موضوع: خاطرة حديثية" التفرد بين القبول و الرد" الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 13:35
**خاطرة حديثية . * التفرد بين القبول و الرد * كثيرا ما نقرأ في بعض المنشورات و المنتديات الحديثية مسالة تفرد الثقة عن راو لم يرو غيره عنه فهل هذا التفرد يدل على انه وهم فيما رواه عنه فتعل روايته ام هي دلالة على سعة حديثه و كثرته فتقبل ؟ فالمتصفح لكتب العلل يرى و كأن الامر غير منضبط فيعود بعض الباحثين لكتب المصطلح لفك التباين في نظره فيريد حسم المسألة بقاعدة كلية يسقطها على كل تفرد فيتحد الحكم عنده و هذا من الزلل الذي نتج عن الخلط بين المناهج النظرية الاصطلاحية و السبل النقدية التطبيقية فكتب المصطلح ليست حاكمة على كتب العلل فالطبيب هو الذي يعطي وصفة الدواء للصيدلي و ليس العكس فنظر الصيدلي خاضع لحكم الطبيب . فمسالة التفرد لا تخضع لضابط يضبطه إنما تخضع للقراءن و ملابسات التفرد و حال الراوي حين تفرده و منزلته بين اقرانه من الثقات و حال الشيخ الذي انفرد بالرواية عنه . و هذا ما أشار إليه الحافظ ابن رجب رحمه الله في شرحه على علل الترمذي 2/582 بقوله { أكثر الحفاظ المتقدمين يقولون في الحديث اذا انفرد به واحد و ان لم يرو الثقات خلافه أنه لا يتابع عليه و يجعلون ذلك علة فيه الاان يكون ممن كثر حفظه و اشتهرت عدالته و حديثه كالزهري و نحوه ، و ربما يستنكرون بعض تفردات الثقات الكبار ايضا و لهم في كل حديث نقد خاص و ليس عندهم لذلك ضابط يضبطه } انتهى . فانظر يرعاك الله الى قول ابن رجب هنا " و لهم في كل حديث نقد خاص " و معناه ان المسألة لا تخصع لحكم كلي . و المستقريء في كتب العلل انهم يحكمون على صحة حديث المتفرد يركزون على ● الضبط التام للمتفرد . ● و ان يكون مت كبار اصحاب الشيخ اي من أصحاب المرتبة الاولى. ● ان يكون من الطبقة المتقدمة التي من شأنها عدم الشهرة و التعدد كطبقة الصحابة و كبار التابعين. و رغم هذا فقد يردون التفرد و ان اجتمعت فيه الاوصاف المذكورة و هذا معنى النقد الخاص . فالخلاصة انه لا يحكم على التفرد بحكم كلي بل لا بد من العودة الى نصوص النقاد من عصر الرواية المبثوثة في كتب العلل . هذا و الله اعلم .