فوائد علمية ومنهجية

كتب الشيخ نصائح وفوائد كثيرة لطلبة العلم علي قناته في تلجرام الثرية بغنائم المعرفة
ممايفيض به علمه -جزاه الله عنا وعن طلبة العلم كل خير منها:

**فوائد منهجيّة
لما درَست كتابَ "فتح القريب المجيب" لابن قاسم وعاودت قراءته غير مرة، ثم وقع لي كتاب "تحفة الطلاب" للشيخ زكريا الأنصاري فقرأته، كنت كأني أشرب الماء.
ولما درَست كتاب الإقناع للشربيني الخطيب، وعاودت قراءتَه مرات ثم جاء الدور على كتاب "كنز الراغبين للمحلي وأنا أتهيبه بشدّة فلما استفتحته كنت كأني أشرب الماء.
فاستفدت من ذلك فائدتين حسنتين:
الأولى: أن إتقان الدرجة السابقة يؤهّلك للدرجة اللاحقة بشكل كبير.
الثانية: أن المتعة مرحلة تأتي بعد الإتقان.
ولعل في ذلك فوائد أخر!

ا**كتف بزاد الراكب
ينبغي أن لا يجعل الطالب همَّه في مراحل الطلب الأولى جمع كل حاشية على الكتاب، فيظل يدرس في الكتاب الواحد سنين عددًا ولعله ينصرف عن عمله في بعض الطريق؛ لثقل الأمر عليه، فيكون كالمنبت الذي لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى، بل يكتفي ولو بحاشية جيدة على الكتاب، تعينه على إبدال غير المعتمد بالمعتمد، يوضح له ما أشكل ويفتح ما أغلق..
نعم يكفي في ذلك: زاد الراكب.
فإن العمل كثير، والوقت يسير، والعلوم التي يطلب أن يحيط الطالب بها عديدة، والكتب اللازمة في كل علم منها كثيرة.
ووقت الإحاطة إنما هو في الدراسات والبحوث، ولعلي أتعرض لهذا في منشور يأتي.

**ههنا فائدة عزيزة أدلك عليها:
إن مكنك الله من إتمام دراسة كتاب أو متن دراسة متينة، فاعمد إلى الكتب أو المتون التي تساويه في الفن، واقرأها قراءة جرد (سريعة مع بعض التأمل) وحاول خلال ذلك أن تلتقط المعاني على ضوء ما درسته في كتابك الأول، فإنها تتضح لك سريعة وتتوالى عليك كاشفة عن وجهها,, ومتى وقف عليك شيء فحدده وتجاوزه...
في النهاية: اجمع المواضع التي استغلقت عليك معانيها وسل فيها شيخك، أو اقرأها أو اسمعها في أقرب شرح للكتاب الذي احتوت عليه.
النتيجة: إنك إذا فعلت ذلك أنجزت كثيرًا، ورسخت ما قرأته، وأوتيت فقهًأ في قراءة المتون يختصر عليك كثيرًا من الوقت في مطالعة معظم الشروح والكتب.
= من يقبلها فبحقها.
- وما حقها؟
= دعوة في هذا الوقت (وهو زمان ساعة مستجابة)

**لا أستطيع الحفظ !
- التزم ما يلي:
(1) الالتزام اليومي بمقدار محدّد.
(2) مجاهدة النفس على إتمامه.
(3) المداومة على ذلك زمنًا.
(4) الارتباط بشيخ يسألك عن ما أنجزته.
(5) الاقتران بأخٍ نشيط ينشطك إذا فترت ويعينك إذا نشطت.
(6) تجربة الأوقات جميعها لمعرفة أيّها لك أوفق.
(7) المراجعة لما مضي.
( تعاطي ما يشير به الأطباء وأهل الخبرة من دواء معين.
(9) (10) وقبل ذلك كلّه الإخلاص لله ودوام التضرّع إليه.
إن أتيت بهذه الأسباب فقت إن شاء الله في الحفظ كلّ من رأيتهم فعجبت لقوة حفظهم ودهشت لتوقد أذهانهم.
والله أعلم.

*من بين المواضع الكثيرة الرائدة في جهود السلفيين المعاصرين: الصبر على الدراسات المتعمِّقة في العقائد والفرق جدير أن يقتدي بصنيعهم في ذلك كلُّ مشتغل بهذا الجانب المهم الرئيس من العلوم

*من كتب علوم القرآن المعاصرة (الموسوعية):
- تحقيقات: الزيادة والإحسان في علوم القرآن، لابن عقيلة المكي
- معجم علوم القرآن، لإبراهيم محمد الجرمي
- موسوعة علوم القرآن، لعبد القادر منصور
وممن يكتب في علوم القرآن فيأتي بجديد طريف الأساتذة:
مساعد الطيار، غانم القدوري وجماعة.
وأعجبني: "علوم القرآن من خلال مقدمات التفاسير من نشأتها إلى نهاية القرن الثامن الهجري"، الذي كتبه: محمد صفاء شيخ إبراهيم حقي
وأغرتني طريقة تناول الدكتور مصطفى حسنين البرهان في علوم القرآن للزركشي بمتابعة حلقاته بلغنا الله نعمة تمامه على سعادته.


** ومن الفوائد المهمِّ تتبُّعها: تربية القلب عند الفقهاء.
فلهم بارك الله علمهم وأجورهم لمسات تربي القلب وترققه وترفعه وترقيه وتهذِّبه.. ولو جمعها باحث لكان لها أثر طيب وإضافة.

**لا تقرأ القرآن لتستدل لمعتقدك..
بل اقرأه ليدلك على الاعتقاد الصحيح.
وإنه لدليل صدق وهادي حق.
قال شيخ الإسلام ابن تيميَّة رحمه الله تعالى: "من تدبر القرآن طالباً للهدى منه.. تبين له طريق الحق".

*اتخذت قضية "المذهبية والدليل" مطية لدى كثيرين من أجل: تصفية حسابات أخرى، وسبيلًا لإخراج الضغائن، ووسيلة لكثرة التثريب.
فما أحراها "لدى هؤلاء البعض" بمقالة أمير المؤمنين عليٍّ رضي الله عنه: "كلمة حق يراد بها باطل".
ثم.. هل ستربح الأمة إن نحن صححنا منهجية الطلب وأفسدنا السلوك والخلق؟!
استقيموا، وقولوا {صدقًا وعدلًا}.

**في العلم: أبواب ومفاتيح
هذه بعض الأبواب التي يجدر الانتباه لها في طلب العلم ومع كل باب مفتاحه الخاص به، اجتهدت في تقديمها عسى أن ينفع الله بها فتنالني دعوة صالحة:
باب الحفظ ومفتاحه التكرار.
باب الفهم ومفتاحه الأناة.
باب المراجعة ومفتاحه الصبر.
باب السماع ومفتاحه المداومة.
باب المناقشة ومفتاحه التمكن.
باب المناظرة ومفتاحه الصدق.
باب التدريس ومفتاحه التواضع.
باب التأليف ومفتاحه الإتقان.
باب القراءة ومفتاحه التدرّج.
باب السؤال ومفتاحه التلطّف.
** باب العمل ومفتاحه الإخلاص.
وثمّ أبواب ومفاتيح أخرى يطرقها من جمع هذه الأبواب أو معظمها وتطرقه.

**من قوانين الطريق:
"حرصك على معرفة ما لم تؤهَّل له.. يحجب عنك معرفة ما أنت مؤهل له".
وأعيذك بالله من حرص غير مضبوط.

**استوعب الكتاب إن بدأته .. واسكن مع الشيخ الذي أتيته
فالانتقال عنه دون ضرر .. ودون إذن منه غير نظر
وفعله دون البرور مهلكة .. وذوق ذا ينافي البركة

**نيَّة:
ما أعظم أن تكون نيتك في تعلُّم العلم وتعليمه:
"أن أكون جسرًا يعبُر عليه الدين من الجيل الذي سبقني إلى الجيل الذي يلحقني".
شعارك كما قال الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه:
"لا والله، لا ينقص الدين أبدًا وأنا حيٌّ".
فما من صغير أحسن التعلم على يد كبار قوم إلا وقد صار بعد زمن كبير آخرين يحتاجون إلى علمه.

**السعي إلى النشاط مقصد شريف، وهو يحتاج إلى:
- علم بطرق تحصيله.
- عزم على الوصول إليه
- صبر لمعالجة النفس في الثبات عليه.
- بصيرة بأسباب النكوص حتى لا يرتد عنه إلى الفتور والكسل.

**كم من بليدٍ أخرجته المواظبة.
وذكيٍّ أخّره الخمولُ.
فاجتهد ولا تيأس، وصابر ولا تكسل، ولا تقل: متوسط الذكاء أو ضعيف الهمة!