المرأة المسلمة والموضةالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين وبعد... انتشرت أحدث خطوط الموضة في العري والتبرج في المنتديات ومواقع التواصل الإجتماعي والقنوات الفضائية والمجلات المختلفة فلا عجب أن المرأة تعيش اليوم عصر صارت الموضة فن وللأسف فن للعري والسفور والتبرج إلا من رحم ربي من نسائنا وبناتنا العفيفات!!
فكشف مفاتن المرأة بالقدر اللازم لإبراز أنوثتها وجمالها ودلالها هو مايستميت فيه أعداء الله لفتنة المرأة المسلمة وأغرائها حتي في طريقة ارتدائها للحجاب حتي اصبح لايرتبط بأدني صلة بالحجاب الشرعي الذي تجهل شروطه الشرعية الكثيرات من النساء الغافلات.
والمرأة المحجبة حجاباً شرعياً صحيحاً هي من يحبها الله تعالي لطاعتها له وخشيتها منه وهي لا تستمع لخفافيش الظلام من النساء والرجال من خطباء الفتنة وأنصار الظلمة والموضة من أحفاد أبو جهل وهم في كل عصر وزمان الذين يدعونها لتتحرر وتعيش عصرها وتتبرج!!
وأعلمي أختي الفاضلة العفيفة أن محبة الله تعالي لك في طاعتك له وليس في طاعة الشيطان وأوليائه من خطباء الفتنة الذين يزينون لك الحرام بتغيير أسمه أو صفته!
وأعلمي أن من أخطر الأعمال أو الأسباب التي ترتكبها المرأة فتهلك بسببها وتكون من أصحاب النار والعياذ بالله تعالى التبرج والسفور..
وقد قال نبيك - صلى الله عليه وسلم -": " صنفان من أهل النار لم أرهما : قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهم كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا " -أخرجه مسلم
ولكن قول النبي - صلى الله عليه وسلم - شيء وأتباع الموضة شيئاً آخر تماماً !!
ونظرة إلى الواقع الذي نعيش فيه لا نملك إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل .. مئات الألوف من النساء المحجابات وغير المحجبات وهن متبرجات كاسيات عاريات بأحدث خطوط الموضة وأصبح لموضات الأزياء مواسم خاصة يعرض فيها كل لون من ألوان الإغراء والإثارة...
وكما هو معلوم ومشاهد في عصرنا هذا لا يخلو مكان من امرأة متبرجة سافرة الأعضاء بلا حياء أمام أعين الرجال في المواصلات والشوارع والأماكن العامة كالحدائق والنوادي إنه طوفان من الأزياء العارية الماجنة التي تكشف أكثر مما تستر وحسبنا الله ونعم الوكيل
والعجب أن المرأة مازالت في غفلة عن دينها وتساير أحدث خطوط الموضة . وتستمع إلى ما يوحيه إليها شياطين الإنس والجن عن التقدم والتحضر والحرية الشخصية والمساواة وهلم جرا .. فتقع في بلاهة وتصدق هذا الوحي الشيطاني ..
ويدور في نفسي سؤال يثير حيرني ولا أجد له إجابة مقنعة يقبلها عقلي ويسبقه سؤال أعلمه.. لماذا تتبرج المرأة وترتدي مايثير الفتنة بين الرجال ؟
أعتقد والله أعلم لفتنة الرجل وما طبعت عليه من عاطفة وحب للتزين والدلال، ومن أجل إثارة انتباهه ليتقدم لها ويقع في المصيدة !
حسناً .. سؤالي الحائر هو لماذا تتبرج المرأة المتزوجة وقد وقع الصيد وقضي الله أمراً كان مفعولاً ؟! ولماذا بعد الزواج يفتر حماسها للتبرج والموضة ليراها زوجها داخل عش الزوجية وليس خارجه فيمتع عينيه بجمالها وأناقتها ويغض بصره عن غيرها مما يعج من فتن وخلاعة في المجتمع؟!!حقاً لا أدري ..
ولتعلم كل امرأة مسلمة تبتغي حقاً محبة الله لها أن تلتزم بأمره بالحجاب ولا تتمرد وتنكر آياته وتقول أنها غير مقتنعة به أو هذا أمر شخصي.!!
فهذا ضلال فكري وانحراف عن الطريق السوي.
وأعلمي أن الحجاب فرض كالصلاة والصيام أمرك الله به في سورة النور وهي نور لمن أطاعته ..قال تعالي :
( وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إلا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْآبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي إلارْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (.( سورة النور- 31).
ولمعرفة شروط الحجاب الشرعي حتي لا تكون لك حجة فقد كتبتها كثيرا واليك رابط مباشر لكتابي "كشف الغمة فيما اشتهر من محرمات بين الأمة" وفيه الشروط بالشرح فضلا علي اثبات فرضية تغطية الوجه وهو مانراه وفي هذا الكتاب الكفاية.
http://saaid.net/book/18/9623.pdfونصيحتي لك أختي الفاضلة لا تغتري بالموضة وترتدي حجابا لا يصح بعد أن وضحنا الشروط الشرعية للحجاب في كثير من منشوراتنا ونكرر ما نقوله دوماً ليس للحجاب كتالوج باللون أو الشكل أو المقاس ، وإنما هي شروط شرعية يجب أن تتوفر فيه ، فإن خالف الحجاب شرطاً من هذه الشروط فلا يكون عندئذ حجاباً ، وبناء علي ذلك لا يكون حجاباً أشارب تغطي به المرأة رأسها وعنقها ولا يواري شعرها الذي يظهر من تحته أو يواريه ولكنها تضع على وجهها المكياج الصارخ كما يظن أهل الغفلة من الرجال والنساء جهلاً منهم بشروطه الشرعية ،ولا يكون حجاباً بستر المرأة للرأس والعنق وفتحة الجيب ثم هي ترتدي بنطلون أو جيبه قصيرة لا تستر ساقها ، أو ضيقة مع عمل فتحة تكشف و تصف حجم الساقين ،أو غير ذلك من الأشكال والأزياء التي يطلق على صحابتها بأنها محجبة !
ومجمل القول أن الحجاب الشرعي الصحيح يجب أن تتوفر فيه الشروط التي ذكرناها وكما فسرها لنا العلماء الثقات وليس حسب خطوط الموضة السارية.
وأخيراً لا نملك إلا أن نذكر نسائنا وبناتنا اللاتي يخالفن هذه الشروط بقوله تعالى :-( وَمَا كَانَ لمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا )( سورة الأحزاب –36).
وكتبه/ سيد مبارك