الشيطان يقف ويقول انهي الصلاة أسرعي

Admin

سؤال رقم/362
سؤال من أخت فاضلة:

شيخي أنا عندما أصلي الشيطان يقف ويقول انهي الصلاة أسرعي وكل ركعه اتعود واطول الصلاة ولكن اشعر أنى لم أصلي مثل ما أمرت رغم أنى اطول بالصلاة ولكن أحس بالذنب؟

الجواب:

أختنا الفاضلة..الشيطان ليس عدوك أنتِ فقط بل هو عدو لكل إنسان لا يفارقه ابداً يأتيه في خلوته ومع أهله واصدقاءه وعند طعامه وشرابه ليشارك معه بغير رضاه وعند نومه لينام معه وحتي أنه يدخل معه المسجد ينتظر منه هفوة وغفلة ليفسد عليه الصلاة فلا يدري كم صلي هو زائر غير مرغوب فيه حذرنا منه نبينا-صلي الله عليه وسلم-ووضع لنا الدواء لرد كيده وتلبيسه.

في كل أحوالنا الدنيوية عند دخول البيت والخروج منه وعند الطعام والشراب وعند النوم وعند معاشرة الزوجة وعند مفارقة المجلس وعند الصلاة والوضوء وغير ذلك مما هو معلوم من سنته-صلي الله عليه وسلم-

وما بأيدينا حيلة أختنا لطرده والنجاة من وسوسته ورد كيده إلا بالاستعاذة بالله منه خالقنا وخالقه.

والله جعله عدواً لنا بعد أن أبي ورفض طاعته في السجود لأبينا آدم- عليه السلام-ولن يتركك إلا بتحطيمك ويشعرك باليأس والقهر ليقطع العلاقة بينك وبين الله –لعنه الله- فاحذري من ذلك وتمسكي بصلاتك مهما كان تلبيسه وكيده فلا خير فيمن تترك الصلاة وتقطع الصلة بينها وبين ربها.

وأعلمي أن وجوده صار أمراً ربانيا وقدراً لا مفر منه وهو بلاءه دائم إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها كما قال تعالي { قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ (14) قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (15) قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)}-الأعراف

ومن ثم ينبغي لكل مسلم ومسلمة اتخاذ اللازم لتحصين نفسه حتي لا يفسد اللعين عبادتنا لله فيدخل فيها رياء أو عجب أو سهو وغفلة وضياع للخشوع وهو روح الصلاة أو تقصير في الإخلاص لله فيها وغير ذلك

وللشيخ مشهور حسن مشهور –حفظه الله- كلام طيب في فتوي له قال: وقد قرر العلماء أن أثر تغيير الأذكار على القلب كأثر تغيير الطعام على البدن، فالبدن إن بقي يأكل ألذ المطعومات فمع الاستمرار لا يستلذ بها، وإن كانت لذيذة في نفسها، لذا كثير من الناس يقول: يا شيخ أول ما بدأت أصلي كنت أجد خشوعاً ثم زال هذا الخشوع. فما هو السبب؟ فالسبب أمران: الأول: أن الله ألقى في قلبك حب الصلاة، فوجدت هذه اللذة في قلبك وأنت ما حافظت عليها، والثاني: أن الصلاة عند بدئك بها لم تكن عادة عندك مألوفة، فألفتها على حال معين، واستمر هذا المألوف عندك، ومع كثرة هذه الألفة زالت لذتها وزال طعمها، فوالله لولا أن الأرض والسماء من المألفوات ما بقي رجل كافراً، فلأنهما من المألفوات زالت الآية وما أصبح الإنسان يستشعر أن الأرض والسماء آية من آيات الله عز وجل الكونية.انتهي

وإليك وسائل التحصن منه فيما يخص سؤالك:

تقولي " أنا عندما أصلي الشيطان يقف ويقول انهي الصلاة أسرعي وكل ركعه اتعود واطول الصلاة ولكن اشعر أنى لم أصلي مثل ما أمرت رغم اني اطول بالصلاة ولكن احس بالذنب"

بداية كوني على يقين أنه ضعيف لا حيلة له لرد طاعتك وإفساد صلاتك بل هو مرعوب منك لو حصنت نفسك بالاستعاذة وكيف تتحصني منه في صلاتك؟

أولاً: كوني علي يقين أن الله تعالي ينظر إليك وهو معك بعفوه وكرمه وفضله مع كل تكبيرة أو تسبيحة وهذا يغيظ اللعين فلا تيأسي ولا تقولي اشعر واحس بالذنب بل بشري نفسك بالرضا والقبول حتي لا يوسوس لك بعدم الرضا والإحساس بالذنب ولا يفتر لسانك بالحمد والاستغفار والاذكار بعد الصلاة وردي كيد اللعين عندما يوسوس لك في الصلاة بالإسراع فعليك بالاستعاذة في سرك كما قال تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) }-الأعراف

والتفي إلي يسارك وأنتِ في الصلاة التفات بسيط لايلاحظ واتفلي علي يسارك وقولي اعوذ بالله من الشيطان الرجيم

واعلمي أختنا أن التفل لا يبطل الصلاة ولا يكون إِلا ومعه شيء من الريق البسيط

وقطعاً ليس معنى التفل البصق الشديد فهذا خطأ ، وإنما هو تفل معه قليل من الريق اليسير

قال ابن القيم رحمه الله :

" العبد إذا تعوَّذ بالله من الشيطان الرجيم ، وتَفَلَ عن يساره ، لم يضُرَّه ذلك ، ولا يقطعُ صلاته ، بل هذا مِن تمامها وكمالها " انتهى ."زاد المعاد" (3 / 602) .

وكوني علي يقين أنه سلاح يضره بشدة وحصانة لك من وسوسة اللعين وانظري هاهو سيدنا عثمان بن أبي العاص، أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:

يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثا» قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني"-أخرجه مسلم برقم/ 2203

وانتِ ليست في إيمان هذا الصحابي الجليل وكلام الصادق المعصوم الدواء له هو خير دواء وعلاج.

وليكن عندك يقين أن الله أمامك ينظر إليك وصلي بطمأنينة بلا تطويل ولا تقصير بل بخشوع مع تدبر الآيات وأنهي صلاتك كالعادة ولو وسوس لك في الصلاة بتقصيرك ردي كيده وليكن في سويداء القلب يقين بعلمك أن الله غفور فليس من أبي السجود كم يسجد محبة له سبحانه وليمت الشيطان في كمده وقهره .

وعنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم : َ( إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي مَا وَسْوَسَتْ بِهِ صُدُورُهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَكَلَّم ) . رواه البخاري ( 2391 ) ومسلم (127)

ثانيا: ليكن معلوما لكِ وفي قرارة نفسكِ أن وجود الشيطان ووسوسته لك في الصلاة وغيرها لأنك ملتزمة ومواظبة علي صلاتك ومطيعة لربك رغم بعض المخالفات البسيطة التي نقع فيها لقصد أو دونه لهوي وحب للدنيا وزينتها فضلاً عن كيده –لعنه الله-و لكن نحن ولله الحمد ليس مثله عصي ربه وخاب وخسر ولعنه الله في الدنيا والأخرة، وهذا فضل الله علينا وعليك وكم من النساء المتبرجات ومن أصحاب الحسب والنسب ومع ذلك قدر اللعين عليهن حتي تركن الصلاة أو جعلهن لا يعرفون أهميتها في النهي غن الفحشاء والمنكر فكانوا صيداً سهلاً له ولأوليائه فارتكبوا من المعاصي مالا يعلمه إلا الله تعالي .

وتأملي هذا الكلام المهم للشيخ العثيمين في فتاويه عمن يوسوس له الشيطان في الكفر بالله وليس الصلاة فقط قال : أن هذه الوساوس تدل – إن شاء الله – على إيمان ، ويقين ، ولذلك حرص الشيطان على هذه الوسوسة ، ولولا أنه رأى عندك إيماناً واستقامة لما حرص على مثل هذا الكيد ، وتلك الوسوسة ، وخاصة أنك تتعاظم من قول ما يوسوس لك به الشيطان .

ولسنا نقول لك ذلك مداراة لك ، بل هو نص النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو ما فهمه علماء الأمة الثقات الأثبات .

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال : ( يَأْتِي الشَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا مَنْ خَلَقَ كَذَا حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ ) . رواه البخاري ( 3102) ومسلم ( 134).انتهي

وقال أهل الفضل والعلم: أن علاج هذه الوساوس سهل يسير ، فما عليك إلا الالتزام بأوامر النبي صلى الله عليه وسلم ، من الانتهاء عن الاسترسال مع تلك الوساوس ، والإعراض عنها ، والاستعاذة ، وقول " آمنت بالله " ، والانشغال عنها بتعظيم الله تعالى ، وذِكره ، ودعائه ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .

قال النووي – رحمه الله - :

وأما قوله صلى الله عليه وسلم : ( فليستعذ بالله ولينته ) فمعناه : إذا عرض له هذا الوسواس : فليلجأ إلى الله تعالى في دفع شرِّه عنه ، وليُعرض عن الفكر في ذلك ، وليَعلم أن هذا الخاطر من وسوسة الشيطان ، وهو إنما يسعى بالفساد والإغواء ، فليعرض عن الإصغاء إلى وسوسته ، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها ، والله أعلم ." شرح مسلم " ( 2 / 155 ، 156)

ثالثاُ: يا اختنا الشيطان لا يشجعه ولا يتعب نفسه كثيراً مع أهل المعاصي والمجاهرين بها ممن ضل سبيله برضاه في الحياة الدنيا فلا يحمل من الإسلام إلا اسمه ولا يعرف من القرآن إلا رسمه ..

بل أهل الطاعة ممن تشوبهم قلة المعاصي يريد تدميرهم بالكلية خطوة خطوة اليوم الصلاة وغدا الصيام حتي يصل إلي ما يريده منا وهو معلوم لنا وما طمع فيكِ إلا لوقوعك في معاصي بسيطة وأنتِ أدري بها لا يرضي الله تعالي عنها وهو يستغل ذلك فانظري أختنا إلي جوارحك وحاسبي نفسك عن الكلام والافعال فليس الصلاة إلا مرحلة صعبة عنده لمن ييقن ويستشعر بعبوديته لله وهو بين يديه هذا صعب أختنا.

بل يبدأ اللعين بمن يرتكب معاصي بسيطة لا تذكر حتي يوقعه في غيرها ويوسوس له خطوة خطوة فأن وجد استجابة جاءه من اصعب الطرق مثل الصلاة والصيام ثم يتدرج معه حتي ينتهي بالتوحيد فيجعله يشرك بالله أو ينكر وجوده-والعياذ بالله- فانظري إين الخلل وراجعي نفسك وحاسبيها وروضيها علي الطاعة ومراقبة الله تعالي وكوني علي يقين أن خير دواء لحالتك الآن هو الاستعادة من جهة الصلاة وإصلاح النفس من جهة رد كيده والتخلص من كيده وتلبيسه فلا يضرك إلي ما شاء الله وافهامه أنك من عباد الله المخلصين الذين لا يستطيع أن يضرهم ولا يقترب منهم طالما قلبك وتوكلك ويقينك بالله بلا حدود وهذه ثلاثة وضحتها لك ، ولك النظر لحالتك وستجدي أن شاء الله ما يعينك من ادوية أخري تناسبك لا يدري بها إلا انت .

فالحاصل أختنا إياك بقطع صلاتك وصلي وعليك بالاستعاذة واستشعار عظمة الله وأنه أي الشيطان كيده ضعيف لا حيلة له كما قال تعالي{ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا (76) }-النساء

بل هو أول من يتبرأ ممن غرهم ووسوس لهم بالمعصية كما قال تعالي { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)}-إبراهيم

أعانك الله أختنا علي طاعة الله ورد كيد الشيطان وتلبيسه وختم لك بحسن الخاتمة في الدنيا والاخرة هذا والله أعلم واحكم

» كيف تحصن نفسك من الشيطان؟
» حي علي الصلاة
» حافظوا علي الصلاة
» عقوبة تارك الصلاة
» حكم الصلاة بين أعمدة المسجد