استحلال الحرام بتغيير أسمه
انتشر الحرام في الأمة انتشار النار في الهشيم واستحلوه مرضي القلوب وأمثال الرويبضة بتغيير أسمه، وانصرَف الكثير من العباد عن طاعة الرحمن إلى طاعة الشيطان، ومن الحياء من المعصية والندم على ما فات إلى المجاهرة والإصرار على الذنب والتمادي فيه، وكثرة الفتن من نساء متبرجات وأفلام خليعة، وفضائيات تبث أدق التفاصيل وبإثارة مفتعلة، فتفسد الأخلاقيات، ولا تتقي الله في المراهقين والمراهقات من أبناء وبنات المسلمين والمسلمات الذين يشاهدون كل ذلك بانبهار شديد. لهذا كله وغيره وقع الكثير في المعاصي والآثام، صغيرها وكبيرها، ولتدرك مدي المصيبة أنظر كيف انبهرنا وأثلج صدورنا مقالة لاعب الكرة أبو تريكة في زمن عز فيه المجاهرة بتغيير المنكر والدفاع عن الدين والعقيدة لكثرة التلبيس والتدليس وحب الدنيا وزينتها. الخ
والعجب يخرج منا شياطين في جثمان أنس تدافع عن هذا الشذوذ. وأسمع هذا..
خرجت امرأة وشخصية عامة على فضائية "أون إي" تقول بكل بجاحة:في أنها لا تمانع في ممارسة الشواذ حقهم في التعبير عن آرائهم وأفكارهم، ورفع العلم الخاص بالمثلية الجنسية، وأنها مندهشة من الحرب ضدهم ووصف سلوكهم بالفجور، بالرغم من كونهم جزءًا من المجتمع يجب احترامه .انتهي
وغيرها كثير من المتأسلمين ممن لا يعرفون من القرآن إلا رسمه ومن الدين إلا أسمه!!
ولا يخفي علي العقلاء أن " الحَلالَ بَيِّنٌ، وإنَّ الحَرامَ بَيِّنٌ، وبيْنَهُما مُشْتَبِهاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ، وعِرْضِهِ، ومَن وقَعَ في الشُّبُهاتِ وقَعَ في الحَرامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الحِمَى، يُوشِكُ أنْ يَرْتَعَ فِيهِ، ألا وإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى، ألا وإنَّ حِمَى اللهِ مَحارِمُهُ، ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ، صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ، وإذا فَسَدَتْ، فَسَدَ الجَسَدُ كُلُّهُ، ألا وهي القَلْبُ. "مسلم/ 1599
وجميعنا نعلم هذا!!
ولكن يتعمد الرويبضة الحرام وتلبيسه علي العامة بتغيير أسمه ورسمه!!
فالكذب صار ألوانًا فهذه كذبة بيضاء وحلال في نظرهم!!
والربا سموه فوائد وعوائد!!
والخلاعة والبلطجة فن وابداع!!
ومزمار الشيطان غناء وطرب!!
والاختلاط والخلوة والسفالة جدعنه وشهامة ونخوة ورقي!!
والرشوة إكرامية أوهدية !!
والخمر مشروبات روحية!!.. وأخيرًا وليس أخرًا اللواط مثلية جنسية وحرية شخصية..!! والقائمة تطول
وأسمع هذا أن كنت لا تفقه العلاقة بين تغير الأسماء والمصطلحات والدين ،من كلام أهل العلم لتفهم!! ..قالوا:
التلاعب بالمصطلحات الشرعية من أعظم ما يسعى إليه أعداء الدين، فمما يتعين الاعتناء به معرفة حدود ما أنزل الله على رسوله، وعندما يحرِّم علينا الربا فنحن نسميه باسمه "الربا"، وعندما يحرِّم علينا الخمر فنحن نسميه باسمه الشرعي "الخمر"، وعندما يحرم علينا الزنا فنحن نسميه كذلك، ولو أن الناس بدَّلوا هذه الأسماء، فسموا الربا باسم آخر، وسموا الخمر باسم آخر، وسموا الزنا باسم آخر؛ يأتي أجيال يفعلون هذه الأشياء، ولا يجدون رابطاً بينها وبين الأدلة الشرعية؛ لأن الأدلة الشرعية فيها أسماء معينة، فعندما تغير الأسماء تنقطع الروابط بين أحكام هذه الأشياء -المسماة من الله ورسوله- وبين الأدلة المنصوص فيها.انتهي
وأنتبه ولا يغرك بالله الغرور فقد قال تعالى: ﴿ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾ -النور: 63
فعجبًا من التفريق، وعجبًا لمن لا يعقِل دينه ويتكلم قبل أن يفقَهَ، أن آفة هذا العصر يا أفاضل هو الجدال بالهوي!!
وإن كان في غير بيان حق صار محرَّمًا ومذمومًا؛ لِما يُورِث من بُغض وكراهية، وعداوة بين الناس، ومِن أعظم أسبابه حبُّ الانتصار للنفس، فكل واحد منا يرى في نفسه الصواب والحكمة في الرأي، وغيره لا يفقه شيئًا، وغير عليم ببواطن الأمور
وأسوأُ أنواع الجدال: الجدال في دِين الله تعالى بغير علم، ولقد تجاهَل العبادُ أمر الله تعالى بسؤال أهل العلم والذِّكر؛ فهم أعلم الأمَّة بدين الله، وقادرون على استنباط الحقيقة في الأمور المستحدثة، ويفتون بما يوافق تعاليمَ الكتاب والسنَّة. قال تعالى: ﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ -النحل: 43
ولكن لأن أشباه المثقفين والأدباء وأهل الفن والطرب والخلاعة ورجال الأعمال ممن لا ناقة لهم ولا جمل ولأثبات الذات إلا من رحم ربي يري الواحد منهم لأنه له هامة وقامة ورنة، وهو جاهل جهول فأنه يتكلم ويفتي في غير فنه وتخصصه فيأتي بالطامات والكوارث والعجب العجاب!!
ويظن البعض منهم ما دام قرأ له كتابًا أو كتابين، أو تتلمذ على يد شيخٍ مِن المشايخ ممن يخلطون السم بالعسل أنه صار أهلًا للمشورة والرأي والفتوى، فيبدأ يجادل ويحاور للانتصار لرأيه السديد، ورأي شيخه، وإن كان الدليل من السنَّة الصحيحة الصريحة ضده، وهذه كارثة وحمية جاهلية، ومن المنكرات العظيمة، والأخطاء الفادحة الجسيمة التي ابتلت بها الأمة، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم في سنَّته الصحيحة من هؤلاء فقال: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهَّالًا، فسُئلوا، فأفتَوْا بغير علمٍ، فضلُّوا وأضلُّوا"[- أخرجه البخاري
وأخشى أن ينطبق عليهم قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴾ [النحل: 116
وبعد هوجة أبو تريكة ونطقه بالحق ،ولا اظنه كان في باله في ردة الفعل هذه، هو قالها غيرة لدينه ولله وحده، ولأنه شخصية عامة وله شهرة فغاظهم وادهشهم رد الفعل وتفاعل المصريين والعرب بكل أطيافهم وثقافتهم كرجل واحد غيرة للدين.
ونحن شعب يحب الدين بطبعه ،وظنوا أن مخالفته وتأييدهم للش/واذ سيأتي لهم بالقبول والتفاعل من الطرف الآخر أمثالهم!!
ونسيوا أن القبول من الله لمن أحب وأخلص النية له، وليس للناس ،بالرياء والنفاق.. كما في الحديث" إذا أحبَّ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي قد أَحببتُ فلانًا فأحبَّهُ، قالَ: فيُنادي في السَّماءِ، ثمَّ تنزلُ لَهُ المحبَّةُ في أَهْلِ الأرضِ، فذلِكَ قولُ اللَّهِ: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا ، وإذا أَبغضَ اللَّهُ عبدًا نادى جبريلَ: إنِّي أَبغضتُ فلانًا، فيُنادي في السَّماءِ ثمَّ تُنزَلُ لَهُ البَغضاءُ في الأرضِ" صحيح الترمذي للألباني / 3161
وليتهم يكفوا عن التطاول والتحريض والتخريف باسم المدنية والتحضر لكسب أمثال أبو جهل ،ولا يزيدهم إلا جهلًا مركبًا!!
وفي الختام لمن لا يدرك الكارثة تفقهوا يا قوم وأعلموا أن كلام الله حق ولن ينفعكم هؤلاء من أهل الكفر والفسق من غير المسلمين ،في محاربة وعداء أهل الغيره علي دينه واقرأوا قوله تعالي ﴿ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ ﴾ [البقرة: 220].
اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد
وكتبه سيد مبارك