من هو الله -عز وجل؟
الأجابة:
لانستطيع أن نعلم مَن الله إلا مِن الله ، وذلك عن طريقين اثنين : لمن آمن به ربا لا شريك له في الملك وهما القرآن والسنة وفيهما الكفاية للدلالة عليه-عز وجل-وطريق ثالث لمن لم يؤمن بربوبيته والوهيته وهو طريق للملحد والكافر به وهو النظر فى مخلوقات الله وآياته الكونية .
وسنكتفي بالطريق الأول لأننا ولله الحمد والمنة مؤمنين به –عز وجل- ومن علق علي المنشور فقد أصاب في تعريفه لله تعالي في بعض الأمور واليكم المزيد والله المستعان.
الله وهو اسم من أسماء الله تعالي وأعظمها وهو الإله الحق لجميع المخلوقات ولا معبود بحق إلا هو. واحد، أحد،صمد، ليس له مثيل ولا نظير ولا شبيه ولا صاحبة ولا ولد ولا والد ولا وزير له ولا مشير له، ولا عديد ولا نديد -«عَزَّ وجَلّ» له العزة والجلال والعظمة الخالية من النقص، ,توحيد الله بالعبادة هو جوهر عقيدتنا. ولله أسماء حسني ففي الحديث الذي. رواه البخاري (2736) ومسلم (2677) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : "إِنَّ لِلَّهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ اسْمًا مِائَةً إِلا وَاحِدًا مَنْ أَحْصَاهَا دَخَلَ الْجَنَّةَ" .
والله هو خالق الحياة والكون والمخلوقات وكُل ما هو موجود، ومُدبر جميع الأمور ومُقدر كُل ما يسري ويجري بقدرِه، وله جميع صفات الكمال المُطلق المُنزه عن النقصان فليس كمثله شيء، فلا تُشبّه صفاته بصفات المخلوقات، فهو أول بلا ابتداء ودائم بلا انتهاء، لا يفنى ولا يبيد، ولا يكون إلا ما يُريد، لا تبلغه الأوهام ولا تُدركه الأفهام وهو حيٌ قيّوم لا ينام ولا يغفل عن نظره شيء. فهو موجود لا مادي ولا تنطبق عليّه قوانين المادة، ولا يحتاج لزمان ومكان لوجوده، ولا تتغير صفته ولا تنقسم ولا تتجزئ ولا تزيد ولا تنقص فهو الذي يُنّعم ويُعذّب ويُسعد ويشقي، وكُل المخلوقات تُرد إليه وتقف بيّن يديه وتُحشر له، وهو صاحب الحساب وهو الحكم الفصّل فلا جنةّ َإلا برحمته ولا عذاب إلا بعدله.
وقد وصف الله نفسه في القرآن ووصف قدراته وأسمائه وبديع صنعه في كثير من الآيات:
قال تعالي:
•{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ } -سورة الإخلاص
•{ اللَّهُ لاَ إِلَٰهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ } -سورة البقرة، الآية 255.
•{ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لّا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }-سورة النور، الآية 35.
•{ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ }- سورة الحشر
ولا خلاف أن لفظ " اللهم " معناها " يا الله " ولهذا لا تستعمل إلا في الطلب فلا يقال : اللهم غفور رحيم , بل يقال اغفر لي وارحمني كما قال صاحب كتاب جلاء الأفهام
وإذا علم هذا أدركت أن قولك " اللهم أني أسألك كذا " معناه إني أسألك يا الله بأسمائك الحسني وصفاتك العليا , وفي السنة الصحيحة مالا يحصي من أدعية النبي صلي الله عليه وسلم يطلب فيها من الله جل جلاله ما شاء من خير الدنيا والأخرة وأليك بعضاً منها :
-ما أخرجه أحمد بأسناد صحيح عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا" قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال " بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها"-انظر الصحيحة للألباني برقم /199
- وما أخرجه مسلم ايضا عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد ويبرك في سواد وينظر في سواد فأتي به ليضحي به فقال لها " يا عائشة هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر ففعلت ثم أخذها وأخذ الكبش فأضجعه ثم ذبحه ثم قال باسم الله اللهم تقبل من محمد وآل محمد ومن أمة محمد ثم ضحى به"
** ومن أقوال أهل السنة والجماعة عن الله تعالي لنعرفه اكثر:
-قال ابن القيم في طريق الهجرتين الجزء :1/32
فاسم الله دال على جميع الأسماء الحسنى. والصفات العليا بالدلالات الثلاث. فإنه دال على إلهيته المتضمنة لثبوت صفات الإلهية له، مع نفي أضدادها عنه.
وصفات الإلهية: هي صفات الكمال، المنزهة عن التشبيه والمثال، وعن العيوب والنقائص. ولهذا يضيف الله تعالى سائر الأسماء الحسنى إلى هذا الاسم العظيم، كقوله تعالى "ولله الأسماء الحسنى" ويقال الرحمن والرحيم، والقدوس والسلام، والعزيز، والحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن ولا من أسماء العزيز ونحو ذلك.
فعلم أن اسمه الله مستلزم لجميع معاني الأسماء الحسنى، دال عليها بالإجمال والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهية، التي اشتق منها اسم الله واسم الله دال على كونه مألوهاً معبوداً، تألهه الخلائق محبة وتعظيما وخضوعاً، وفزعاً إليه في الحوائج والنوائب. وذلك مستلزم لكمال ربوبيته ورحمته، المتضمنين لكمال الملك والحمد. وإلهيته وربوبيته ورحمانيته وملكه مستلزم لجميع صفات كماله. إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحي، ولا سميع، ولا بصير، ولا قادر، ولا متكلم، ولا فعال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
وصفات الجلال والجمال: أخص باسم الله.اهـ
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل