تفقه في دينكالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين وبعد.
قلوب كثير من شبابنا من الجنسيين إلا من رحم ربي منهم أصابها خلل في الإرسال والاستقبال .. خلل في شخصيتهم بين دينهم ودنياهم .. بين حبهم لله ورسوله –صلي الله عليه وسلم- وبين التطبيق العملي لمنهج الله تعالي في حياتهم. خلل رهيب في الإرسال والاستقبال !!
وعلاج هذا الخلل في أمر واحد وهو التفقه في الدين فكل مصيبة في الدنيا مهما كانت عظيمة فهي أمام المصيبة في الدين لا شيء .
-وأقرب لك الأمر عن خطورة الخلل بين الإرسال والاستقبال وفي التطبيق بمثال من دنيا الناس الكثير منا سمع شيخنا محمد حسان- حفظه الله- في خطبته عن وفاة الرسول فبكي .،وسمع الدكتور عمر عبد الكافي-حفظه الله- في حديثه عن الدار الآخرة فخاف .ـوسمع الشيخ محمد حسين يعقوب –حفظه الله-عن تارك الصلاة فتعجب وانبسط
ثم ماذا؟
هل قال كما قال أهل الإيمان سمعنا وأطعنا أما كما قال اليهود سمعنا وعصينا .. واقع الحال كما هو معلوم من رؤيتنا واختلاطنا بالشباب إلا من رحم ربي أتهم يسمعون ويستمتعون ثم لاشيء، ولو كانت المحاضرة فيها ترهيبا من النار وعذابها ولا يطبق أي لسان حاله يقول سمعنا واستمتعنا .. فماذا عن الحلال والحرام ..وماذا عن الثواب والعقاب . وماذا عن الجنة والنار . وماذا عن الترهيب والترغيب ؟!! ظن شراً ولا تسأل عن الخبر
هذا حال أغلب الشباب من الجنسيين يسمع ولا يفهم دينه فضلاً عن التطبيق أذاً هناك خلل رغم توفر وسائل الاستقبال في الإذاعة والتليفزيون والجرائد والمجلات والشرائط وأسطوانات السي دي والخطب والدروس في المساجد والندوات في النوادي وكل مكان يتواجد فيه الشباب- والقليل من استطاع أن يوفق بين الإرسال والتطبيق لمنهج الله تعالي وعالج الخلل في شخصيته.
وتعلم أخي الشاب أن القلب هو المركز الرئيسي للاستقبال ودليله سلامته من الآفات والعيوب صحة الإرسال والتطبيق لما يصل إليه بإخلاص ونية ولهذا تستطيع أن تدرك عظمة هذا الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له ( عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْحَلَالَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لَا يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِي الْحَرَامِ كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلَا وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ الْقَلْبُ)
فكن علي يقين أن القلب أن استشعر عظمة الله وتلهف علي فهم الدين وعظمة هذه الشريعة الربانية في صلاحه وفلاحه دين ودنيا لبادر ليتفقه في الدين وزاحم العلماء بالمناكب وترك حياة العبث والهرولة وراء بريق الدنيا وزينتها الفاني ليرق قلبه ويذهب قسوته في رحاب الإيمان ومجالس الذكر وتذكر قول الله تعالي:
" وَقُل رَبِّ زِدْني عِلْماً " طه: 1144
وقوله تعالى: " قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ " الزمر: 9
- وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً، سهل الله له به طريقاً إلى الجنة (الترمذي في العلم (2646) ومسلم في الذكر والدعاء (2699)
وبعد.
لا ريب أخي الشاب إن العلوم الشرعية التي تساهم في تفقهك في دينك لتكون علي بصيرة حتي لا تقع فيما حرم الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - لجهلك بالحلال والحرام لها الأولوية ثم يأتي بعد ذلك ما يعينك علي المضي قدما في خدمة مجتمعك ونفسك واهلك بالعلوم الدنيوية المشروعة والنافعة كالطب والهندسة لتكون عامل بناء لا معول هدم .
وما أجمل قول الشاعر:
العـــــلم يحيي القلــــوب الميتة كما ........... تحيا البلاد إذا ما مسها مطر
والعلم يجلو العمى عن قلب صاحبه.... ....... كما يجلي سواد الظلمة القمر
هداك الله للتفقه في دينه والعمل به والتوفيق والسداد في التطبيق في دنياك ، والإخلاص في عملك وفولك ليكون مقبولا عتده عز وجل ، ورزقك الجنة بفضله وكرمه وهو القائل-سبحانه وتعالي(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97))-النحل
وكتبه/ سيد مبارك