آداب طالب العلم في عصر الكرة والفن والفهامة والفهلوة والشطارة!!
عصر الفيس بوك وتويتر واليوتيوب واشباه العلماء والتطاول علي القمم!!
عصر من قرأ له كتاب أو كتابين ونشر شريط أو شريطين ..صار علامة عصره وشيخًا وصاحب طريقة ومذهب منفردًا ، ومفكرًا وفيلسوفًا وعلامة عصره وناصر السنة وفارسها الهمام!!
هذه انتكاسة يا أفاضل أن تطاول السفهاء علي الأئمة الأعلام في هذا العصر وكل عصر ،وهو دليل إفلاس وبداية النهاية ورب الكعبة!!
واتذكر بهذه المناسبة موقفًا ،وأقسم بالله مسألة مختلف فيها ودعك من المسألة فليست مقصودنا من المنشور وأن كنا سنذكرها كمثال !!
بل في انتكاسة طالب علم ومن هو علي شاكلته..سمعته بأذني والكلمات تخرج بحمية كالرصاص سواء قصد أو لم يقصد!!
ومن ثم لاتتعجب عندما يخرج علينا رويبضة متعالم يتملق ويفتي ويأتي بالطامات والكوارث والعك الفقهي والعلمي ..وهلم جرا
ويبيع دينه بدنياه وله صفحة في الفيس وأتباع لا حصر لهم!! ..كنت فين يامولانا؟!!..الله يفتح عليك يامولانا!!
فلا هو أصاب في آدبه ولاهم فهموا مواطن الخلل في كلامه!!
أقول مسألة مختلف فيها بين أهل العلم وهي مسألة كل عام هل زكاة الفطر تخرج حبوبًا أم مالأ؟!
فسمعت هذا الطالب يقول بملء فيه والله العظيم "أبو حنيفة" غلطان!!
هل هذا آدب وهل"أبو حنيفة"-رحمه الله- كان من رواد المقاهي لتنتقده وتذمه ،هل كان له صفحة علي الفيس وبينك وبينه صداقة !!
لتطاول عليه..أسمع إذًا..
هؤلاء سادتنا أيها االمتذاكي الأريب !!
هؤلاء علمائنا ..أبو حنيفة وأحمد والشافعي ومالك ومن بعدهم من الأئمة الأعلام كابن تيمية وأبن القيم وغيرهما من قبل ومن بعد..
إياك ثم إياك أن تتكلم عنهم بقلة احترام، وأعلم هذا وأفهم أيها النكرة
هم بشر غير معصومين والخطأ منهم وارد لكن الأدب معهم حق وواجب فلولاهم ماوجد شيخك ولا شيخ شيخك ..هذا أن كان لك شيوخًا ولا اظن!!
ومن يبدأ التعلم هكذا فليجلس في بيته أويتعلم حرفه وصنعة !!
وليدرك كل طالب علم..
أن من يبدأ بهذا الأسلوب هو ساقط المروءة والآدب فكيف أن تولي تعليم الناس ؟!
هذا من علامات الساعة وفي الحديث قال-صلي الله عليه وسلم: «فإذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة"." قال: كيف إضاعتها؟ قال: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"
وأفهم هذا ..مما شاع وانتشر أن من أهم آداب طالب العلم عشرا..
• أولاً: الصبر
• ثانياً: إخلاص العمل
• ثالثاً: العمل بالعلم
• رابعاً: دوام المراقبة
• خامساً: اغتنام الأوقات
• سادساً: الحذر من الاشتغال باختلاف العلماء
• سابعاً: الضبط والإتقان
• ثامناً: مطالعة الكتب
• تاسعاً: اختيار الصاحب
• عاشراً وأخيراً: التأدب مع الشيخ
ولتتعلم هذا قبل أن تتطاول علي أسيادك.. يقول ابن عساكر: "اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته أن لحوم العلماء مسمومة، وأن سنة الله في هتك منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله قبل موته بموت القلب."
ويقول أهل الفضل:فلا يجوز لطالب العلم أن يتتبع عورات العلماء، أو أن يعرض بأسمائهم، نعم ربما يخطئ العالم فلك أن تصوب، ولكن دون تجريح ودون أن تذكر أو تعرض، لذلك كان علماؤنا يحرصون على هذا الأدب، فالأدب مقدم على طلب العلم، فقبل أن تبدأ العلم لا بد أن تتعلم الأدب، ولذلك إخوتي الكرام جاءت الآيات القرآنية تعلمنا هذا المنهج حينما اتبع موسى الخضر، فماذا قال له؟ (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا) -الكهف66....انتهي كلامه
وتدبر هذا : يوم فقدت الأمة هذه الآداب عمت الفوضى، وساءت الأخلاق وهذا يطعن في ذاك، وذاك يجرح في هذا،وظن شرًا ولا تسأل عن الخبر!!
أن فهمت هذا ..
فاعرف نفسك وحجمك ومكانتك وأغلق فيك وأن تكلمت تكلم بآدب وقل خيرًا أو لتصمت!!
وكن علي الجادة مؤدبًا مجتهدًا ،وأعلم كما قيل"كفى بالعلم شرفاً أن يدعيه من ليس بأهله، وكفى بالجهل عاراً أن يتبرأ منه من هو فيه "
اللهم ارزقنا علماً نافعاً، وقلباً خاشعاً، ولساناً ذاكراً، وجسداً على البلاء صابراً.نسألك رضاك والجنة، ونعوذ بك من سخطك والنار، استر عوراتنا، آمن روعتنا
.اللهم نسألك أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلوبنا، وجلاء همنا وغمنا، ونور أبصارنا
.اللهم علمنا القرآن وخلقنا به، وارزقنا حب القرآن، وارزقنا فهم القرآن، وارزقنا عطاء القرآن ونور القرآن.
وآخر دعونا أن الحمد لله رب العالمين.