يقول الشيخ
[rtl]فإن هذا الربيع العربي بثوراته المتعددة قد فاجأ الكثير من الناس وغير العديد من المفاهيم، وإن ممن تأثر بذلك جملة من الدعاة الإسلاميين فأعادوا النظر في أمور كانت مسلمة لديهم، مثل مسألة دار الإسلام ودار الكفر؟ وهل الجهاد شرع لإزالة الكفر أم لمجرد إزالة العراقيل الصادة عن سبيل الله؟
وحيث إن هذه المسائل من الأمور الهامة للمسلمين قد أردنا تحرير هاتين المسألتين بعون الله تعالى.
ومما يجدر ذكره قبل الخوض في هذا الموضوع أن مبنى أحكام الإسلام كلها على البحث عن معاني النصوص الشرعية والتسليم لها، لا النظر في الواقع أو اختراع فكرة ثم لي أعناق النصوص الشرعية لتوافقها، فإن هذا الأمر مخالف لمبدأ الإتباع والتسليم كما قال تعالى: (فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (النساء 65.
وقال سبحانه: (انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون) النور 51.
وحذر سبحانه من التقدم بين يدي الله ورسوله بالآراء والأفكار فقال جل وعلا: (يا ايها الذين امنوا لا تقدموا بين الله ورسوله واتقوا الله ان الله سميع عليم) الحجرات 1.
ولذلك اشتد إنكار السلف رحمهم الله على أهل الراي ومن يقدم فكره على نصوص الوحي والنصوص عنهم بذلك كثيرة معروفة.[/rtl]
ولنعد الى ما كنا بصدده فنقول:
ذهب المعاصرون من العلماء الى مذهبين في مسالة دار الحرب ودار السلام.
فقال جماعة من علماء الازهر وغيرهم كمحمد ابو زهرة في (نظرية الحرب في الاسلام) ووهبة الزحيلي في (اثار الحرب في الفقه الاسلامي) والقرضاوي وفيصل مولوي في آخرين إلى أن دار الحرب مصطلح فقهي استعمله الفقهاء في مرحلة معينة من التاريخ الاسلامي للدلالة على بلاد خارج دار الاسلام وليس بينها وبين دار الاسلام عهد.
وبناء على ذلك ان دار الحرب من الناحية الواقعية لا يمكن ان توجد الا بعد وجود دار الاسلام.
حمل الرسالةموقع أرشيفاضغط هنا
موقع نوراضغط هنا