
سؤال رقم/1089
سؤال من أخت فاضلة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كيف حالك شيخى الفاضل يارب يبارك بعمرك وعملك وكل حياتك بطاعة الله. لي سؤال انا وضعت إناء به ماء بالشارع للقطط واضع على السطح كذلك وكان لي اخو زوجى الله يرحمه ويغفر له يارب ويسكنه الفردوس الأعلى من الجنة يارب بغير حساب ولا سابقة عذاب هو ووالديه واخوته وابى وجميع موتى وموتى المسلمين اجمعين يارب كان يضع ايضا إنا للقطط امام بيته فوضعت الإناء وفى نيتى ان الاجر له ايضا ووالديه ولاخوته ولكل عزيز علينا المهم تأتى القطط واعزكم الله الكلاب تشرب منه او اى حيوان يشرب منه فلى جاره تقول انى احتويت الكلاب بالشارع معني ذلك انها تريد ان امنع ذلك وياشيخى سفلتو الترع واصبحت اعزكم الله الكلاب لن تعرف تنزل الترع فيقولو ان الكلاب كثرة بالشارع واعتقادى انهم يدور على رزقهم لان الترع اسفلت ولن يعرفو ينزلو واعلم ان فى اماكن لهم تانيه مثل الحقول لكنى اضع المياه للقطط فهل انا بذلك ااذي جيرانى لانى وصيت زوجى بعد موتى لا يقطع هذا العمل وهو خالص لوجه الله لو كنت اعرف اعمله بالخفاء كنت فعلت فما رأي حضرتك بذلك وجزاك الله خير الجزاء
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته بداية أختنا..
إن المسلم مأجور على إطعام مخلوقات الله، من حيوانات أو طير، من باب قول الرسول صلى الله عليه وسلم، «: بَيْنا رَجُلٌ يَمْشِي، فاشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَنَزَلَ بئْرًا، فَشَرِبَ مِنْها، ثُمَّ خَرَجَ فإذا هو بكَلْبٍ يَلْهَثُ يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ: لقَدْ بَلَغَ هذا مِثْلُ الذي بَلَغَ بي، فَمَلَأَ خُفَّهُ، ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، ثُمَّ رَقِيَ، فَسَقَى الكَلْبَ، فَشَكَرَ اللَّهُ له، فَغَفَرَ له، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ قالَ: في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ.متفق عليه
فلا يخفي الثواب كما لايخفي عليك العقاب لتعذيبه ففي الحديث(عُذِّبَتِ امْرَأَةٌ في هِرَّةٍ سَجَنَتْها حتَّى ماتَتْ فَدَخَلَتْ فيها النَّارَ، لا هي أطْعَمَتْها وسَقَتْها، إذْ حَبَسَتْها، ولا هي تَرَكَتْها تَأْكُلُ مِن خَشاشِ الأرْضِ. )-مسلم
فالحاصل أن عملك هذا مثاب عليه أن شاء الله هذا من جهة العمل منك ، ومن جهة الجيران فلا يخفي عليك ولا عليهم أن حضور الكلاب والقطط ليس باتفاق بل يجذبها غريزة الجوع والعطش فبعض الرحمة منهم والتعقل ،ونعم ربما كان خوفهم أن هذا الكلاب والقطط الضالة قد تسبب الأمراض لأطفالهم وهذا حق ويأخذ في الاعتبار ولكنها ليست مهمتك وسواء فعلت أم لا فهي موجودة وحلها ليس بتعنيفك وعتابك بل بالاتصال بالجهات المختصة لتخديرها وتعقيمها وهذه الطريقة المفترض أن تقوم بها هيئة الطب البيطرى وليست أنت فدروك قائم علي الرحمة بالحيوان وهذا أمر مرغوب ومطلوب شرعًا ،وللأسف الجهات المختصة غير إنسانية فهي أما تهمل أو تقتلهم بلا رحمة خصوصًا غير المؤذية منهم أو المصابة بالسعار وهو محرم.. إلا ممن أنار الله بصيرته..
فالحاصل أختنا أن يتكلم العقلاء من الجيران وكبارهم وشيوخهم في الأصلح ولكن حتي هذا الوقت فلا يصح منعك أن تستمري فهو فيه أجر..ومن الحلول أختنا لو يخصص كبار المنطقة أماكن منعزلة بعيدا لمن شاء أطعامهم فتجمعي بين رضا ربك بالرحمة بهم وأبعادهم بما فيهم من نقل للأمراض في أماكن وهذا يتم بأتفاق ومعرفة الكبار في منطقتك وحتي هذا الحين لايصح طلبهم دون البحث عن بديل وليتذكروا حديث النبي (في كُلِّ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).. مع التنبيه أن أطعامهم شيء ووجودهم في البيوت وتربيتهم فيها شيء أخر تمامًا هذا والله أعلم وأحكم