الدعوة وكأس العالم بين الحقيقة والخداع لا أخفي عليكم ككل الفتيان في سني من 50 سنة أو أقل قليلًا كنت اشجع فريقًا كرويًا وهو الأهلي ومازالت أتذكر تعليقات محمد لطيف وأن الكرة أجوان مع لمسات مصطفي عبده وسرعته أو الخطيب وحرفنته أو فاروق ملك الوسط"يعني بنفهم في الكورة يا أفاضل!!" ولا ننسي علي أبي جريشة وسيد عبد الرازق ..الخ
وهذا الجيل أيام كانت الكرة غير احترافية بل ومارست كرة القدم بمتعة وكنت العب كحارس مرمي ذو خبرة مطلوب دومًا في منطقتي بأولاد علام بالدقي ..أيام جميلة وزمن نظيف لاسب ولا تعصب ولا منكرات..
ثم مرت خمسين سنة وتغير الحال حتي صارت الكرة أكل عيش ووظيفة بالملايين وطغي التعصب والغضب لدرجة القتل والانتحار. ومن 35 سنة تقريباً أو يزيد قطعت علاقتي بالكرة بعد وانشغلت بالدعوة وأهملت ممارستها ومتابعتها إلي غير رجعة ..ويعلم الله أننا لم نتابع هذه الأيام ولو مبارة واحدة.. ولا نهتم رغم الهيصة والزيطة فلم تعد تهمني ولا تشغل بالي إطلاقًا!!
لماذا هذا كله..لأن ما ينشر علي النت وعلي الفيس عن قطر وكأس العالم وما تفعله أثار حفيظتي ولكن لم نتكلم رغم مرور أيامًا علي الأفتتاح ..ويسألني أخ عزيز في صفحتي "أنت تسأل والشيخ يجيب"..هذا السؤال: ارجو معرفة رأى فضيلتكم باختصار وبدون إطالة حتى لا اشق على فضيلتكم فيما يحدث الآن فى قطر والكل مبهور بما يحدث هناك والأذان والدعوة إلى الإسلام ومنع رفع علم الناس اياهم دون ذكر صفتهم
فقط منعوا رفع العلم إلى الوقاحة ويقولون دخل كثير من الجمهور الإسلام؟
قلت ردًا:
والحق ما تطلبه من الاختصار لا يصح أن يختزل في سطرين بل لابد من البيان لوضع النقاط فوق الحروف كما يقال..
أخي الحبيب.. ماكنا نحب أن نرد علي مثل هذه الأسئلة إلا بعد ظهور حصيلة كل هذا ليكون الحكم عادلًا ولا تنفع كلمات مختصرة فالحادث جلل ولو لم يدخلوا الدين في الحدث ما تكلمنا كغيره ولاتزر وازرة وزر أخري.. أما والدين شماعة مرور لتحليل المنكرات للضرورة فلا!!
،ولكن مهما كان الحكم فلا يخفي أن هناك أسس لا يقبل المساس بها من أي مسلم غيور واقصد ما يتعلق بالدين ..وكما تري الفيس طافح وكل حسب ما يري ويؤمن من وجهة نظره لا من جهة الشرع وحكمه ككل إلا من رحم ربي!! ..
فالناس تدافع حمية وتعصب أما للدين وبإفراط فيبعد النعجة برفض كل شيء وأما بالهوي والكذب والمبالغة وتفريط فيقع في المحظور وفي الحالتين الأمر ممقوت وجدال بلا طائل.. فلا فائدة من الإفراط أو التفريط ولو بحسن نية!!
والحال أخي أننا نلتمس الحق من الكتاب والسنة بلا شطط ..لا من فلان ولا علان حتي لو كان شيخ الإسلام!!
فالحق يعرف بالرجال ولا يعرف الرجال بالحق ..أن عرفت هذا فيكون السؤال هل هذه البطولة في قطر من الضرورات التي تبيح المحظورات؟! فلا يخفي علي العقلاء طغيان المنكرات والفساد ،وقطعًا ستحدث تجاوزات وطامات من الجماهير واللاعبين من كل ملة ومن لا ملة له ولادين !! وحدث والواقع خير شاهد!!
فهل ما نري من موبقات يرضاها الله ورسوله ،ويراها ضعاف الإيمان فيحقدون علي من ينكرها لأنها تحضر فيتهم الشرع بالتخلف جهلًا منه!!
ولكن ما باليد حيلة ويبقي الوزر علي من طلب ورضي بهذا الإسفاف في داره وبلده برضاه..
والخلاصة من قبل أي كلام وبعده هو في إجابة هذا السؤال بكل شفافية
ما هو المردود الإيجابي لديننا ككل من هذه الاستضافة في بلد إسلامي؟
-هل الدعوة ببعض النشاط والشيوخ والمطبوعات الدعوية التي يقوم بها بعض العباد المخلصين فعلًا بلا رنة ولا ضجة .. ولا سرف وبذخ وتبذير ممن رحم ربي في بقاع المعمورة وفي عقر دارهم بلا مخالفات شرعية منه علي الأقل ومن معه ..إلا ما يعذر مما لا يد له فيه.. وعلي مستوي فردي..فذاكر نايك علي سبيل المثال ذهب لهم في عقر دارهم وجادلهم وناظرهم وافحمهم وأسلم من أسلم فحاربوه ..هل ما فعله بمفرده ومن معه من فريقه الدعوي يقاس بمجهود أو عمل دولة في مدة عشرين يومًا أو تزيد؟!!
بل قاموا بدعوتهم وجمعهم بأهل المنكر في مكان واحد وزمن واحد وحدث واحد فاختلط الحابل بالنابل كما نقول..
وماذا عن غيره ممن نعرفهم ومن لا نعرفهم كل همهم أنهم يدعون للتوحيد ويقولون ربي الله؟!!
ونعلم أن الحدث مهم لفئة ضخمة من البشرية مسلمين وغير مسلمين.. ورغم أنه من المباحات أن خلت من المنكر وهو منعدم أصلًا كما نري بلا زيف ولا خداع ولا تدليس ونكرر الواقع خير شاهد!!
ولكننا في بلد مسلم الديانة وسيف التخلف والهمجية والإرهاب مازال هو البصمة الجينية للمسلم إيًا كان بلده!!
والمسلم في هذه المجتمعات الكافرة مهما ابدع واقسم لهم أنه مثلهم في الرقي والتحضر!!
وقدم كل التنازلات التي تخالف ديننا ... سيظل له بصمة الإرهابي المتخلف عن ركب الحضارة..أنه الحقد علي الإسلام لو تعلمون!!
وما نراه وينشر ملء السمع والبصر من الجماهير من كل ملة ومن لا ملة له هو طغيان الشهوات !!
فوجودهم الزم الجميع بالتنازلات فما هو الحل لحفظ ماء الوجه في بلد مسلم ضعيف لا يملك إلا المال يلوح به بفخر فانتقلوا من رعاة للغنم ليتطاولوا في البنيان..ماذا ننتظر؟!!..
إعطاء البطولة صبغة دينية للتخفيف من الكوارث أمر مطلوب سياسيًا واجتماعيا لحفظ ماء الوجه.. قد يكون في بعضها صدق من البعض وقد تكون رياءً وللمال ليس إلا..
وحسابهم علي الله وليس علينا هو أعلم بالنيات والسرائر!!
لكن المردود السلبي ككل مهول وخطير لا ريب ..فقد فتحوا الباب علي مصراعيه لذلك في بلد مسلم !!
وقطعًا علي أولياء أمور مسلمين هناك طلب تقديم تنازلات من اللجنة المنظمة لحفظ ماء الوجه عن أمور هامشية كمنع شارة الشوا.ذ بمقابل لاريب وثمن فادح وما خفي كان أعظم!!والعلم عند الله ونتمني أن تكون لله بلا تنازلات..وصورة الفريق الألماني لحفظ ماء وجهه أو هكذا يظن يعبر عن كتم الأفواه واضحة ،وأنهم مضغوط عليهم وطبعًا ليس لخاطر عيون المسلمين بل لما الله به عليم!!
والحاصل أخي أن الأيام ستكشف الطامات والتنازلات والاتفاقات السرية..الخ
ونكرر ولا ننكر قد تحدث بعض الإيجابيات كما تقول من المخلصين الغلابة من المشايخ وأهل الدعوة ونحسن بهم الظن لكنها لعبة كبري تتدخل فيها المصالح والأهواء والثروات وحب المال.. فمهما كانت الإيجابيات من إسلام البعض سواء بحق أو بباطل فكثير من الصور قديمة وملعوبة!!
ولكن المردود الكلي هزيمة وإنكسارًا وذلة مما نري ونسمع!!
وضياع جيل إلا من رحم ربي!!
ولا تقاس دعويًا بمجهود دولة إلا كصفر المونديال إياه لمصر ولله الحمد أنه كذلك!!
أنها دورة لأيام معدودات ولكن أثرها في هذا الجيل ممدودة والله ..اختلاط وعري وشذو.ذ وسرف وتبذير وخمر وما الله به عليم..
تسأل عن رؤيتي..أنا أسأل بدوري ماهي الحصيلة التي نفعتنا دين ودنيا من كأس العالم في بلد مسلم يلوح بالدين والدعوة لذر الرماد في العيون عن المصائب والموبقات بحجة التحضر واحترام الآخر؟!!
لماذا نأتي بهم ونحن نري ونسمع ونعلم ما سيحدث ..لماذا نتقاتل للاستضافة ..هذه سفة يا سادة لو تعلمون!!
تخيل لو جئت ببعض أهل الدنيا لبيتك من كل ملة ومن لا ملة له ليرتع ويفسد بحجة التشجيع واللعب ويختلط بأهلك وعيالك!!.. فليس الأصل الدعوة لله..فهل أهلك وجيرانك في أمان أما أنك وضعتهم أمام فتن وأمواج من البلاء يعم الجميع الكبير والصغير!!
أقولها بصراحة أن الخسارة أكبر والسلبيات اعظم ولا ننكر بعض الإيجابيات من المخلصين ولكنه حدث سيمر وينتهي مثل عزومة ولن تسأل عنهم ولن يتكلموا عن كرمك والبذخ إلا بحقد وسفة ومنع الشهوات بحجة الدين رغم أنها هوامش بالنسبة لهم ولحفظ الوجه لنا ليس إلا!!
ولن يرضوا عنك ابدًا إلا أن تتبع ملتهم!!
كما قال تعالي (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120))-البقرة
والسؤال هل هذا هدي الله ورسوله ..هل لهذا مات الشهداء وقاتل المقاتلون وهاجر الدعاة والعلماء..منذ فجر البعثة إلي يومنا هذا..
هل لهذا ارتحل أهل الحق تاركين الأهل والمال لنشر التوحيد ليرسخ في القلوب بيقين بالدين الحق وأن الإسلام رسالة الله للعالمين
أنه عشرين يومًا أو أكثر مدة البطولة وينتهي كل شيء ويبقي الحساب فهل يغيب عن العقلاء فضلًا عن مجانين الكرة الفارق بين دعوة سياحية لسياح يبتغون المتعة والفرفشة واللهو ليس إلا!! .
وبين دعوة لقوم ينتظرونها ويبحثون عن الحق ممن يمس شغاف قلوبهم وينير بصيرتهم لمعرفة الله حقًا.
وأيهما أولي للمسلم الحق مما يحدث ككل في قطر من سلبيات أوإيجابيات؟!..
هل الدعوة للإسلام تكون من أرضية ثابتة في أجواء روحية يعظم فيها الله ..
أما أجواء اكتظت بالهزل واللعب ومبارزة الله بالمعاصي من أهله من المسلمين وفي ديارهم ..ثم يقال هذا ربكم فاعبدوه!!
فهل يصدقونهم..عجيبة والله!!
يا سادة هي في كلمتين ..التماس رضا الله يكون بما يحب ويرضي، لا برضا المخلوق حتي لو كره الحق كبرًا وعلوًا؟!!
والأمر أخي فيه مبالغات وبعضه حق ومثمر ولكنه لا يرتقي للحدث ولا يعوض الخسائر الدينية لجيل طمس بصيرته وخرج علي بكرة أبيه يبارز ربه بالمعاصي ويختلط الأمر عليه مما يري ، فالدعاية سامة وبعضها لا يصح وكذب وتلفيق...والأيام ستكشف العائد الحقيقي من الحدث ككل ..فمن ابتغي الله ورضاه أعطاه الله بقدر نيته ومن خدع واستكان وغره ماله ليخدع أمته في الاعتصام بالدين مخلوطًا بالمعاصي لن يعفيهم من المنكرات الجلية ومسئولياتها!!
وفي الحقيقة هم يخدعون أنفسهم وأصحاب النيات الحسنة ممن تطوع للدين ليس إلا وهم ونياتهم!!
فلن يجدوا إلا ما قاله تعالي (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ(9)فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا ۖ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰكِن لَّا يَشْعُرُونَ (12))-البقرة
ويبقي أن نكتفي بالحوقلة أن رأينا منكرًا وبالتهليل أن رأينا ما يسعدنا لمن أخلص النية ،ولكن لا ننسي أن الأمر أيامًا والمردود ككل هو عين الحقيقة التي يقر بها كل غيور..
والحاصل مما نري وينشر أنها انكسارًا وذلةً لا تخفي عن المسلم الحق.. ولعلنا نتعلم وكل ما اتمناه أن لا يكون الوقت قد فات لإصلاح ما يمكن إصلاحه في هذا الجيل ولله الأمر من قبل ومن بعده هذا والله أعلم وأحكم