الفن بين الواقعية والتحريفالحمد لله رب العالمين وكفي والصلاة والسلام علي النبي الأمين وبعد..
كان لنا مقالة فيما سبق في تعليقنا عن فن هذه الأيام بعنوان "هل في مصر فن راقي حقاً" ففن هذه الأيام في زمن الكورونا يعج بالبلطجة والمخدرات والجنس وفنانين وفنانات كل علاقتهم بالفن كعلاقة توم وجيري في أفلام الكرتون علاقة حب وعدائية للتسلية ، ولا يشتركون إلا في حبهم للمال علي حساب دينهم ووطنهم والفن الأصيل الذي يسمو بالقيم الإنسانية
وجاءت الطامة الكبرى في مسلسل الاختيار الذي كثر فيه التحريف والقدح ورغم عدم رؤيتنا له ولكن كثير من الأخوة الأفاضل بما كتب عن محتواه جعل نهاية الصبر علي هذا الاسفاف مستحيل فقد بلغ السيل الزبى.
والعجيب أن يخرج بعضهم يقول : أن مسلسل "الاختيار" شهد جرأة شديدة جدًا، وعرض الفكر والرأى الآخر، وحقق مناعة كبيرة لدى المصريين.انتهي
فالتطاول علي علمائنا كشيخ الإسلام ابن تيمية ووصفه بالتطرف وتحريف كلامه فيأخذ المؤلف ما يعجبه ويخرجه من سياقه ويشاركه المخرج والممثل في التدليس والبهتان .
ولمن لا يعلم منهم شيخ الإسلام ابن تيمية بلغ من العلم والتقى والصلاح والزهد الكثير وذاع صيته أرجاء المعمورة وحفظ القرآن الكريم، واشتغل بحفظ الحديث والفقه واللغة، وبرع في النحو، والتفسيرعُرِف بالذّكاء، وقوّة الحفظ وسرعة البديهة وكان فريد عصره في الزهد والجهاد في سبيل الله، والعلم، والشجاعة، وكثرة التصانيف فكان قويّ التوكّل على الله تعالي لا يخاف ولا يخشي غيره دائم الذكر، ، فصار إماماً يعترف له الجهابذة بالعلم، والفضل، والإمامة، في عصره وغير ذلك كثير.
وقد ذكر بعض أحبتنا من الأخوة الأفاضل من أهل العلم مشهد في مسلسل الاختيار:
"يقول أحد الارهابيين نفجر موكب الوزير ، فرد آخر وقال : طيب والمدنيين ؟
فقال له : يبعثون على نياتهم كما علمنا شيخنا ابن تيمية !"انتهي كلامه
قلت: وكل مسلم يعلم أن هذا قول الرسول-صلي الله عليه وسلم.
وهذا تدليس واضح فبدل الطعن في شيخ الإسلام طعنوا بسخريتهم في حديث الصادق المعصوم ففضح الله جهلهم لهم من الله مايستحقون .
حقاً أنه لأمر مؤسف أن يكون للوقاحة علي علمائنا ورموزنا وتعاليم النبي-صلي الله عليه وسلم- من بني جلدتنا ، ويظن في السخرية من اللحية والنقاب في هذا المسلسل أو غيره نوع من الفكر والرأي الأخر فهل هذا فكر وهل السخرية والافتراء علي الدين ورموزه وعلمائه فكر ورأي أخر ؟مالكم كيف تحكمون!
وتجد لهؤلاء في مجتمع يسيطر عليه النخبة العلمانية ظهر يسندها ولسان يؤيدها وفي زمن الرويبضة والكورونا ولك الله يامصر!
،وكنت اتمني الحياد ممن يتصدي للثناء علي مسلسل أو برامج ويتكلم فيما يفهمه ولا يهرف فيما لا يعرف ولكن هيهات ..هيهات
اغلقوا المساجد وفتحوها لمسلسل رمضاني بطله لا علاقة له بالفن الأصيل بل فن الشوارع والبلطجة ، وشاركه ممثلين ممن يفسدون أخلاق الناس بفنهم الهابط السمج.
ناهيك عن سخافة وترويع برامج المقالب الرمضانية ومقدميه، وهو سقطة كبري يسأل عنها كل مسئول في الأعلام في أرض المحروسة التي بات يحرسها الهبد للتعايش مع واقع مر و تماشيًا مع موضة عصرهم.
هل تتذكرون أن أهل الفن اتحفونا فيما مضي بأفلام ومسلسلات تحتقر الدين وأهله مثل " مسلسل "غرابيب سود" حتي توقف.
أننا نري أن حال الفن السينمائي والغنائي في مصرنا الحبيبة في عصر الكورونا وما قبله لأمر يدمي القلب ويثير الشفقة..
فلغة العنف والجنس واستباحة المحرمات هي اللغة السائدة تجاريا الآن.
وهذا أمر يؤدي لتدني أخلاق الناس وانحرافهم عن دينهم.
وقلت من قبل ونكرر دوماً أيها السادة المدافعيبن عن فن هذه الأيام
إن لم نختلف وهذا لمن عقل منهم!
أن الفن سلاح ذو حدين .
فقد يرتقي بحياة الناس ويدعوهم للتمسك بالفضيلة والخير وكل الأخلاق الحميدة التي حث عليها الله ورسوله –صلي الله عليه وسلم- أو يؤدي بها وأبنائها من الشاب إلي الحضيض!!
والفنان أيا كان نوع الفن الذي يقوم به صاحب رسالة ومبدأ.
ولكن ليس كل ما يشتهيه المرء يدركه .
ففن اليوم وخصوصاً الفن السينمائي والغنائي فن أكثره هابط ..فاحش ..بذي.
يخالف الدين والتقاليد ويحارب الفضيلة ويعين علي نشر الرذيلة.
بيد أننا لا نهاجم الفن كفن .
ولكن نسأل كل لبيب وغيور على دينه ووطنه.
هل فن هذه الأيام حلال أم حرام؟
ولا عجب إن عظم الخطب وظن البعض أن فن التمثيل والغناء والموسيقى والرقص إلي أخره...
يسمو بالنفس البشرية إلى أفاق عالية من الرقي والتطور لأنهم يعبروا عن وجدان الأمة ومن أسباب نهضتها !!
وأصبحت تلك المجلات والصحف تتهافت علي السبق الصحفي ونشر أحدث أعمالهم وربما فضائحهم من أجل زيادة التوزيع علي حساب ما ينفع الناس في دينهم ودنياهم...
نعم هناك بعضهم ممن رحم ربي منهم ممن ينأي بنفسه عن هذا الإسفاف والانحطاط بعد توبتهم ورجوعهم إلي الحق ولا يشاركون إلا فيما يرضي الله تعالي ولا يخرج عن حدوده وهم يشكرون علي ذلك.
وهذا بعض ماقلته سابقاً ونكرر دوماً عند حديثنا عن انحطاط الفن وأهله إلا من رحم ربي
قال تعالي(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) )- الأنعام
ونكرر دوماً ..
الفن الأصيل أياً كان نوعه الذي ينمي العقل والفكر ويحبب النفس إلي الدين ويدعوا إلي الفضيلة والأخلاق والورع والتقوي ولا يتعدي حدود الله..
وكل إنسان تشهد عليه جوارحه بما كان يعمل في دار الغرور.
فأين المفر يامن تشجعون وتحرضون وتشاركون في هذا الفن الهابط؟
قال تعالي : (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19) حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20))-فصلت
وبيننا وبينكم الله يا أهل الفن والواقعية الذي يحارب فيه الدين ورموز جهاراً نهاراً بل حياء وحسبنا الله ونعم الوكيل
وكتبه/ سيد مبارك