
الجامع لروائع البيان في تفسير آيات القرآن
جمع وإعداد وتهذيب سيد مبارك
سورة الأنعام الآية16
{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) }
إعراب مفردات الآية (1 )
(من) اسم شرط جازم مبني في محلّ رفع مبتدأ (يصرف) مضارع مبني للمجهول مجزوم فعل الشرط، ونائب الفاعل ضمير مستتر تقديره هو يعود على العذاب في الآية السابقة (عن) حرف جر و (الهاء) ضمير في محلّ جر متعلق ب (يصرف) ، (يوم) ظرف زمان منصوب متعلق ب (يصرف) «2 » ، (إذ) اسم ظرفي مبني في محلّ جر مضاف إليه، والتنوين عوض من جملة محذوفة (الفاء) رابطة لجواب الشرط (قد) حرف تحقيق (رحمه) فعل ماض ومفعوله، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو أي الله (الواو) عاطفة (ذلك) اسم إشارة مبني في محلّ رفع مبتدأ ... و (اللام) للبعد و (الكاف) للخطاب (الفوز) خبر المبتدأ مرفوع (المبين) نعت للفوز مرفوع.
روائع البيان والتفسير
{مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ }
-قال ابن كثير –رحمه الله- في بيانها إجمالاً ما نصه: { من يصرف عنه } يعني: العذاب { يومئذ فقد رحمه } يعني: فقد رحمه الله { وذلك الفوز المبين } كما قال: { فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز } [آل عمران: 185]، والفوز: هو حصول الربح ونفي الخسارة.اهـ(3 )
-وزاد ابن العثيمين- رحمه الله- ما مختصره: في هذه الآية دليل على أن الفوز الحقيقي هو الذي يحصل بصرف الله العذاب عن الإنسان يوم القيامة لأن الفوز لبيان الحقيقة الذي هو الفوز الأعظم لأن غير هذا الفوز فوز زائل حتى من وفق في الدنيا فإن فوزه ناقص إلا أن يكون فوزه في الدنيا سبب للأعمال الصالحة التي يفوز بها في الآخرة { ذلك الفوز المبين } أي البين.اهـ(4)
--------------------------------------
1-انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ) نشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق(7/99)
2 - يجوز أن يتعلق بمحذوف حال من الضمير في (يصرف) .
3- تفسير القرآن العظيم لابن كثير-الناشر: دار طيبة للنشر والتوزيع(3 /244 )
4-تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب : موقع العلامة العثيمين