سؤال رقم/353
سؤال من أخت فاضلة:هل ينفع الجمع بالنية لو نذرت ذبح مع اضحية العيد؟
الجواب:
لا يا أختنا لا يجوز فكل عبادة مستقلة بذاتها وصحيح الأمر فيه اختلاف بين أهل العلم فمن قال لا يجوز وهو ما نستريح له ابراء للذمة والخروج من الخلاف لأن كل عبادة مستقلة عن الأخرى فقد قال بعض أهل العلم الأفاضل: فكما أنه لا يجوز الجمع بين الصلاة والزكاة لأنهما طاعتان مستقلتان وكل طاعة لها سبب، فكذلك النذر طاعة لها سبب والأضحية طاعة لها سبب. والعجب من الناس أنهم في الطاعة والعبادة يحاولون الاقتصاد! وفي الدنيا والشهوات والملذات يكرمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالنذر طاعة يوجبها الرجل على نفسه، والأضحية طاعة واجبة بسبب عيد الأضحى، فلا يوجد أي مجال للجمع بينهما، وكذلك لا يجمع بين العقيقة والأضحية، فكلها طاعات لها أسباب، فينبغي أن تقع كما أوجبها الشرع.انتهي
ونعم وللأمانة العلمية بعض الأفاضل من أهل العلم قالوا:تجزئ الأضحية عن العقيقة .وهو رواية عن الإمام أحمد ، وهو مذهب الأحناف ، وبه قال الحسن البصري ومحمد بن سيرين وقتـادة رحمهم الله .
وحجة أصحاب هذا القول : أن المقصود منهما التقرب إلى الله بالذبح ، فدخلت إحداهما في الأخرى ، كما أن تحية المسجد تدخل في صلاة الفريضة لمن دخل المسجد
ولكن الصواب والراجح أن شاء الله أن الأضحية مسالة تختلف عن النذر والجمع يحتاج لدليل ولا يوجد بل قالت لجنة الإفتاء عندنا في مصر ردا علي مثل هذا السؤال في صفحتها الرسمية علي الفيس:
أنه لا يجوز للمضحي أن يجمع بين النية بالأضحية والعقيقة، وأوضحت أن الأصل في النذر أن يؤدي كما نذر، ولا يجوز الجمع بين الأُضْحِيَّة والنذر في هذه الذبيحة، فهذه الذبيحة تقع عن النذر، وإذا أردت الأضحية فعليك بذبيحة أخرى عنها.انتهي
وقد سئل هذا السؤال الشيخ ابن حجر الهيتمي الشافعي فأجاب: " الَّذِي دَلَّ عَلَيْهِ كَلَامُ الْأَصْحَابِ وَجَرَيْنَا عَلَيْهِ مُنْذُ سِنِينَ أَنَّهُ لَا تَدَاخُلَ فِي ذَلِكَ؛ لِأَنَّ كُلًّا مِنْ الْأُضْحِيَّةِ وَالْعَقِيقَةِ سُنَّةٌ مَقْصُودَةٌ لِذَاتِهَا، وَلَهَا سَبَبٌ يُخَالِفُ سَبَبَ الْأُخْرَى، وَالْمَقْصُودُ مِنْهَا غَيْرُ الْمَقْصُودِ مِنْ الْأُخْرَى؛ إذْ الْأُضْحِيَّةُ فِدَاءٌ عَنْ النَّفْسِ وَالْعَقِيقَةُ فِدَاءٌ عَنْ الْوَلَدِ؛ إذْ بِهَا نُمُوُّهُ وَصَلَاحُهُ وَرَجَاءُ بِرِّهِ وَشَفَاعَتِهِ". انتهى من الفتاوى الفقهية (4/256).
وكل فتاوي علمائنا الأفاضل ترجح هذا القول وفي فتوي للشيخ ابن باز-رحمه الله- رداً عن سؤال: إذا نذر شخص ذبح شاة لأمر معين، وتحقق هذا الأمر، فهل يجوز أن ينوي ذبح الشاة لعيد الأضحى وكذلك النذر، إذا كان لا يملك ذبح شاتين للعيد والنذر؟
الجواب مختصرا: يذبحه لما نذره، في الوقت الذي نذر، فإن نذر إذا أعطاه الله ولداً أن يذبح شاة أو نذر إذا تملك داراً للسكن أن يذبح شاةً ... فيذبحها في وقتها ولا يؤجلها إلى العيد، .... يذبحها في وقتها ويتصدق بها على الفقراء والمحاويج، إلا أن تكون له نية نوى أنه يذبحها لأقاربه وجيرانه ويأكل معهم فهو على نيته؛ لقول النبي –صلي الله عليه وسلم"إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى" متفق عليه
فهو يذبحها على ما نوى والحمد لله، قربة لله عز وجل يرجو بها فضله سبحانه والأجر عنده.
لكن ينبغي أن يعلم أن النذر غير مشروع، فلا ينبغي له أنه ينذر لقول النبي –صلي الله عليه وسلم- " لا تنذروا فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئاً، وإنما يستخرج به من البخيل" لكن إذا نذر طاعة لزمه الوفاء، لقول النبي –صلي الله عليه وسلم" من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه" انتهي
وللشيخ مشهور حسم سليمان من تلاميذ الشيخ الألباني-حفظه الله- عندما سئل: هل يجوز الجمع بين الأضحية والنذر؟
فقال:
فكما أنه لا يجوز الجمع بين الصلاة والزكاة لأنهما طاعتان مستقلتان وكل طاعة لها سبب، فكذلك النذر طاعة لها سبب والأضحية طاعة لها سبب. والعجب من الناس أنهم في الطاعة والعبادة يحاولون الاقتصاد! وفي الدنيا والشهوات والملذات يكرمون، ولا حول ولا قوة إلا بالله. فالنذر طاعة يوجبها الرجل على نفسه، والأضحية طاعة واجبة بسبب عيد الأضحى، فلا يوجد أي مجال للجمع بينهما، وكذلك لا يجمع بين العقيقة والأضحية، فكلها طاعات لها أسباب، فينبغي أن تقع كما أوجبها الشرع.انتهي
وكلامه-حفظه الله- أصاب موضعه وهو الحق والصواب والعلم عند الله تعالي.
فالحاصل أن النذر أنما شرع للبخيل لكن من أوفي بنذره فهو مثاب وكل عبادة كالعقيقة أو الأضحية أو النذر لا تصح الجمع بينهم بنية واحدة دون بينة هذا والله أعلم وأحكم