الشيخ سيد مبارك Admin
| موضوع: فرضية النقاب بين العلماء والأدعياء 1 الأحد 1 أبريل 2018 - 18:35 | |
| فرضية النقاب بين العلماء والأدعياء مقدمة الدراسة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله . } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ ثقاته وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ { (آل عمران-102). } يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تتساءلون بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا { (النساء- 1). } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولا سَدِيدًا يُصْلِح لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَه فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا { (الأحزاب/72 ). أما بعد .. لا ريب أن المرآة هي القضية الأساسية للشعوب المتحضرة فهي سلاح للهدم و نشر الإباحية و الفجور كما أنها قد تكون سلاحاً للبناء و السمو بالأخلاق و الفضائل. ولقد أهتم الإسلام بتكريمها وحفظ كرامتها وحيائها بفرض الحجاب والنقاب عليها عند خروجها من منزلها حتى يقطع دابر الرذيلة التي تنشأ من تبرجها و سفورها. ولكن بعض أدعياء العلم يؤيدهم أنصار الحرية والمساواة والتبرج والسفور يحاربون نقاب المرأة بكل ضراوة وصدق أو لا تصدق!! خرج بعض المنتسبين للعلم على شاشة جهاز التلفاز المصري يفتي بأن النقاب بدعة !!.. يا للعار و الشناعة في القول علي الله تعالي بلا علم .. النقاب بدعة هكذا بكل بساطة يفتي في دين الله تعالى رجل ينتسب للعلم زوراً في مسألة اختلف فيها جهابذة علماء الأمة وفقهائها سلفاً وخلفاً . ومع ذلك لم يقل أحداً منهم البتة أن النقاب بدعة .... إلا في هذا العصر الذي استباح فيه الحرام وحرم فيه الحلال وصار الإسلام غريبا في ديار الإسلام ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم وفي القراّن تحذير لمن يفتي بغير علم ولا فقه. • قال تعالى:- } وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ {116} مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ { ( سورة النحل 116-117 ). ونتيجة لهذه الفتاوي الباطلة من أدعياء العلم جاهر الكثير من خطباء الفتنة بان الحجاب نفسه ليس فرضا وهو من باب الحرية الشخصية لمن ترتديه ولا يفرض علي غيرها إلا برضاها!! وذلك ليسهل الصيد, وتخرج الفريسة ليسهل افتراسها وتوجيهها كما أرادو لكن هيهات .. هيهات.. أن يفلحوا في مسعاهم ومخططهم الدنيء ونحن نقولها واضحة دون مواربة الحجاب مع تغطية الوجه بالنقاب فريضة ربانية فرضه الله تعالى على المسلمات المؤمنات اللاتي تبتغين العفة والصلاح والتقوى في سورة النور وهى نور لهن لأنها تهديهن وتحفظهن بالحجاب الساتر لكل مواضع الفتنة فيهن من نظرات الذئاب و القلوب المريضة التي تبغي الفساد و الإفساد. وسوف نبين في هذه الدراسة المنهجية أدلة الحجاب والنقاب ونرد علي شبهات وحجج من قال بعدم فرضية النقاب من العلماء الأفاضل من أهل السنة والجماعة ممن هم علي ورع وتقوي وعلم وفقه ويجتهدون حسب فهمهم للأدلة, وذلك لنزيل الألتباس ونكشف الغمة عن عيون نساء الأمة ليدركن الحق من الباطل والصواب من الخطأ ,ولايغرهن أدعياء العلم الذين لايفقهون ويفتون بأن النقاب بدعة وعادة وليس عبادة !! ويقولون إن المرآة يجب أن تعيش عصرها!! والصواب أن يقال:- يجب أن تعيش دينها... ونحن نحذر نساء الأمة منهم ومن خطباء الفتنة الذين حذرنا النبي-صلي الله عليه وسلم من الاستجابة لهم في الحديث الصحيح عن "حذيفة بن اليمان " رضي الله عنه قال: (.. دعاة إلى أبواب جهنم ، ومن أجابهم أليها قذفوه فيها . قلت :- يا رسول الله صفهم لنا .فقال هم من جلدتنا ، ويتكلمون بألسنتنا .. )1.
ونسأل الله تعالي أن يهدي نسأء الأمة المحمدية للحق باذنه وهو القائل جل شأنه: } وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ { ( سورة الأنعام آية/ 15). والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي النبي الامين وآله وصحبه أجمعين
أدلة الحجاب والنقاب من الكتاب والسنة اذكر هنا بعض الأدلة الواضحة الجلية على فرضية الحجاب شاملاً لستر الوجه من القراّن والسنة الصحيحة وأقوال أئمة التفسير والفقهاء والعلماء الثقات حتى لا يكون لحاقد مقاله ولا لجاهل عذر والله المستعان , وهو القائل جل وعلا في محكم آياته :- } وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ولا ا لْمُسِيءُ قليلا مَّا تَتَذَكَّرُونَ { (سورة غافر / 58 ). **الدليل الأول : قال تعالى :- } وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْآبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي إلارْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {.( سورة النور- 31). وفي هذه الآية الكريمة ثلاث مواضع على فرضية الحجاب الساتر للوجه وإليك أخي القارئ البيان والتوضيح . *الموضع الأول :- قولـه تعالى } ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا { ... قال الحافظ " ابن كثير" في تفسيره ما نصه :- ( أي لا يظهرن شيئاً من الزينة للأجانب إلا مالا يمكن إخفاؤه..... قال ابن مسعود:- كالرداء يعني ما كان يتعاطاه نساء العرب من المقنعة التي تجلل ثيابها وما يبدون من أسافل الثياب فلا حرج عليها فيه لأن هذا لا يمكن إخفاؤه )1ا.. هذا وكما سبق أن ذكرت سلفاً واحتراماً للقارئ الكريم وللأمانة العلمية في طرح المسألة فيما يخص مشروعية ستر الوجه أن هناك من جهابذة العلماء والمفسرين والفقهاء قد فسروا .. } وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا { بأن المقصود بها(الوجه والكفين). وذلك حسب ما وصل إليه اجتهادهم وفهمهم للنصوص والأدلة وأثار السلف الصالح، ونحن لا نشك لحظة في تقواهم وورعهم وإخلاصهم لبيان الحق ولا نزكيهم على الله ولكن نحسبهم كذلك فهم أهل ثقة وعلم وفقه وسوف نذكر على الصفحات القادمة هذه الأدلة ورد العلماء الثقات من أهل السنة والجماعة الذين يروا مشروعية ستر الوجه وهو الرأي الذي نؤيده وندين الله به حتى ينبلج الحق واضحاً جلياً كضوء الشمس في كبد السماء مع العلم أن هؤلاء العلماء عليهم سحائب الرحمة اختلافهم كان لأظهار الحق والصواب كل حسب فهمه لنصوص الكتاب والسنة و آثار السلف .. لا للطعن في الدين والتشكيك في أحكامه والقول على الله بغير علم كالذي قال أن النقاب بدعة !! وهو ما لم يقل به أحد من جهابذة العلماء الذين يؤيدون كشف الوجه , ومالنا نبعد بعيداً فهاهو محدث العصر ومجدد السنة العلامة " محمد ناصر الدين الألباني " عليه رحمة الله جزاء ما قدم وترك لنا من علم نفيس لا ينكره إلا جاهد حاقد على الإسلام وعلمائه المخلصين ... إن الشيخ الألباني رحمه الله كان مع الرأي القائل بعدم فرضية ستر الوجه وله في ذلك اجتهادات في فهم نصوص الكتاب والسنة و أثار السلف. أوضح ذلك كله في كتابه (حجاب المرأة المسلمة ) .. لكنه يبتغي بذلك رفع الحرج وإظهار الحق فلم يسخر من الرأي الآخر ولم يطعن في الدين ويقول أن النقاب بدعة وأثبت بالأدلة الصحيحة أن النقاب كان منتشراً في العهد النبوي ويقول في مقدمة كتابه السابق الذكر بكل ما في قلبه من غيره على الدين وخوفاً على الأمة من الفتن والابتلاءات قال ما نصه :- ( علي انه لم يفتنا أن نلفت نظر النساء المؤمنات إلي أن كشف الوجه وإن كان جائزاً فستره أفضل ...) ثم قال :- ( وبذلك أدينا الأمانة العلمية حق الأداء فبينا ما يجب على المرأة وما يحسن بها , فمن التزم الواجب فبها ونعمت ومن أخذ بالأحسن فهو أفضل وهذا هو الذي التزمته عملياً مع زوجي وأرجو الله تعالى أن يوفقني لمثله مع بناتي حين يبلغن أو قبيل ذلك )1 الله أكبر .. هؤلاء هم العلماء حقا ومهما كان الاختلاف في الرأي , ومهما كان خطأ الألباني - رحمـه الله- في مسـألة سـتر الوجه فهو من العلماء الربانيين من أصاب منهم في الحكم فله أجران ومن أخطأ فله أجر, وكل إنسان يأخذ منه ويرد إلا رسول الله صلي الله عليه وسلم أما أدعياء العلم في القرن الواحد والعشرين .. الذين قالوا أن النقاب بدعة وعادة وحاربوه واستغلوا اختلاف العلماء الثقات في الطعن في الدين فلا نملك إلا آن نقول قول الحق تعالى :- } قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَابَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ { { سورة الأعراف- 33 }. وعودة إلى الموضع الأول في الآية الكريمة لإثبات الحجاب في قوله تعالى :- } ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا {. قال العلامة " الموردي " في تفسيره لسورة النور ما نصه :- ( وهذه الجملة في الآية الكريمة } إِلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا { تدل على أن النساء لا يجوز لهن أن يتعمدن إظهار هذه الزينة غير أن ما ظهر منها بدون قصد منهن , أو ما كان ظاهراً بنفسه لا يمكن إخفاؤه كالرداء الذي تجلل به النساء ملابسهن لأنه لا يمكن إخفاؤه وهو مما يستجلب النظر لكونه على بدن المرأة على كل حال فلا مؤاخذة عليه من الله تعالى وهذا هو المعنى الذي بينه عبد الله بن مسعود والحسن البصري . أما ما يقوله غيرهم إن معنى } مَا ظَهَرَ مِنْهَا { ما يظهر الإنسان على العادة الجارية ثم يدخلون فيه " وجه المرأة وكفيها " بكل ما عليها من الزينة أي أنه يصح عندهم أن تزين المرأة وجهها بالكـحل والمساحيق والصبغ ويـديها بالحناء والخـاتم والأسورة , ثم تمشي في الناس كاشفة وجهها وكفيها . أما نحن فنكاد نعجز عن أن نفهم قاعدة من قواعد اللغة يجوز أن يكون معنى } مَا ظَهَرَ مِنْهَا { ما يظهره الإنسان" فأن الفرق بين أن يظهر الشيء أو أن يظهره الإنسان بقصده واضح لا يكاد يخفى على أحد " , والظاهر من الآية أن القرآن ينهى عن إبداء الزينة ويرخص فيما إذا ظهرت من غير قصد , فالتوسع في حد هذه الرخصة إلى حد إظهارها عمداً مخالف للقرآن ومخالف للروايات التي يثبت بها أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ماكن يبرزن إلى الأجانب سافرات الوجوه , وأن الأمر بالحجاب كان شاملاً للوجه وكان النقاب قد جعل جزءاً من لباس النساء إلا في الإحرام . وأدعى إلى العجب أن هؤلاء الذين يبيحون للمرأة أن تكشف وجهها وكفيها للأجانب ... يستدلون على ذلك بأن الوجه والكفين من المرأة ليس بعودة مع أن الفرق كبير جداً بين " الحجاب " و " ستر العورة " فالعورة مالا يجوز كشفه حتى للمحارم من الرجال . وأما الحجاب فهو شيء فوق ستر العورة ).أ **الموضع الثاني : قوله تعالى } وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ { جاء في تفسير الحافظ ابن كثير" في تفسيرها ما مختصره :- " يعني المقامع يعمل لها ضيقات ضاربات على صدورهن لتواري ما تحتها من صدرها وترائها ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية فإنهن لم يكن يفعلن ذلك بل كانت المرأة منهن تمر بين الرجال مسفحة بصدرها لا يواريه شيء وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها فأمر الله المؤمنات أن يستترن في هيئاتهن وأحوالهن…).1أهـ • وفي " رسالة الحجاب لابن عثيمين"- رحمه الله تعالى –(ص/7) قال ما نصه:- (فإن الخمار ما تخمر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها إما لأنه من لازم ذلك أو بالقياس فأنه إذا وجب ستر النحر والصدر كان وجوب ستر الوجه من باب أولى لأنه موضع الجمال والفتنة . فأن الناس الذين يطلبون جمال الصورة لا يسألون إلا عن الوجه فإذا كان جميلاً لم ينظروا إلى ما سواه نظراً ذا أهمية , ولذلك إذا قالوا فلانة جميلة لم يفهم من هذا الكلام إلا جمال الوجه فتبين أن الوجه هو موضع الجمال طلباً وخبراً فإذا كان كذلك فكيف يفهم أن هذه الشريعة الحكيمة تأمر بستر الصدر و النحر ثم ترخص في كشف الوجه ). **الموضع الثالث:- قوله تعالى:- } ولا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ{ قال " ابن العثيمين " رحمه الله في شرح الآية ما نصه :- ( يعني لا تضرب المرأة برجلها فيعلم ما تخفيه من الخلاخيل ونحوها مما تتحلى به للرجل فإذا كانت المرأة منهية عن الضرب بالأرجل خوفاً من افتتان الرجل بما يسمع من صوت خلخالها ونحوه فكيف بكشف الوجه ! فأيهما أعظم فتنة أن يسمع الرجل خلخالاً بقدم امرأة لا يدري من هي وما جمالها لا يدري أشابه هي أم عجوز , ولا يدري أشوهاء هي أم حسناء . أيما أعظم فتنة هذا أو أن ينظر إلى وجه سافر جميل ممتلئ شباباً ونضارة وحسناً وجمالاً بما يجلب الفتنة ويدعو إلى النظر إليها . إن كل إنسان له آرية في النساء ليعلم أي الفتنتين أعظم وأحق بالستر والإخفاء ؟ )1.. الله اكبر , ورحم الله شيخنا " العلامة محمد الصالح بن العثيمين " . لقد كشف لنا الغمة وأزال الالتباس.. أما علماء السوء هداهم الله إلى الحق فهم يستنبطون الأحكام على هواهم بأن النقاب بدعة .. كيف ؟ لا أدري وما من دليل عندهم !! وحسبنا الله ونعم الوكيل . وعذراً أخي القارئ ... أختي القارئة للإطالة و الاستفاضة في هذا الدليل وتوضيحه فكما قلت سلفاً إنها سورة النور وهى نور لكل من ترغب حقاً في حفظ كرامتها وإنسانيتها وقبل كل ذلك ابتغاء مرضاة ربها وخالقها عز وجل. ** الدليل الثاني :- قال تعالى :- } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا { (الأحزاب آية 59) قال "ابن كثير" في تفسيره:- ( قال" محمد بن سيرين:- يقول تعالى آمرا رسوله صلي الله عليه وسلم أن يأمر النساء المؤمنات المسلمات خاصة أزواجه وبناته لشرفهن بأن يدنين عليهن من جلابيبهن ليتميزن عن سمات نساء الجاهلية وسمات الإماء وقال .. قال : علي بن أبي طلحة عن ابن عباس أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة . " قال: سألت عبيده السلماني عن قوله تعالى :-} يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِن َّ{ ، فغطى وجهه ورأسه , وأبرز عينه اليسرى , وقال عكرمة :- تغطي نحرها بجلبابها تدنيه عليها )1. وفي" تفسير السعدي " عند شرحه لهذه الآية قال ما نصه :- هذه الآية هي التي تسمى آية الحجاب فأمر الله نبيه صلي الله عليه وسلم أن يأمر النساء عموما ويبدأ بزوجاته وبناته لأنهن أكثر من غيرهن ولأن الأمر لغيره ينبغي أن يبدأ بأهله قبل غيرهم كما قال تعالى :- } يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً { ..( سورة التحريم آية 6)1 ** الدليل الثالث:- ما أخرجه البخاري ومسلم واللفظ له عن أم عطية رضي الله عنهما قالت :- أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن نخرجن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور, فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين . قلت يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال :- ( لتلبسها أختها من جلبابها )2. وقال" ابن العثيمين" رحمه الله في رسالة الحجاب ( ص15 ) ما نصه :-( فهذا الحديث يدل على أن المعتاد عن نساء الصحابة أن لا تخرج المرأة إلا بحجاب وأنها عند عدمه لا يمكن أن تخرج . ولذلك ذكرن رضي الله عنهن هذا المانع لرسول الله صلي الله عليه وسلم حينما أمرهن بالخروج إلى مصلى العيد فبين النبي صلى الله عليه وسلم لهن حل هذا الإشكال بأن تلبسها أختها من جلبابها ولم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب مع أن الخروج إلى مصلى العيد مشروع مأمور به للرجال والنساء فإذا كان رسول صلي الله عليه وسلم لم يأذن لهن بالخروج بغير جلباب فيما هو مأمور به فكيف يرخص لهن في ترك الجلباب لخروج غير مأمور به ولا محتاج إليه . بل هو التجول في الأسواق والاختلاط بالرجال والتفرج الذي لا فائدة منه , وفي الأمر بلبس الجلباب دليل على أنه لابد من الستر والله أعلم ). ** الدليل الرابع:- ما رواه البخاري عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما إنه قال:-( ولا تنتقب المرأة المحرمة , ولا تلبس القفازين )1 وهذا جزء من الحديث وفي معنى " النقاب والقفاز " قال ابن حجر رحمه الله:- القفاز هو ما تلبسه المرأة في يدها فيغطي أصابعها وكفيها عند معاناة الشيء كغزل ونحوه وهو لليد كالخف للرجل . والنقاب :- الخمار الذي يشد على الأنف أو تحت المحاجر وقال " ابن تيميه رحمه الله تعالى- في تفسير سورة النور ( ص/ 56 ) ما نصه:- ( وهذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيدهن.) قلت :- ويؤيد ستر النساء وجوههن وأيديهن ويقطع الشك باليقين ويزيد المنقبات العفيفات إيماناً وعزة ويكون على قلوب أنصار التبرج و السفور خسرانا وندامة , ويوضح ويزيل الالتباس عما ذهب إليه المبيحين لكشف الوجه من العلماء الأفاضل رحمة الله عليهم أجمعين هذا الحديث الذي رواه أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت :- ( كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذوا بنا سد لت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه )1. قال "ابن العثيمين " رحمه الله في رسالة الحجاب (ص19 ) ما نصه:- ( ففي قولها " فإذا حذونا " تعني الركبان " سدلت إحدانا جلبابها على وجهها .. دليل على وجوب ستر الوجه لأن المشروع في الإحرام كشفه فلولا وجود مانع قوي من كشفه حينئذ لوجب بقاؤه مكشوفاً حتى أمام الركبان . وبيان ذلك أن كشف الوجه في الإحرام واجب على النساء عند الأكثر من أهل العلم والواجب لا يعارضه إلا ما هو واجب فلولا وجوب الاحتجاب وتغطية الوجه عند الأجانب ما ساغ ترك الواجب من كشفه حال الإحرام وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما أن المرأة المحرمة تنهي عن النقاب والقفازين) ** الدليل الخامس :- ما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله } وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ { شققن مروطهن فاختمرت بها)2 . قال الحافظ ابن حجر في معنى ( فاختمرن بها ) :- أي غطين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها أو ترميه من الجانب الأيمن. واكتفي بما ذكرت من أدلة الكتاب والسنة منعاً للإطالة والمسلم أو المسلمة يكفيه دليل واحد ليدرك فرضية الحجاب والنقاب , ولنطرح الآن أدلة العلماء الذين يبيحون كشف الوجه ونرد عليها ونقول بعون الله وتوفيقه إن من أباحوا أن تكشف المرأة عن وجهها فريقين : يتبع..
| |
|