سؤال رقم/788
سؤال من أخت فاضلة:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ ورمضان مبارك علينا وعليكم بالصحة والعافية يا رب ،سؤالي هو :أمي بتصلي لكن لم تحفظ الكثير من أحكام الصلاة ،مع العلم نكرر في تعليمها لكنها سرعان ما تنسى حتى أنها تحاول أن تصلي بآيات قصيرة فقط من السور القرآنية وهي كثيرة النسيان ،كيف السبيل لتعليمها الأصح دون نسيانها وهل عليها اثم أن اخطئت في ركن من أركانها ،مع العلم أنها لم تدخل المدرسة أبدا ،نحن من علمها وهي لديها إرادة لتتعلم أكثر رغم سنها ،أرجو منكم الجواب لأنني خائفة على أمي ونفسي من عذاب الله يوم القيامة ،مع كل احترامي لكم .الجواب:
وعليكم السلام و ورحمة الله وبركاته أختنا الفاضلة بداية شكرا لدعوتك لنا ولك بالمثل وبالنسبة لسؤالك فمن الجيد ومن البر بأمك ما تفعليه، وقلة من تفعل ذلك هذه الأيام إلا من رحم ربي .
ومن الجيد أن يهتم الأبناء بما ينفع الأباء والأمهات وأصحاب الفضل علينا بعد الله سبحانه وتعالي في تيسير سبل الاستقامة والهداية كما فعلوا معنا دون انتظار مقابل لهذا السمو الروحي فبارك الله فيك
ومشكلة النسيان قد تكون مشكلة طبية فعلاجها عند أهلها من الأطباء في بلدك
ومما نعلمه أن له اسباباً منها:
سوء التغذية فالتغذية السيئة غير الصحيّة تضر وظائف الدماغ، كما أن الإفراط في تناول الطعام وإن كان صحيّاً يؤدّي إلى الإضرار بوظائف الدماغ كالتفكير، والتذكر..الخ
وشرب الكحول –عافاها الله-وبعض أنواع الأدوية قد يكون ضارا وكثرة التوتر وقلة النوم والتدخين ، وربما تعاني من فقر الدم فهو يُسبِّبُ عدم التركيز، وبما ضعف إفراز هرمون الغدة الدرقية و نقص فيتامين (د)، وربما بسبب قلة النوم والإجهاد البدني وغي رذلك فالأسباب كثيرة وكلها لها تأثير مباشر علي وظائف المخ والتذكر ، وأهل الطب ولا أظنك مقصرة في هذه الناحية ،ومن ثم ما استطيع أن افيدك هو مانعرفه من الناحية الشرعية ولابأس أن نكرر عليها ما تستوعبه وتتذكره مع الصبر عليها وتفريغ قلبها من أي موانع وهموم للأسرة فهي تساهم بالغفلة وعدم الوعي والتذكر للمعلومات
وافضل علاج الاستماع للقرآن وترتيله فهو طارد للشياطين وللنسيان أن شاء الله
فضلاً عن توصيتها بالإكثار من ذكر الله تعالى وعمل الرقية الشرعية لها دوماً ولك القراءة علي ماء بالفاتحة والمعوذتين وغيرهم من آيات الرقية وتشرب منها وتمسح بها وجهها ..الخ
وبالنسبة للقراءة في الصلاة فتقولي " أمي بتصلي لكن لم تحفظ الكثير من أحكام الصلاة ،مع العلم نكرر في تعليمها لكنها سرعان ما تنسى حتى أنها تحاول أن تصلي بآيات قصيرة فقط من السور القرآنية"
يا أختنا الفاضلة ليس علي أمك أثم وأنت لم تقولي سنها ولكنها كبيرة علي كل حال وكثيرة النسيان فهي معذورة وديننا يسر ورحمة والله يقبل العذر ويعفو.
قال أهل الفضل: إذا عجز المسلم عن أداء الصلاة على صورتها الكاملة ، فإنه يأتي بما يستطيع ، ويسقط عنه ما لا يستطيعه ، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وتيسيره لهم .
قال الله عز وجل : ( فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ ) التغابن / 16
بدليل الحديث المتفق عليه" عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ" .
فلتقرأ ولو بسورة الإخلاص فقط في كل الصلوات.
وبالنسبة لنسيانها في الصلاة فقد قال الفقهاء لو نسيت أو شكت في صلاتها فلتبني علي اليقين بمعني لو كانت تصلي الظهر ونسيت هل صلت ركعتين أو ثلاثة تبني علي اليقين
كأن تكون متأكدة أنها صلت ركعتين فتكمل وتسجد للسهو لحديث " إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر كم صلى ثلاثاً أم أربعا فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين، فإن كان صلى خمساً شفعن له صلاته، وإن كان صلى تماماً كانتا ترغيماً للشيطان" خرجه مسلم
وحتي علي فرض نسيانها لسجود السهو نفسه فصلاتها صحيحة لأنه ليس ركن .
قال ابن باز-رحمه الله-: إذا نسي سجود السهو فصلاته صحيحة، لكن متى ذكر سجد سجدتي السهو سواء في المسجد أو في بيته وقال بعض أهل العلم: إذا طال الفصل سقطت، ولكن الأحوط والأولى أنه متى ذكرها ولو طال الفصل سجد سجدتين بنية السهو، سواء في المسجد أو في بيته.انتهي
ولو نسيت أمك ركن-حفظها الله وبارك في عمرها- فالمعلوم أن ترك ركن يبطل الصلاة أن لم يأتي به المصلي ولكن في حالتها أن تذكرت فلتأت به وتسجد للسهو وتفصيل ذلك يطول.
لكن أن كانت تصلي وحدها ونسيت ولم يراها أحد وسلمت فالأمر أختنا لا أثم فيه لا لك ولا لأمك للعذر.
وقد رُفعت عن هذه الأمة أختنا كل ذنب وأثم بسبب الخطأ أو النسيان ، استجابةً لدعائهم ، ورحمةً من الله بهم ، كما بيّن الله تعالى ذلك في قوله تعالى (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ربنا ولا تحمل علينا إصرا كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به )- البقرة : 286 ، وقوله سبحانه ( وليس عليكم جناح فيما أخطأتم به ولكن ما تعمدت قلوبكم وكان الله غفورا رحيما )-الأحزاب : 5
ويقول النبي –صلي الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة: (من نسي وهو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه) فالأكل والشرب معفو عنه في نهار رمضان للنسيان .
وقال( إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استُكرهوا عليه) فالحاصل أختنا أن النسيان معفو عنه ولا أرادة للإنسان فيه ولا وزر عليه إلا من تعمد والله حسيه.
لكن لو رأيتها تصلي أحرصي علي متابعتها أن استطعت لتنبيها حتي لو سلمت وكلميها ولا يضر الكلام ولتأتي بالركن وتسجد للسهو بعدها طالما مازالت في مكانها
أما عن القراءة فتقولي " أمي بتصلي لكن لم تحفظ الكثير من أحكام الصلاة ،مع العلم نكرر في تعليمها لكنها سرعان ما تنسى حتى أنها تحاول أن تصلي بآيات قصيرة فقط من السور القرآنية"
وحتي علي فرض أنها لم تعد تتذكر شيء وزاد مرض النسيان وأصبحت الصلاة في أوقاتها تتعبها وتشق عليها للكبر والنسيان فلها أن تجمع الصلوات يعني تصلي الفجر وحده ،وتجمع الظهر والعصر معا في وقت أحدهما جمع تقديم أو تأخير، والمغرب مع العشاء معا في وقت أحدهما جمع تقديم أو تأخير، فتجعل صلاتها علي ثلاث أوقات كما ذكرنا تيسيرا لها أن شقت عليها للعذر.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" يجب على كل مسلم أن يصلي الصلوات الخمس في مواقيتها ، وليس لأحد قط أن يؤخر الصلاة عن وقتها لا لعذر ولا لغير عذر . لكن العذر يبيح له شيئين : يبيح له ترك ما يعجز عنه ، ويبيح له الجمع بين الصلاتين . فما عجز عنه العبد من واجبات الصلاة سقط عنه " انتهى . "مجموع الفتاوى" (21 / 428).
أختنا الفاضلة:ليس عليك ولاعليها أي أثم ، ولكن أفعلي ما تقدري عليه وهي كذلك طالما هي كبيرة وكثيرة النسيان شفاها الله وعافاها وبارك في عمرها إنه ولي ذلك والقادر عليه هذا والله أعلم وأحكم
أنت تسأل والشيخ يجيبالصفحة الرسمية علي الفيسhttps://www.facebook.com/%D8%B3%D9%8A%D8%AF-%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D9%83-449633329175081/