هل يجوز عليها الستر و التغاضي ، و لكن أنا غيور الي اقصي درجة ممكنة غيرة ممكن اقتل اي حد يفكر يعاكس امي او اختي او زوجتي او بنتي غيرة تجعلني لا ارضي بلباسهن الغير محتشم ، و هذه صفة احمد الله عليها فلما كنت اسمع كلام صحابي عن مراته اللي حبت واحد زمان و خطيبته اللي فشكلت خطوبة قبل كدة و الاقيه بيتكلم بلا غيرة او غضب بستغرب فكيف لك ان تتسامح عصبيا مع شخص كان يغازل زوجتك الحالية قديما او خطيب كان يمسك يدها ، كيف لا تلتهب اعصابك كيف لا يحترق دمك كاللهيب هل انا وحدي كذلك ام انني رجعي و متخلف عقليا!!! و الله عجبت و كنت دائما انصحهم قائلا:- فالافضل ان تتجوزها صغيرة احسن تكون لسة ماختلطتش و من ثم وقعت في تجارب استهلكت عاطفتها و فكرها لية اخد حد قلبه مستعمل و يخفي عني الحقيقة و يبقي بينه و بين نفسه بيفكر في اللي فات و بيحنله لما ممكن اخد حد لسة صغير ماخاضش تجارب و كل حاجة حلوة يعيشها معايا انا دي نصيحتي للشباب خدها متدينة و صغيرة و مش بتاعة خروج و اختلاط علشان تضمن واحدة نضيفة و قلبها غير مستنزف و فكرها ليس مشغول بذكري قديمة حلوة كانت ام جارحة . فيا استاذ ، انا كل ما يجعلني ارفض ان اتزوج من فتاة لها ماضي هو خوفي من ان تحن بداخلها لذلك الحب القديم ، خوفي من كفران عشير الفتيات التي ممكن ان تنسي كل حبي مقابل حبيبها القديم الذي ربما يحسن فعل شيء انا لا احسنه فماذا افعل هل اختار الصغيرة سنا التي لم تكمل العشرين حرصا مني علي سلامة قلبها من اي تجارب سابقة هل اختارها متدينة وقورة في البيت و هل سأكون بهكذا فعل افعل الصواب ام انني ساكون شخصا يضيق الخناق علي نفسه و هو ليس بحاجة لكل هذا ام افترض حسن الظن بالناس و اتحلي بنقاء القلب و السريرة و بالتالي اختار اي فتاة محترمة دون النظر لماضيها او لاستهلاكية قلبها و ارضي باي حب تعطيه لي و خلاص لان ما افكر فيه انا اوهام و وساوس ام انني محق في فكري فيا استاذي الفاضل ، الخطوبة ايام النبي ليست كايامنا و الارتباط ايام النبي كان معدوم الوجود لذلك من تقدم لفتاة خطبت قبله ٥٠٠ مرة لن يخاف لانه يعلم انها كانت تطبق قواعد الخطبة الاسلامية التي ليس بها خلوة او تعلق او تجاوزات اما الان فالخطبة اصبحت اشبه بالزواج ينقصها فقط العلاقة و تكون زواجا اما قبل ذلك فهو يحدث بين المخطوبات و بين المرتبطات حتي قبل الخطوبة من تقبيل ربما و لمس و كلام غزل و افعال كلها تستهلك طاقة القلب و العقل و ربما تفشل هذه العلاقة تستطيع حضرتك اخباري بالنتائج؟! النتائج فتاة مستهلكة عاطفيا مستنزفة قلبيا ليس عندها شيء تعطيه للشخص الجديد الصالح فهي اما خارجة من تجربة قاسية فمملوءة بالعقد و المخاوف او قلبها يحن لذلك الشخص و ستعيش مع رجل اخر بجسدها فقط و بمشاعرها ستكون اسيرة الذكري الخالدة فانا لا احب ان اكون ذلك الرجل الذي يعيش مع فتات مشاعر و بواقي قلب و نصف امرأة و ما اكسبني تلك الخبرات هي تجارب فاشلة مع فتيات خضتها بحثا عن الفتاة التي ستكون شريكتي و لكن كل مرة تعرضت اما للخذلان او لفتاة متعقدة من شخص قديم او لفتاة تحن لشخص قديم و هذا ما جعلني افكر هكذا الآن انا اخبرتك بكل شيء طامعا في استشارة رجل خبير مثلك ربما ينفعني بنصحه يؤيدني. ، او ينهاني مع السبب فما الرأي?!

الشك في كل البنات مما اراه يا استاذ و ايضا كل البنات الآن اهاليهم يدخلونهم الجامعات و ما ادراك ما الجامعات و الاختلاط أليس من الممكن ان اخطبها و هي في الجامعة و هناك تجد شاب اجمل مني او افضل في شيء او يستطيع التلاعب و من ثم الدخول اليها و انا لا املك ان اذهب اليها الجامعة مثلا و الفتنة بين الجنسين لن يسلم منها احد ،انت تعلم ذلك?! فما حل ذلك الامر و كيف اتجنب الخيانة و الكذب و الخداع و فتاة قلبها يحن لحبيب سابق?! ماذا أفعل?!
الجواب:
وعليكم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..كل ماقلته وسطرته لايخرج عن سطر واحد..كل الفتيات غير ثقة وتلعب وصاحبة تجارب وأنت ملاك تبحث عن ملاك لأنك من أهل الغيرة ..
واقرأ عباراتك...
-... من حيث ماضيها فانا اخشي من ماضي الفتاة التي ساخطبها ربما يكون لها حبيب قديم ، خطيب سابق ، سلمت له قلبها و مشاعرها فتلاعب به ثم تركها فبالتالي ستكون مُعقدة و تخرج كل تلك العقد عليا في تجربتي معها...
-...و لكن أنا غيور الي اقصي درجة ممكنة غيرة ممكن اقتل اي حد يفكر يعاكس امي او اختي او زوجتي او بنتي غيرة تجعلني لا ارضي بلباسهن الغير محتشم ، و هذه صفة احمد الله عليها فلما كنت اسمع كلام صحابي عن مراته اللي حبت واحد زمان و خطيبته اللي فشكلت خطوبة قبل كدة و الاقيه بيتكلم بلا غيرة او غضب بستغرب

-...لكن أنا غيور الي اقصي درجة ممكنة غيرة ممكن اقتل اي حد يفكر يعاكس امي او اختي او زوجتي او بنتي غيرة تجعلني لا ارضي بلباسهن الغير محتشم ، و هذه صفة احمد الله عليها فلما كنت اسمع كلام صحابي عن مراته اللي حبت واحد زمان و خطيبته اللي فشكلت خطوبة قبل كدة و الاقيه بيتكلم بلا غيرة او غضب بستغرب

-... الشك في كل البنات مما اراه يا استاذ و ايضا كل البنات الآن اهاليهم يدخلونهم الجامعات و ما ادراك ما الجامعات و الاختلاط أليس من الممكن ان اخطبها و هي في الجامعة و هناك تجد شاب اجمل مني او افضل في شيء او يستطيع التلاعب و من ثم الدخول اليها و انا لا املك ان اذهب اليها الجامعة مثلا و الفتنة بين الجنسين لن يسلم منها احد...الخ
وبعد..
فمن الواضح أن ستدخل مشروع زواجك بعد أن سمعت ووعيت الكثير من القصص من أصحابك وأصبح عندك قناعة وغيرة أن كل النساء لهن ماضي وعلاقات حب محرمة،وأنت لاتدري فالوساوس تعشعش في صدرك...
والآن قل لي بكل صراحة هل هناك من لايخطأ وهل نحن ملائكة تمشي علي الأرض
أنت تعلم حتي مجتمع الصحابة والنبي بينهم كان فيهم الزاني والسارق ومن له مغامرات بل وحالات حب ومواعدة امرأة وليس كما تقول لكنه مجتمعًا يغلب عليه تقوي الله كما في الحديث.." أنَّ رَجُلًا أصابَ مِنَ امْرَأَةٍ قُبْلَةً، فأتَى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأخْبَرَهُ فأنْزَلَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: {أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ، إنَّ الحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ} [هود: 114] فقالَ الرَّجُلُ: يا رَسولَ اللَّهِ ألِي هذا؟ قالَ: لِجَمِيعِ أُمَّتي كُلِّهِمْ."والحديث في البخاري
فانك ياصديقي تبحث عن مجتمع مثالي كالفلاسفة!! ونعم زاد الفساد والإنحراف، ولكن الشك في كل النساء وهم ومرض، وما أري إلا وقد عشعش الشيطان في عقلك لكثرة هذه الأوهام ،وربما لمحاولات منك قبل التزامك مع فتيات ...فهاجس في عقلك وحكم مسبق يسيطر علي عقلك فضلاً عن الرفقة من الأصحاب وماضيهم الطائش يمنعك من المضي قدما في مشروع الزواج لخوفك ..
وأقول لك أن من تعرفهم من اصحابك وزملاءك وقصصهم لا يصح بها التعميم وأفهم هذا...
ليست في الدنيا ملائكة بل بشر يخطأ ويصيب ،وفترة الشباب والمراهقة مع كثرة الاختلاط والتبرج والخلوة بالنساء ووقوعك أنت في مواقف جعلت لك تصور وحكم مسبق وهذا ليس صحيحاً

ونصيحتي أبحث عن الفتاة الملتزمة والمتعلمة ممن تجد فيها التقارب في الطباع والكفاءة ثم تقدم ولا تهاب ..
ولاتبحث أو تنقب عن ماضي فليكن عندك حسن ظن بعد السؤال وفترة الخطبة تري بعينيك ويطمئن قلبك ، وما يهمك منها مابعدك من تصرفات لاماقبل ..فأن أحسنت لأهلك فكن علي يقين وماجزاء الإحسان إلا الإحسان
وتجارب وطيش الشباب بذهب ويندثر مع الرجولة والمسئولية ..أنت مازلت تفكر بطيش الشباب وسيذهب وينقلب منك ومنها عندما يفرض الأمر الواقع للمضي قدمًا والأهم فيه رضا الله بين زوجين وسيثمر ويزيده بهاء ونقاءً ووفاءً وتضحيةً وإنكار ذات فلذات الأكباد والطفولة وبرائتها وحلاوتها في بيتك ..
فالحب بعد الزواج لاقبله وديننا دين المحبة والمسئولية لا الهوي واللعب والتسلية!!
وفتيات كثيرات كانت لهن تجارب وبعضهن كانت تظن الواحدة منهن حبيبها جنتها ونارها ولاحياة لها بدونه وأهلها كانوا أشد الأعداء لتزويجها ممن يقدر علي الباءة والمسئولية كرجل ولاينقصه خلق ولادين...
ولكنها لاتحبه!! هكذا تقول بعضهن وكأنما القيامة قد قامت!!
وكنت سببًا في توضيح الصورة لهن وتزوجن ممن كان علي خلق ودين برضا الوالدين ،ولكن قلوبهن مع غيرهم من شباب طائش مراهق..ومع الوقت والزواج والأولاد ..الخ
كان الشكر علي النصيحة من القلب وهن في أسعد حال ويضحكن لطيش الشباب ورعونته !!
فالمسئولية ياصديقي تثقل وتنضج الفكر الإنساني وتضرب الهواجس في الصميم وتكشف المعدن الحقيقي للإنسان فلا يردعك هواجس صبيانية مراهقة تمنعك من البحث عن شريكة حياتك بحجة ماضيها..
أبحث عنها وأسأل عن إخلاقها وأهلها وبنات الناس الشرفاء الملتزمات كثيرات..فأن وثقت بها وتقدمت لطلب يدها...
فلا تنبش ماضيها وتتحري وتسأل وتفتح بابًا للشيطان والوسوسة!!
طالما بنت ناس وملتزمة منذ البداية ..والآن هي معك والنهاية كاسرة من أب وأم وأبناء .
ستكون أهلك وأنت كذلك (خيرُكم خيرُكم لأهلِه وأنا خيرُكم لأهلِي)
أبحث ولاتستمع لحكايات الأصحاب فمن يخرج أسراره طائش لا أمان له وبعضهم قد يكون متزوجًا فيتكلم الشيطان علي لسانه بعد أن ضله عن الهدي ،فلا تكن مثلهم وكن رجلًا مسلمًا ملتزمًا ،وخذ بالأسباب وأبدأ حياتك مع من أختار قلبك وحدسك بكل تفاني وإخلاص ملتزما بتعاليم الكتاب والسنة ..ستحبك وتحترمك وتقدرك وستكون أنت أسعد إنسان في الوجود.
أبعد عن المؤثرات وانضج في فكرك وسلوكك وتذكر دومًا أنك ليس ملاكًا ولن تكون ونصفك الآخر كذلك ،ولكن البداية بيديك في بيان طريقها النقي ودربك الصافي من الشوائب لحياة زوجية علي أسس متينة.. توكل علي الله ياصديقي ومن توكل عليه كفاه(وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ ۚ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا (3) } [الطلاق]
هذا والله أعلم وأحكم