الحلقة الثانية (3) الرفيق في فقه الحج والعمرة للبت العتيق
مواقيت الحج والعمرة الزمانية والمكانية
للحج مواقيت زمانية ومكانية، ينبغي مراعاتها واليك المقصود من كل منهما:
أولاً المواقيت الزمانية:
الميقات الزماني هو الوقت الذي لا يصح شيء من أعمال الحج إلا فيه، وهو معني قوله تعالي: ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ [البقرة: 197].
وهذه الشهور هي: شوال، ذوالقعدة، ذي الحجة كله وقيل العشرة الأولى منه ولكن الأول هو الصحيح بدليل قول الله ﴿الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ﴾ - فأن أقل الجمع ثلاث كما إن هناك أعمال يفعلها الحاج يوم الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر مما يضعف قول من قال "والعشر الأولي من ذي الحجة "وهذا ما رجحه ابن العثيمين- رحمه الله في الشرح الممتع.
ويلاحظ أن:
- العمرة تجوز في أي وقت من أوقات السنة.
- لا يجوز لأحد أن يحرم قبل أشهر الحج فلو أحرم قبلها لا ينعقد الحج.
- لا يجوز تأخير شيئاً من أعمال الحج عن هذه الشهور إلا لضرورة كأن تصاب المرأة بحيض أو نفاس ولم تتمكن من طواف الإفاضة فلها أن تطوف عند الطهر ولو كان بعد انتهاء اشهر الحج.
ثانياً: المواقيت المكانية:
المواقيت المكانية التي حددها النبي -صلي الله عليه وسلم- خمسة وهي:
-ذو الحليفة: لأهل المدينة ولمن جاء عن طريقهم ويسمي اليوم أبيار علي ويبعد 450كم شمال مكة
-يَلمْلَمْ: ميقات أهل اليمن ومن جاء عن طريقهم ويسمي اليوم السعدية ويبعد 54كم جنوب مكة.
- قرن المنازل: ميقات أهل نجد ومن جاء عن طريقهم ويسمي اليوم السيل الكبير ويبعد 94كم شرقي مكة.
-الجحفة: والجحفة مدينة قديمة اجتحها السيل وصارت غير مناسبة للحجاج، وهي ميقات أهل الشام والمغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم والناس تحرم من راغب الآن، وتبعد 200كم من الشمال الغربي من مكة.
-ذات عرق: يقات اهل العراق ومن جاء عن طريقهم ويسمي اليوم الضريبة.
وتبعد 94 كم من الشمال الشرقي من مكة
أما ميقات أهل مكة ومن فيها من غير أهلها فهو من مساكنهم للحج، أما العمرة فيحرمون من الحل خارج حدود الحرم مثل التنعيم، وكذلك الذين يسكنون بين هذه المواقيت وبين مكة ميقاتهم من مساكنهم.
ولينتبه الحاج لما يلي:
-يحرم أن يجاوز الحاج الميقات المكاني له متعمداً ويلزمه الرجوع إليه وإلا عليه دم-أي شاه يذبحها في مكة ويوزعها علي فقرائها.
-حجاج الطائرات ينبغي ارتدائهم ملابس الإحرام في المطار أو في منازلهم فإذا مروا علي الميقات أحرموا أما لبس ملابس وقت مرورهم ففيه فوات الميقات لأن الطائرة سريعة فلينتبه إلي ذلك ويستعد.
-من كان لا يريد الحج أو العمرة وإنما جاء لعمل أو دراسة لا يجب عليه الإحرام، ولكن أن كان لم يؤدي الفريضة فيجب أن يحرم لوجوبها في حقه وهذا ما رجحه ابن عثيمين في الشرح الممتع(7/58)
وكتبه/ سيد مبارك