التدخين صار عادةً عمت وانتشرت بين الناس على اختلاف ثقافتهم وحالتهم الاجتماعية؛ فالطبيب يدخن وهو يعلم خطورة التدخين على الصحة، والمريض يدخن رغم علمه بخطورة حالته، وبعض النساء ممن لا رادع لهن من دين ولا قانون تنافس الرجل في ذلك بحجة المساواة والحرية الشخصية، حتى الشباب وصغار السن الذين لا يتجاوز عمرهم الاثني عشر عامًا تراهم يدخنون بشراهة جهارًا نهارًا بلا حسيب أو رقيب.
والتدخين أجمع العلماء على تحريمه؛ لخُبثه وضرره الشديد على الصحة والمال، بأدلة من الكتاب وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، سنطرح بعضها هنا، ومع ذلك فالبعض لا يهتدي بهدي نبيه، ولا يريد أن يستمع إلى صوت العقل من أهل الطب الذين حذروا من خطورته صحيًّا ونفسيًّا، ويعود إلى طريق الحقِّ والصواب.بل تجد الكِبْر والتعالي من البعض الذي يدافع عنه ويراه مكروهًا، وربما مباحًا، بحجة أن هذا لم يكن موجودًا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وليس هناك دليل على تحريمه!
وأنا لا أدري كيف يستوي الخبيث والطيب؟ قال تعالى: ﴿ قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [المائدة: 100].وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا ضررَ ولا ضِرارَ))-صححه الألباني في صحيح الجامع (7517)..فالتدخين ضرره لا ينكره إلا جاحد فاسد القلب والعقل، بل هو مصيبة متعددة النواحي، وكان أهل المدخن أولى بهذا المال الذي يحرقه بشرب الدخان في ترميم الميزانية وسد العجز وشراء الضروريات من طعام وشراب وملبَس ومصاريف الأولاد، وما أشبه ذلك من الضروريات التي لا غنَى عنها في زماننا هذا، الذي زاد فيه الجشع والطمع وحب المال عن حده، وحسبُنا الله ونعم الوكيل!