مقاصد سور القرآن:
يقول شيخنا المبارك-حفظه الله-في بداية بيان المقاصد علي موقع الألوكة وغيره تحت عنوان:
نور البيان في مقاصد سور القرآن
"سلسلة منبريَّة ألقاها فضيلة شيخنا الدكتور عبدالبديع أبو هاشم رحمه الله
جمعتها ورتبتها وحققتها ونشرتها بإذن من نجله فضيلة الشيخ محمد عبدالبديع أبو هاشم"
سورة الفاتحة
الحمدُ لله رب العالمين، إنَّ الحمدَ لله نحمده ونستعينه ونستهديه، ونتوب إليه ونستغفره، ونعوذ بالله العظيم من شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يَهده الله فلا مضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، ولن تجد له وليًّا مرشدًا.
وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ نبينا محمدًا عبد الله ورسوله، وصفوته من خلقه وخليله، صلِّ يا رب وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله وصحْبه، ومَن تبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين!
﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].
أما بعدُ، فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتاب الله تعالى، وخيرَ الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة.
أيها الإخوة الكرام، نستفتح - بإذن الله تعالى وتوفيقه - سلسلةً من حديث جديد، ومن لون جديد، ربما لم نسمعه مِن قبل، ألا وهو النظر إلى مقاصد السور.
ننظر ما مقصود هذه السورة، وذلك في كل سورة من سور القرآن، بعظمة الله تعالى وتوفيقه وعونه؛ حيث إن كل سورة من القرآن جاءت تبلغ رسالةً مختصرةً، لكنها فصَّلتها في آياتها وموضوعاتها، وذلك من عظمة كلام الله.
هذا التفصيل موجود ومنشور في صفحات المصحف لمن يقرأ ويفهم، ويتمعَّن ويتدبر الآيات، أما ذلك الهدف، ذلك المقصد الذي تتلخص فيه السورة، فهذا يحتاج إلى شيء من التدبر، يحتاج إلى تدقيق النظر، وما أجمل أن نقوم معًا بهذا بعد أن ختمنا القرآن في رمضان، ولا نريد أن نهجره بعد رمضان، فلنحيا مع سوره - سورة سورة - نتعرف على مقصدها، وعلى هدفها الأساس والرسالة المختصرة التي شرحها الله تعالى في هذه السورة الكريمة.
على أن نتعاهد على أن نقرأ السورة التي عليها الدور - إن شاء الله - في خلال هذا الأسبوع الفاصل بين الجمعتين مرارًا وتكرارًا على الأقل كل يوم مرةً، أن نقرأها على مهل، بطمأنينة، بمحاولة للفهم، حتى إذ استوعبتم السورة مفصلةً، نأتي يوم الجمعة - إن شاء الله - في مثل هذا اللقاء، فنجمع هذا الفهم وهذا التفصيل في ملخص السورة الذي يشير إليه عادةً ذلك الاسم الذي وضعه الله على كل سورة، فقد خص الله كل سورة باسم معين يشير إلى هدفها، ولو أننا تدبرنا الأسماء جيدًا، لتوصلنا إلى مقصود هذه السورة، فيم تتكلم؟ ماذا تريد أن تقول لنا؟ أو بلفظ آخر: ماذا يريد الله منا من خلال هذه السورة؟ فنحوي القرآن عندنا في سطور في قلوبنا ملخصةً سوره، كل سورة فيما يقارب السطر، فهذا يسهل علينا فَهْمَ القرآن، وهذا مقصد عظيم سمَّى به بعض العلماء كتبهم، وأفرد فيه بعض العلماء كتبًا وأبحاثًا مخصوصةً؛ كما فعل الإمام السيوطي رحمه الله، فقال: "مصاعد النظر في مقاصد السور"[1]؛ أي: نعلو بنظرنا لنبلغ مقصد السورة، وتكلم في هذا بعض المفسرين في تفاسيرهم على رأسهم الإمام البقاعي رحمه الله تعالى في كتاب سماه: "نظم الدرر في تناسب الآيات والسور"، والإمام الشيخ سيد قطب رحمة الله عليه في كتابه المفترى عليه، كتابه الجليل الذي لم يُفهم صوابًا من كثير من الناس: "في ظلال القرآن"، تكلم في هذا كلامًا جيدًا رائعًا لمن أراد أن يرجع ويتوسع.
أحبَّتي الكرام، أول سورة حبانا الله بها في المصحف هي سورة الفاتحة، وترتيب سور القرآن بهذا الترتيب المصحفي هو من عند الله، فالله هو الذي أوحى بترتيب هذا المصحف بهذه الطريقة، فكان النبي عليه الصلاة والسلام يعلم أصحابه هذا الترتيب، وإذا قرأ به في الصلاة قرأ بهذا الترتيب، وحينما كان يراجعه جبريل في العشر الأواخر من رمضان من كل عام ما نزل عليه من القرآن، كان يقرأ على شيخه جبريل، ويسمع عليه بهذا الترتيب، وهو الترتيب الذي رتب به الله سور القرآن في اللوح المحفوظ، اعلموا هذا جيدًا، وإن كانت هناك آراء أخرى، فإن هذا هو الرأي الذي رجح عند العلماء وتؤيده الأدلة والبراهين.
تقرؤون في الكتب "أن ترتيب سور القرآن توقيفي وليس اجتهاديًّا"[2]؛ يعني: أوقفنا الله على هذا الترتيب، فليس لنا أن نتقدم أو نتأخر باجتهاد آخر، هذا هو الرأي الصحيح.
فأول السور في المصحف سورة الفاتحة، والله تعالى سماها سورة الفاتحة، وقيل عنها: (فاتحة الكتاب)، وتسمى عند جمهور العلماء أيضًا بـ(أم القرآن)، و(أم الكتاب)، وتسمى بـ(السبع المثاني)[3]، ومعنى المثاني؛ أي: التي تقرأ كثيرًا، فهي أكثر سورة تقرأ في الناس، فإنها تقرأ في كل ركعة من ركعات الصلاة؛ فانظر كم ركعة تركعها كل يوم من فريضة أو سنة أو نافلة، وبعددها قد قرأت سورة الفاتحة، لم تقرأ غيرها بهذا القدر عادةً، فتسمى السبع؛ أي: السبع آيات، والمثاني؛ يعني: يثنى هذا القدر من الآيات بالقراءة؛ يعني: يطوى، نطويها بالقراءة مرارًا وتكرارًا كل يوم.
وتسمى بـ(الرقية) وبـ(الشفاء)[4]؛ ذلك أن صحابيًّا جليلًا - كما ورد في الحديث الصحيح - رقى بها لديغ عقرب - رجل كانت قد لدغته عقرب - فرقاه هذا الصحابي بسورة الفاتحة اجتهادًا من عنده، فشفاه الله تعالى وقام ونشط كأنما نشط من عقال؛ يعني: كأنما فك من عقال؛ أي: من رباط، كما لو أنه كان مربوطًا برباط وفك منه، فقام نشيطًا بحمد الله، بسبب قراءة سورة الفاتحة[5].
وظل الإمام ابن تيمية رحمه الله أربعين عامًا لا يعالج نفسه، ولا يُمرض نفسه إلا بسورة الفاتحة[6]، وتكفيه، والحمد لله.
لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بفعل الصحابي، أقره على ذلك، وأثبت للأمة أنها رقية عظيمة لمن أراد أن يرقي بها نفسه أو غيره، فسميت بسورة الرقية؛ ولأن الله شفى بها، فسميت بسورة الشفاء، ويقال لها: سورة الحمد؛ لأنها بدئت بـ﴿ الحمد لله رب العالمين ﴾، وهي أول سورة من الحوامد، وهن عدة في القرآن، منها: الفاتحة، ومنها: الأنعام، ومنها: الكهف، وسبأ، عدة سور في القرآن بُدئتْ بقول الله تعالى: ﴿ الحمد لله ﴾، فتُسمى بالسور الحوامد.
وعددها في الآيات اتفاقًا؛ أي: باتفاق العلماء وإجماعهم: سبع آيات لا تزيد ولا تنقص[7]؛ لأن الله عدها في سورة الحجر؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87].
سماها سبعًا من المثاني تحديدًا، وقال بعض المفسرين[8]: ﴿ وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87] [الحجر: 87] هي الفاتحة أيضًا، ولذلك ضم هذا الاسم إلى أسمائها.
أُعدد هذه الأسماء الواردة؛ إشارة إلى أن كثرة الأسماء تدل على عظم الشرف، فسورة الفاتحة سورة عظيمة يدل على ذلك تعدد أسمائها، وقد سميت كذلك في حديث ربنا عز وجل في الحديث القدسي: ((سُميت بالصلاة))، واستنبط العلماء هذا الحديث، ورد في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه رواه مسلم وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم مبلغًا عن رب العزة عز وعلا: ((قسمتُ الصلاة بيني وبين عبدي نصفين))، ثم فصَّل ذلك وشرحه وبيَّنه، فقال: فإذا قال العبد: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي... إلى آخر الحديث[9].
فقال: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين)، ثم ذكر سورة الفاتحة، فقال العلماء إذًا تسمى أيضًا بسورة الصلاة[10]؛ ولأنها السورة الوحيدة الواجب قراءتها في كل صلاة، ولا تصح صلاة بدونها، ((من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأم القرآن، فهي خداج))؛ أي: صلاة ناقصة، هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذه السورة سورة جليلة، فضلها عظيم، هي السورة التي امتن بها الله على النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ ﴾ [الحجر: 87]؛ أي: أعطيناك ﴿ سَبْعًا مِنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ﴾ [الحجر: 87]، والامتنان عادةً يكون بالشيء العظيم، وبالنعمة الكبيرة، فهذا يدل على عِظَم قدر سورة الفاتحة.
اسمها الرسمي الشرعي التوقيفي: الفاتحة، وإن كانت أخرى مستند لها أيضًا، لكن الاسم الذي عُرفت به في العالمين هي الفاتحة، وأكثر الأسماء ترديدًا وإطلاقًا على هذه السورة هو الفاتحة؛ إذ هذه السورة فيها فتح، تفتح شيئًا ما، هذا من خلال اسمها حينما نقرأ أو نطالع ذلك الحديث القدسي، ندرك ماذا فتح في هذه السورة وبها.
قال الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى: من أراد أن يفهم سورة الفاتحة، فلا أجد له أعظم من ذلك الحديث: قال الله تعالى: (قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد:
﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الفاتحة: 2]، قال الله تعالى: حمدني عبدي، فإذا قال العبد: ﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾ [الفاتحة: 3]، قال الله تعالى: أثنى علي عبدي، وإذا قال: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]، قال: مجَّدني عبدي، وقال مرةً: فوَّض إلي عبدي، فإذا قال: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 6، 7]، قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل)[11].
إذًا سورة الفاتحة وأحدنا يقرأ، فهو يكلم الله بشيء والله يُجيبه بشيء، هو يقول كلمةً والله يقول له كلمةً، من استشعر هذا الحوار وحضور الله معه، وهو يقرأ الفاتحة في الصلاة لا شك أنه يخشع؛ لأنه يدرك أنه في حضرة الله، وأنه يكلم الله، والله يسمعه، وأن الله يجيبه وإن كان هو لا يسمع الله، مشهد عظيم في حضرة الملك الكريم سبحانه وتعالى، أكلمه! وهذا شيء طبيعي أن يكلم العبد سيده، هذا شرف عظيم أن يسمع الحليم محادثته، وأن يعلمني كيف أكلمه، ثم هو يجيبني أيضًا، هذا شرف فوق شرف، رزقنا الله وإياكم هذا الفهم، وهذا الخشوع.
الحمد لله على كل ما أنعم به، وعلى كل ما فعل، وعلى ذاته؛ إذ نحمد الله على ذاته أنه رب واحد، ولم يترك المجال شتاتًا ومشاعًا تتنازعنا الآلهة وكل له فينا رأي، وكل له علينا حكم، هذه في حد ذاتها نعمة؛ أن كان واحدًا، ولذلك يقول الله تعالى: ﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ [الإسراء: 111].
﴿ وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا ﴾؛ أي: لأنه وبأنه لم يتخذ ولدًا، أحمد الله على أنه لم يتخذ ولدًا ينازعه فينا، وتعلمون ماذا يفعل أبناء الملوك!
﴿ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ﴾، أيضًا ينازع شريكه في، ويَخونه في، فأكون ممزقًا بين الاثنين، ولم يكن له ولي من الذل؛ أي: لم يكن ذليلًا سبحانه، بل هو العزيز، لم يكن ذليلًا؛ ليحتاج إلى ولي يتولاه، بل هو يتولى غيره، يتولى الكل، ولا يحتاج إلى ولاية أحد: ﴿ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ﴾ [الطلاق: 3].
تباركت يا ربنا، فالحمد لله على ذاته، والحمد لله على صفاته، والحمد لله على أفعاله وإنعامه.
حين أحمد الله هكذا يقول بما يسمعه الكل، وبما نعلمه من خلال هذا الحديث؛ يقول: (حمدني عبدي)، وإن كان الخلق جميعًا يحمدونه في ساعة واحدة، فلا يغيب عنه حمد حامد بسبب صوت حامد آخر، فيعلم حمد الجميع، ويجزي كل واحد بقدر حضوره في حمده، واحد يقولها وهو غافل، واحد يقولها وهو حاضر، واحد يقولها وهو بين هذا وذاك، رزقنا الله الحضور والتفكر عند ذكره.
فإذا قال العبد: ﴿ الحمدُ لله ربِّ العالمين ﴾، قال الله: (حمدني عبدي).
﴿ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ﴾: كلمتان جمعتا كل أنواع الرحمة وتحددان لنا من ربنا، ذلك رب العالمين، هو رب فهو أعلى، فكيف نعامله؟ وكيف يعاملنا؟ ورب الأسرة تعلمونه ربما ينعم وربما ينتقم، وربما يكرم وربما يقهر، فكيفية ربوبية الله لنا، كيف هي؟ ولأي شيء تكون بالقهر أم بالعفو؟
بكامل الرحمة، بمنتهى الرحمة، بالرحمن الرحيم، لا تبقى رحم بعد هاتين الكلمتين.
كلمتان جمعتا كل أصناف وألوان وأنواع الرحمة؛ أي: أنا ربكم بالرحمة الشاملة العامة للدنيا والآخرة، فما بكم يا خلق من رحمة إلا وهي من عند الله، والحديث في ذلك معروف مشهور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((جعل الله الرحمة مائة جزء، فأمسك عنده تسعةً وتسعين، وأنزل في الأرض جزءًا واحدًا، فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق - ليس الناس فقط، بل الخلق كلهم - حتى ترفع الدابة - وهي ما نسميها البهيمة - حافرها عن ولدها خشية أن تُصيبه))[12]؛ ذلك المنظر من الرحمة هو جزء من مائة جزء من رحمة الله.
جزء واحد فقط من رحمة الله 1 /100 كفى الدنيا جميعًا من أولها إلى آخرها، كفى الخلق جميعًا بأنواعهم وأصنافهم، فما بالك بتسع وتسعين جزءًا؟ وادخر تسعًا وتسعين جزءًا لعباده المؤمنين في الجنة! اللهم ارزقنا وأنت خير الرازقين.
الرحمن الرحيم: كله رحمة.
﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]: هو الملك يومها، وفيها قراءة: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾[13]، و﴿ ملك يوم الدين ﴾[14]؛ لأن المالك هو من ملك الشيء، فلكي ينبهنا الله تعالى أنه مالك يوم الدين، يوم القيامة، وهو الملك المتصرف في الأمور والحساب يومها أيضًا، ولذلك ينادى: ﴿ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16]، سبحانه! فهو مالك وملك، والقراءتان صحيحتان[15]، يملك العين، ويملك التصرف فيها، وهذا يطمئن المؤمنين والمظلومين والمستضعفين أن حقك لن يضيع، وإن ضاع في الدنيا وانتهت الدنيا على ذلك، فإن يوم القيامة تختلف الأمور، وتصير في أرض الحشر والنشور بين يدي الملك الواحد الذي لا يملك معه أحدٌ شيئًا.
﴿ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا ﴾ [الانفطار: 19].
﴿ يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا ﴾ [الدخان: 41].
فيطمئن صاحب الحق الضائع، ولعله ينتبه ذلك الظالم حينما يدرك هذا المعنى، ويعلم أن الله القوي هو المالك والملك يوم القيامة، فمهما ظلمت غيري في الدنيا، فمن لي في الآخرة؟ مهما وجدت من يدفع ويدافع عني في الدنيا ومحاكمها، فمن يدفع عني بين يدي الله يوم القيامة؟ ﴿ هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَنْ يُجَادِلُ اللَّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا ﴾ [النساء: 109]؛ يعني: لا أحد.
ذلكم الرب العظيم فتح لنا هذه النافذة من خلال هذه السورة؛ لنتعرف عليه بهذه الصفات الجامعة، هو رب العالمين كلهم، يربيهم بنعمته وبرحمته الكاملة، ويوم القيامة هو المالك والملك، فلا ظلم يومها، وبالتالي وجب له الحمد، ووجب له الثناء العظيم والحسن.
أعظم صورة لحمد الله، وأجمل شكل لشكر الله أن تعبد الله وحده لا شريك له، أفرده بالعبادة، أفرده بالألوهية؛ هو ما نسمع عنه: التوحيد، كلمة طوافة بنا نسمعها كثيرًا، ولكنَّ كثيرين لا يفهمونها، ولكن كثيرين يبالغون في تفصيلها، إنما هي سهلة بسيطة ميسورة، التوحيد لله أعظم شكر لله، فلما قال: الحمد لله؛ أي: الحمد واجب عليكم لله، كيف يا رب؟
قل واعمل، قل وافعل، ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، هذه الكيفية كما يقول الله تعالى: ﴿ إِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ﴾ [الزمر: 7]، يرضى لكم الشكر.
فقابل بين الكفر والشكر، كذلك الحمد يكون بالعبادة، وعدم الحمد يكون بالشرك بالله عز وجل، وهو الغني عن ذلك.
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]؛ يعني: لا نعبد غيرك ولا نستعين بسواك.
أحبتي الكرام، العلاقة بيننا وبين الله تعالى لا تتخطى أمرين اثنين، أو حالين اثنتين، كل واحد منا كذلك، أنا مع ربي، وأنت مع ربك، وكلنا مع الله في أحد حالين اثنتين:
الحالة الأولى: أنني أفعل ما كلفني الله به: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ﴾ [البقرة: 43]، ﴿ وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ ﴾ [البقرة: 196]، ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾ [البقرة: 183]، وهكذا.
ما كلَّفني الله به أعمله أنا وأنت، نحن جميعًا مطالبون بأن نعمل هذه العبادة لله وحده لا شريك له، فلا أصلي ليقول الناس كذا، ولا أنفق ليقول الناس كذا، ولا أحج ليسميني الناس بكذا، ولا أجاهد في سبيل الله ليقال عني: شجاع ولا شيء.
لا أبتغي بعبادة الله التي كلفني بها إلا أن يرضى عني ربي، أمرتني يا رب وأنا أُطيعك، ولا أرى في ذلك غير الله، ولا أنظر إلى غير الله سبحانه وتعالى.
الحال الأخرى: - ولا ثالث لهما - أن أكون الطالب من الله تعالى، أريد شيئًا، فإما أني أفعل لله، وإما أني أطلب، فممن تطلب؟ أطلب أيضًا من الله، كل ما تحتاجه فاطلبه من الله عز وجل، وإن كان شراك نعل - رباط الحذاء - وإن كان شيئًا يصغر في العين.
ورد عن الصحابة الكرام رضي الله عنهم، وفيهم قدوة لنا - أن أحدهم كان يسترجع الله تعالى في شراك نعله[16]؛ أي: إذا ضاع منه رباط الحذاء، قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لا يقولها عند موت إنسان فقط وإزهاق روح، لا، يقولها في كل شيء ضاع حتى شراك النعل، إذا كان يسترجع في هذا الشيء الصغير أو الحقير، يسترجع الله عز وجل، فكأنه يقول: يا رب، هذا الرباط منك، وضاع مني إليك، أنت تعلمه وتعلم مكانه، وأنا أسترجع عنه لتعوضني عنه خيرًا، إنا لله وإنا إليه راجعون، إعلان أن كل شيء مبدؤه من الله، وأن كل شيء مرده إلى الله، فمثل هذا لا مانع أبدًا أن يسأل رباط حذائه من الله، ينبغي أن نتوجه إلى الله في كل شيء.
وأنا أحدثكم وأحدث نفسي عن صحابة أو تابعين أو عن أئمة صالحين، فربما لهؤلاء القمم الصحابة! لا يا أخي، والله سمعنا عن أناس من أيامنا، من أهل زماننا، كانت لهم حاجة فطرقوا الأبواب المشهورة المعروفة كأبواب الطب في المرض، طرقوها وسألوا فيها ولم تقض حاجتهم؛ فكأنهم وصلوا إلى درجة من اليأس، فلجؤوا وسألوا، فقيل لهم: هناك شيء آخر لم تجربوه، سألتم الله؟!
ربما يقول بعضهم: نعم دعونا كثيرًا؛ كيف دعوتم؟! يقول: دائمًا أدعو الله، هو يدعو الله دعاءً عابرًا، وهو يمشي في الطريق، وهو يأكل، كلما ذكر مشكلته: يا رب يسِّر، دعوة هكذا ربما لا تتجاوز حنجرته! لا، اطلب ربك من قلبك!
قم لله والناس نيام، والخلق نيام ولا قائم إلا هو سبحانه وتعالى، قائم على كل نفس بما كسبت، قم لله بالليل وتطهَّر بالليل، واجلس أو صلِّ ركعتين، وكلِّم الله وحدِّثه في مشكلتك: يا رب، أنت ربِّي، وقلت: ﴿ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، ولا معين لي غيرك، أسأل من؟ وأين أذهب؟ ومن يقضي حاجتي غيرك؟ كلِّم ربك، قل لله: يا رب، تعلم حالي وعلمك بحالي يغنيك عن سؤالي، كلم ربك بأي أسلوب، بأي شكل، ولكن بأسلوب فيه أدب، بأسلوب فيه توقير.
كما فتح الله علينا في سورة الفاتحة، قبل أن يعلمنا الله تعالى الدعوة والطلب: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، علَّمنا الله أن نقول له أولًا: ﴿ الحمد لله ﴾، وأن نذكر العلاقة التي تربطنا به: ﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]، يا رب، نحن لا نعبد غيرك، ولا نرجو سواك، فمن لنا غيرك؟ يا رب، افعل كذا وكذا وكذا، ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾ [الفاتحة: 6]، قدم التعظيم أولًا.
احمد الله وعظِّمه وكبِّره وسبِّحه، ويستحب أن تصلي على النبي عليه الصلاة والسلام بعد ذلك، ثم سل الله حاجتك، واستعن بالله في أمرك، إن شاء الله تُقضَى لك حاجتك.
والأمثلة على ذلك كثيرة عن السابقين، مسطرة في الكتب لمن أراد أن يراجع ويقرأ عن الصالحين في كل عصر.
ولكنني أحدث بما جرى في زماننا، ومن بني جلدتنا في هذه الأيام؛ حتى لا نستعظم المثال.
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾ [الفاتحة: 5]: فإما أن تكون قائمًا لله بما كلفك به، وإما أن تكون طالبًا لنفسك، فاطلب من الله، بهذا تكون قد وحدت الله تعالى.
﴿ إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ﴾، ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾، يقول الله تعالى: (هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل)[17]، فإذا بك تسأل: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾.
فيأتي سؤالك وقد فتح الله لك باب الجواب، وأذِن لك بالسؤال: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾.
﴿ الصراط المستقيم ﴾؛ معناه لغةً أو ظاهرًا: أقرب طريق إلى الجنة، كما استمعنا في الأحاديث أن رجلًا نال الجنة بسقي كلب[18]، وأن رجلًا نال الجنة وبشر بها بمجرد أنه ينام وهو سليم الصدر، لا يحسد أحدًا، ولا يحقد عليه[19]، وهكذا.
فنطلب من الله في كل ركعة من الصلوات أن يرزقنا الطريق القصير الموصل إلى الجنة: ﴿ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ﴾، وطبيعة هذا الصراط كما علمنا الله تعالى في سورة الفاتحة أن الصراط المستقيم هو صراط العباد الذين ينعم الله عليهم ويهديهم ويحبهم، ﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ﴾ [الفاتحة: 7]، في سورة النساء يقول الله تعالى: ﴿ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا ﴾ [النساء: 69].
هم هؤلاء الذين نطلب من الله دائمًا أن يصحبنا معهم في الآخرة بعد أن يرزقنا طريقهم في الدنيا.
﴿ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ ﴾ [الفاتحة: 7]: هم اليهود.
﴿ ولا الضَّالين ﴾: هم النصارى[20].
فاليهود عرفوا الحق وخالفوه عمدًا وعنادًا، ولذلك غضب الله عليهم، أما النصارى ففيهم طيبة قلب، فيهم شيء من المحبة للناس، فلما كان اليهود قبلهم أهل كتاب ومتعالمين، يتظاهرون بأنهم علماء، صدَّقهم النصارى وتبعوهم وضلوا وراءهم، وكان ينبغي عليهم أن ينظروا وراءهم، أهم صادقون أم كاذبون؟ فإذا رأوا اليهود صادقين على الحق كانوا يتبعونهم، وإذا أدركوا أنهم أهل باطل ومطل، فكان ينبغي لهم أن يخالفوهم، كما قال سيدنا سليمان عليه السلام للهدهد: ﴿ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [النمل: 27].
لا يسلم إنسان نفسه لأحد إلا لله تعالى أو لرسوله عليه الصلاة والسلام، إنما أن نمشي وراء الناس هكذا دون نظر، دون تدبر، دون مراجعة! فهذا لا يصح أبدًا.
قال ابن عباس[21]رضي الله عنهما: (كل يؤخذ من كلامه ويرد - أو قال: ويترك - إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم)[22].
يؤخذ كل كلامه؛ لأنه رسول مبلغ عن الله، وهو معصوم من الخطأ والزلل والنسيان.
هكذا أحبتي الكرام، سورة الفاتحة فتح الله علينا فيها، وتعلمون أن رد الإمام في الصلاة إذا نسي آيةً، يسمى استفتاحًا، نستفتح للإمام، فنُلقنه الكلمة الصواب، والآية التي نسيها استفتاحًا، فهذا فتح من الله علينا، عرفنا بذاته، وعرفنا كيف نسأله، وعرفنا طبيعة العلاقة بيننا وبينه، هو رب رحمن رحيم، ونحن عبيد مستعينون به، عابدون له، لا نشرك به شيئًا، بهذا تستقيم الحياة الدنيا، وتسعد الحياة الآخرة.
نسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا بما سمعناه، وأن يسمعنا ويُعلمنا ما ينفعنا، ونعوذ به من علم لا ينفع، وأقول قولي هذا وأستغفر الله تعالى لي ولكم، فاستغفروه دائمًا، إنه هو الغفور الرحيم.
[1] هذا الكتاب ليس للسيوطي، إنما هو للإمام البقاعي، وللسيوطي كتابان في هذا الشأن؛ هما: مراصد المطالع في تناسب المقاطع والمطالع، وأسرار ترتيب القرآن.
[2] البرهان في علوم القرآن، للزركشي: 1/ 260، والإتقان في علوم القرآن، للسيوطي: 1/ 216، والمسألة خلافية، والجمهور على أنها توقيفية.
[3] الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي: 1/ 188.
والحديث صحيح، رواه أبو داود: 2/ 71، في باب فاتحة الكتاب، في كتاب تفريع أبواب الوتر، برقم (1457)، عن أبي هريرة، ولفظه: «الحمد لله رب العالمين أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني»، والترمذي: 5/ 297، في باب من أبواب تفسير القرآن، برقم: (3124)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[4] الإتقان في علوم القرآن، للسيوطي: 1/ 191.
[5] متفق على صحته، رواه البخاري: 6/ 187، في باب فضل فاتحة الكتاب، من كتاب فضائل القرآن، برقم (5007)، ومسلم: 4/ 1728، في باب جواز أخذ الأجرة على الرقية، من كتاب السلام، برقم (2201)، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
[6] لم أجده عن ابن تيمية، ولكن الذي وجدته منسوبًا لابن القيم، انظر: الداء والدواء، ص: 8، ومدارج السالكين: 1/ 80، وزاد المعاد: 4/ 11.
[7] البرهان في علوم القرآن، للزركشي: 1/ 75، والإتقان: 1/ 189.
[8] كالقرطبي في تفسيره: 10/ 55.
[9] رواه مسلم: 1/ 296، في باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة، من كتاب الصلاة، برقم (395)، وأبو داود: 1/216، في باب ترك القراءة في صلاته بفاتحة الكتاب، من كتاب الصلاة، برقم (821)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[10] الجامع للقرطبي: 1/ 111، والإتقان، للسيوطي: 1/ 191.
[11] تقدم تخريجه.
[12] متفق على صحته، رواه البخاري: 8/ 8، في باب جعل الله الرحمة مائة جزء، من كتاب الأدب، برقم (6000)، ومسلم: 4/ 2108، في باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه، من كتاب التوبة، برقم (2752)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[13] مالك على وزن فاعل، قرأ بها عاصم والكسائي وخلف ويعقوب، انظر: معجم القراءات، لعبداللطيف الخطيب: 1/ 9.
[14] ملك على وزن فعل، قرأ بها ابن كثير ونافع وابن عامر وحمزة وأبو عمرو، انظر: معجم القراءات، لعبداللطيف الخطيب: 1/ 8.
[15] انظر: النشر في القراءات العشر؛ لابن الجزري، ص: 47، وإتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربعة عشر، للبنا الدمياطي، ص: 162.
[16] رواه ابن أبي شيبة في مصنفه: 5 /336، برقم (26650)، عن عون بن عبدالله، ولفظه: كان عبدالله بن مسعود يمشي مع أصحابه ذات يوم، فانقطع شسع نعله، فاسترجع، فقال له بعض القوم: يا أبا عبدالرحمن، تسترجع على سير؟ قال: «ما بي إلا أن تكون السيور كثيرًا، ولكنها مصيبة»، وبرقم (26652)، عن سعيد بن المسيب، ولفظه: انقطع قبال نعل عمر، فقال: «إنا لله وإنا إليه راجعون»، فقالوا: يا أمير المؤمنين، أفي قبال نعلك؟ قال: «نعم، كل شيء أصاب المؤمن يكرهه، فهو مصيبة».
[17] تقدم تخريجه.
[18] متفق على صحته، رواه البخاري: 3/ 111، في باب فضل سقي الماء، من كتاب المساقاة، برقم (2363)، عن أبي هريرة، ولفظه: بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرًا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له"، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ قال: «في كل كبد رطبة أجر»، ومسلم: 4/ 1761، في باب فضل ساقي البهائم المحترمة وإطعامها، من كتاب السلام، برقم (2244)، عن أبي هريرة رضي الله عنه.
[19] ضعيف، رواه أحمد في مسنده، برقم (12697)، والنسائي في سننه الكبرى: 9 /318، في كتاب عمل اليوم والليلة، برقم (10633)، عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
[20] انظر: تفسير القرطبي: 1/ 149، وتفسير ابن عطية: 1/ 9.
والحديث صحيح لغيره، رواه أحمد في مسنده، برقم: (19381)، والطبراني في الأوسط: 4 /139، برقم (3813)، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه.
[21] القول لمالك بن أنس إمام دار الهجرة.
[22] رواه الطبراني في الكبير: 11 /339، برقم (11941)، عن ابن عباس رضي الله عنهما، رفعه قال: «ليس أحد إلا يؤخذ من قوله ويدع غير النبي صلى الله عليه وسلم»، والهيثمي في مجمع الزوائد: 1 /179، برقم (840)، عن ابن عباس رضي الله عنه.
وسنطرح بقية المقاصد علي جزئين كروابط فقط أن شاء الله
رابط الموضوع:
https://www.alukah.net/sharia/0/119963/#ixzz6cigenzT7