سفهاء وفقهاء في عصر الغربة
البعض يموت فيحزن ويترحم عليه الناس لما ترك من خير ومانفع به البلاد والعباد أمثال طبيب الغلابة أياه الدكتور محمد مشالي-رحمه الله- ، والبعض الأخر يتمني الناس ذهابه وموته غير مأسوفا عليه أو هدايته ورجوعه للحق ، لما ترك من من مصائب وفتاوي أفسد بها البلاد والعباد وخالف بها القرآن وبارز بها رب العباد وأدخل جنته ماشاء ممن عبد غيره واشرك به وفسد وأفسد العباد والبلاد .
أو ممن استحل سفك الدماء وتكفير عباد الله وهانت عليه أعراض العفيفات بسبب التعصب السياسي أو حب المال والهوي عن قول الحق والجهر به.
ورب الكعبة لن تستقيم أمة جعلت سفهائها لهم كلمة ورنة مسموعة قي وسائل أعلامها يسممون عقول أبنائها واتخذوا دينهم لعبا ولهواً بلا رادع من دين أو قانون ،ويتلاعبون بها وبعقيدتها وهم لايعرفون من الإسلام إلا أسمه ومن القرآن إلا رسمه !
أنهم أحفاد أبو جهل في كل عصر ومصر وحسينا الله ونعم الوكيل.
ليت عقلاء الأمة يتفقهون ويتركوا سفاسف الأمور والاختلافات والتنافس الأعمي والتعصب الممقوت، ويعملون بهذا الحديث النبوي الشريف قبل أن يغرق الجميع الصالح والطالح في هوة مالها من قرار، فقد حذر النبي وأنذر فعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا» (رواه البخاري).
اللهم ارفق بهذه الأمة في هذه الايام المباركة وتجاوز عنها وبارك في صالحيها وعلمائها ممن تمسك بالحق ونطق به لايخاف إلا منك، وبارك فيمن أخلص تيته في العمل والقول ابتغاة مرضاتك مهما قيل عنه للتحقير منه وتسفيهه ظلما وزوراً، من مرضي القلوب وأهل النفاق فيكفي رضاك عنه ،والهمنا الصبر والرضا أن كناعاجزين ومحتارين وضعفاء لا حول ولاقوة إلا بك، وأظهر لنا الحق جليا وأحشرنا مع أهله غير نداما ولا خزايا يارب العالمين اللهم آمين
وكتبه/ سيد مبارك