الشيخ سيد مبارك Admin
| موضوع: حذار من العقوق والجحود الخميس 15 مارس 2018 - 17:51 | |
| حذار من العقوق والجحود الحمدُ لله وكفَى، والصلاة والسلام على مَن اصطفى، وبعد: أخي الشاب.. إياك والعقوق والجحود للوالدين مهما كانت الأعذار.قال تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 23 - 24].وهناك الكثيرُ مِن الأحاديث التي تدلُّ على عَظمةِ وثواب بِرِّ الوالدين وعقوبة عقوقهما، أذكرك ببعضها علي سبيل المثال: • حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - أنَّه قال: سألتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أيُّ العمل أحبُّ إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقْتِها، قلتُ: ثمَّ أي؟ قال: بِرُّ الوالدين)).• وحديث عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((الكبائر: الإشراكُ بالله، وعقوقُ الوالدين، وقتْل النَّفْس، واليمين الغموس))؛ والحديثان للبخاري.واليك أخي الشاب بعضٌاً مِن آثار السَّلَف الصالح لندركَ عظمة بِرِّ الوالدين والله المستعان:• كان طلْق بن حبيب مِن العلماء العُبَّاد، وكان يُقبِّل رأسَ أمِّه، وكان لا يمشي فوقَ ظهْر بيت وهي تحته؛ إجلالاً لها.• وقال عامرُ بن عبدالله بن الزُّبير: مات أبي، فما سألتُ الله حولاً كاملاً إلاَّ العفوَ عنه.• وسُئِل كعب الأحبار عن عقوقِ الوالدين ما هو؟ قال: هو إذا أقْسَم عليه أبوه أو أمه لم يبرَّ قسمَهما، وإذا أمَراه بأمر لم يطِعْ أمرهما، وإذا سألاه شيئًا لم يُعطهما، وإذا ائتمناه خانَهما.• ورأى ابن عمر - رضي الله عنهما - رجلاً قد حمَل أمَّه على رقبته وهو يطوف بها حولَ الكعبة، فقال: يا ابن عمر، أتراني جازيتها؟ قال، ولا بطلقةٍ واحدة مِن طلقاتِها، ولكن قد أحسنت، والله يُثيبك على القليل كثيرًا. • وقال بِشر: ما مِن رجل يقرب مِن أمه حيث يسمع كلامَها إلا كان أفضلَ من الذي يضرب بسيفه في سبيلِ الله، والنظر إليها أفضلُ مِن كلِّ شيء. وما أجملَ قولَ القائل:لِأُمِّكَ حَقٌّ لَوْ عَلِمْتَ كَثِيرٌ كَثِيرُكَ يَا هَذَا لَدَيْهِ يَسِيرُ فَكَمْ لَيْلَةٍ بَاتَتْ بِثِقْلِكَ تَشْتَكِي لَهَا مِنْ جَوَاهَا أَنَّةٌ وَزَفِيرُ وَفِي الْوَضْعِ لَوْ تَدْرِي عَلَيْهَا مَشَقَّةٌ فَمِنْ غُصَصٍ مِنْهَا الْفُؤَادُ يَطِيرُ وَكَمْ غَسَلَتْ عَنْكَ الْأَذَى بِيَمِينِهَا وَمَا حِجْرُهَا إِلاَّ لَدَيْكَ سَرِيرُ وَتَفْدِيكَ مِمَّا تَشْتَكِيهِ بِنَفْسِهَا وَمِنْ ثَدْيِهَا شِرْبٌ لَدَيْكَ نَمِيرُ وَكَمْ مَرَّةٍ جَاعَتْ وَأَعْطَتْكَ قُوتَهَا حَنَانًا وَإِشْفَاقًا وَأَنْتَ صَغِيرُ! فَآهًا لِذِي عَقْلٍ وَيَتَّبِعُ الْهَوَى وَآهًا لِأَعْمَى الْقَلْبِ وَهْوَ بَصِيرُ فَدُونَكَ فَارْغَبْ فِي عَمِيمِ دُعَائِهَا فَأَنْتَ لِمَا تَدْعُو إِلَيْهِ فَقِيرُ أمَّا الآن في عصرنا هذا عصر الجوال والفيس ، فظُن شرًّا ولا تسأل عن الخبر، وهذه عناوين وعينات مما يحدُث مِن عقوق للوالدين تنشرُها الجرائد الرسمية:• ابن عاق يُلقي على وجه أبيه العجوز ماءَ النار؛ لأنه منعه مِن مخالطة رفقاء السوء!• ابنٌ يَضرِب أمَّه ويطردها مِن شقَّتها ولم يرحمْ شيخوختها؛ ليُرضي زوجته التي أعماها الحبُّ لوجودها معهما، فافتعلتِ الأسباب وحرَّضت زوجها على طرْد أمه إلى الشارع!فهل تريد أن، تكون من هؤلاء الأشقياء الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا واستحقوا غضب جبار الأرض والسماء فأن لم تكن تريد هذا ونحن علي يقين بصدق نيتك فأعلم أن صدق النية دون عمل يثبت ذلك منك دليل علي وجود نفاق في قلبك وبالتأكيد تريد أن تبدأ البداية الصحيحة ونحن نساعدك بما يطلبه منك دينك واليك العلاج.عليك باتِّباع عدد مِن النَّصائح لاجتناب الأسباب التي تجعلك تقع في العقوق والجحود للوالدين، والأسباب كثيرة معلومة للقاصي والداني ومن ثم حتي لا يطيل بنا الحديث هنا اليك وسائل للعلاج الشافي أن شاء الله للبر وحسن الصحبة للوالدين نذكر منها: 1-التخلص من رُفقاء السوء الذين تختلطُ بهم وابدالهم بالرفقة الصالحة التي تعينك علي أمر دينك ودنياك2-البعد عن ضياع الوقت في المعاصي كمشاهدة أفلام العُنف والجريمة، وسماع أغاني الحبِّ والتقليل من ادمان الفيس بوك والتحدث عبر الجوال في القيل والقال وإضاعة المال وابدال ذلك بسماع القرآن وترتيله لتأثيره في طمأنينة القلوب وراحتها ومشاهدةما يغذي القلب والروح وممارسة الرياضة وما اشبه هذا للترويج علي النفس بالمباح بلا إفراط أو تفريط 3- أن تتعلم العلم الشرعي بجانب العلم الدنيوي لنجمع بين خير الدين والدنيا من ولتزاحم العلماء الثقات بالمناكب، ولا تكن من الشباب الذي لا يعرِف شيئًا عن السلف الصالح، بينما يعلم كلَّ كبيرةٍ وصغيرة عن أهل الدنيا مِن الفنَّانين والمطربين ولاعِبي الكرة، ولا حولَ ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.وينبغي من يريد حقاً رضا الله تعالي من الشباب الصادق أن يعمل بالوصايا التالية(1) والكلام لكل شاب من الجنسيين:1- خاطبْ والديك بأدب ولا تقُلْ لهما أُفٍّ، ولا تَنهْرهُمَا، وُقلْ لهما قولاً كريمًا.2- أطِعْ والديك دائمًا في غير معصية، فلا طاعةَ لمخلوق في معصية الخالق.3- تلطَّفْ بوالديك ولا تعبسْ بوجههما، ولا تُحدِّق النظر إليهما غاضبًا.4- حافظْ على سُمعة والديك وشرفهما ومالهما، لا تأخذ شيئًا بدون إذنهما.5- اعملْ ما يسرُّهما ولو مِن غير أمرهما؛ كالخِدمة وشراء اللوازم، والاجتهاد في طلَب العِلم.6- شاورهما في أعمالِك كلها، واعتذرْ لهما إذا اضطررتَ للمخالَفة.7- أجِب نداءهما مسرعًا بوجه مبتسِم قائلاً: نعم يا أمِّي ويا أبي، ولا تقلْ: يا بابا ويا ماما، فهي كلمات أجنبية.8- أكْرِمْ صديقهما وأقرباءَهما في حياتهما، وبعد موتهما.9- لا تُعاندهما، ولا ترْفَع صوتك عليهما، وأنصِت لحديثهما وتأدَّب معهما، ولا تُزعج أحدَ إخوتك إكرامًا لوالديك.10- لا تُسافِر إذا لم يأذنَا لك ولو لأمر هام، فإن اضطررتَ فاعتذر لهما، ولا تقطعْ رسائلك عنهما.11- إذا كنتَ مبتلًى بالتدخين، فلا تدخِّن أمامهما.12- لا تتناولْ طعامًا قبلهما، وأكرمْهما في الطعام والشراب.13- لا تكذب عليهما، ولا تلمهما إذا عَمِلاَ عَمَلاً لا يعجبك.14- لا تُفضِّل زوجتك، أو ولدَك عليهما، واطلبْ رِضاهما قبلَ كلِّ شيء، فرِضاء الله في رِضاء الوالدين، وسخطه في سخطِهما.15- لا تبخلْ بالنَّفَقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عارٌ عليك، وسترَى ذلك مِن أولادك، فكما تَدين تدان.16- أكثِرْ مِن زيارة والديك وتقديم الهَدايا لهما، واشْكُرهما على تربيتك وتعبهما عليك، واعتبرْ بأولادك وما تُقاسيه معهم.17- إذا طلبتَ شيئًا مِن والديك فتلطَّف بهما واشكرُهما إنْ أعطياك، واعذرهما إنْ منعاك، ولا تُكثِر طلباتك لئلاَّ تزعجهما.18- تأدَّبْ مع الناس، فمَن سبَّ الناس سبُّوه؛ قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مِن الكبائر شتْمُ الرجل والديه؛ يسبُّ أبا الرجل فيسبُّ أباه، ويسبُّ أمَّه فيسب أمَّه))؛ متفق عليه.19- زُر والديك في حَياتهما وبعدَ موتهما، وتصدَّق عنهما، وأكثِرْ مِن الدعاء لهما قائلاً: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ ﴾ [نوح: 28]، ﴿ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ﴾ [الإسراء: 24]اهـ.فأن فعلت بهذه الوصايا واجتهدت فأسأل الله تعالي أن يجعلني وإياك وكل شاب أن نكون ممن قال الله فيهم(وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا (70) -النساءوالله مِن وراء القصد، وهو يَهدي السبيل.________________________________________[1] انظر كتاب توجيهات إسلاميَّة لإصلاح الفرْد والمجتمع، تأليف: محمد بن جميل زِينو. | |
|