الشيخ سيد مبارك Admin
| موضوع: الدعوة إلى الله بين التفريط و الدعوى . الأربعاء 24 نوفمبر 2021 - 16:09 | |
|
**الدعوة إلى الله بين التفريط و الدعوى .
إذا ما خرجت من المسجد بعد الصلاة و ترى تجمعات الشباب و غيرهم ببعد أمتار و تسألهم بحكمة و إبتسامة عن الصلاة لأجاب أكثرهم أنه تارك لها كلية ، فستدرك مدى تقصيرنا في الدعوة إلى الله و تدرك أن الدعوة إلى الله تكون خارج أسوار المسجد و التعليم داخله ، ثم وسع دائرة نظرك في الشوارع و الأسواق و دور الألعاب ستتأكد أكثر من تقصيرك في الدعوة إلى الله ثم وسع دائرة نظرك في القرى النائية في الجبال و الصحاري ترى العجب ، لذا الداعي إلى الله هو ذاك الخارج بماله و نفسه و وقته في تلك الأماكن للدعوة و إن كان مقصرا في التحصيل الشرعي الذي قد نعيبه عليه ، و لكن أين طلبة العلم في هذا الميدان ؟ و مثلنا كالذي طلب من إبنه الأكبر أن يحضر له كوبا من الماء فتقاعص فكرر له أبوه الطلب فتقاعص أيضا و اذا بإبنه الصغير الذي يكاد يستطيع يمشي أخذته الغيرة و أراد أن يأتي لأبيه بكوبه من الماء و لكنه لم يستطع تحمله فسقط منه الكوب و انكسر فيترى هل يعاتب الاب ابنه الأكبر ام الصغير ؟ . فحاجة الأمة الأن للدعوة أكثر من حاجتها في تفاصيل تفاصيل الفروع الفقهية و العقدية التي يحتاجها أحاد الناس و خواصهم فقط لذا نستغرب أن نصف بعض المشايخ دعاة و هو لم يخرج من مقصورته . الله الموفق و هو الهادي الى سواء السبيل.
المنكر سريع الإنتشار سجلت اغنية اسمها بالرمو أو هي اسم لمغني الله أعلم مع المدعو بعزيز وصلت إلى عشرة ملايين معجب و مشاهد في ظرف قياسي ، و هذا يدل على أمور : ∆ نشاط دعاة الفساد و إستعمالهم لجميع وسائل التواصل مع الشعوب . ∆ إنفاق الأموال الطائلة لنشر المنكر . ∆ دليل على فشو المنكر و تجذره في أغلب العامة . ∆ السبات العميق الذي يشخر في الدعاة إلى الله و طلبة العلم و تفانيهم في محاربة و تبديعهم بعضهم بعضا و الأمة تحترق أمامهم بالشبهات و الشهوات .
√ لذا لمجابهة هذا الفساد لا بد من الدعوة إلى الله على بصيرة بالجهد التضحية و نشر العلم الصحيح الذي يؤدي إلى خشية الله و الاخلاق النبوية و لكن هذا صعب الا من صاحب قلب يبكي على أوضاع الأمة و حالها و يدرك أن الانكباب في مسائل الخلاف مع عدم التربية و الادب لا يزيد الأمة إلا تشرذما و فسادا . فعلينا : الدعوة إلى الله على بصيرة نشر العلم الصحيح و المشهور منه التضحية بالنفس و الأوقات و الأموال لنشر الخير في الأمة بالحركة و السفر و الخروج إليهم لتحقيق ذلك و الا أكلنا أهل الفساد أكلا لما . الله ولي التوفيق و هو الهادي الى سواء السبيل.
| |
|