سؤال رقم/ 798
سؤال من أخت فاضلة:
رمضان كريم وكل عام وأنت بخير عندي سؤال أنا دايما يجيني كلام كثير وقت ابتدأ الصلاة حتى لو اعيدها مرة أخرى ماذا افعل وهل صلاتي فيها خطاء ؟
الجواب:
بداية أختنا هذه الوسوسة كلها من تلبيس الشيطان لك في الصلاة، والشيطان عدوك اللدود ولن يتركك (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ )-فاطر:6
والذي انصحك به لقهر هذه الوسوسة وصايا في ثلاثة أحوال ما قبل الصلاة وفيها وبعدها وإليك البيان.
أولاً قبل الصلاة والدخول فيها : هي كثرة الذكر لله دوماً ومن باب الاستعداد للصلاة عليك الذكر كالتسبيح والتهليل والتكبير وغيرها تتغير في كل صلاة فمرة التسبيح وأخري التهليل..الخ
ولتكن دقائق قبل الدخول فيها والمدوامة علي ذلك كما قلنا.
وقد قال الشيخ مشهور حسن سلمان-حفظه الله: وقد قرر العلماء أن أثر تغيير الأذكار على القلب كأثر تغيير الطعام على البدن، فالبدن إن بقي يأكل ألذ المطعومات فمع الاستمرار لا يستلذ بها، وإن كانت لذيذة في نفسها، لذا كثير من الناس يقول: يا شيخ أول ما بدأت أصلي كنت أجد خشوعاً ثم زال هذا الخشوع. فما هو السبب؟ فالسبب أمران: الأول: أن الله ألقى في قلبك حب الصلاة، فوجدت هذه اللذة في قلبك وأنت ما حافظت عليها، والثاني: أن الصلاة عند بدئك بها لم تكن عادة عندك مألوفة، فألفتها على حال معين، واستمر هذا المألوف عندك، ومع كثرة هذه الألفة زالت لذتها وزال طعمها، فوالله لولا أن الأرض والسماء من المألفوات ما بقي رجل كافراً، فلأنهما من المألفوات زالت الآية وما أصبح الإنسان يستشعر أن الأرض والسماء آية من آيات الله عز وجل الكونية.انتهي
ثانياً في الصلاة نفسها :
التفكر والقراءة عن معني تكبيرة الأحرام الله أكبر ومدلولها فلا تقال علي لسانك إلا وعندك خلفية بحقيقتها.
ومعني سبحان الله العظيم في الركوع وفي السجود سبحان ربي الأعلى وهكذا
ثم التدبر للآيات وليتك تعرفي معناها وتفسيرها المبسط أتكلم عما تحفظيه أختنا فهو يساهم في صورة في مخيلتك بعد كل كلمة ترتليها وهذا يشغل خاطرك في الآيات، و يجعل القلب والخاطر في شغل عما تريه من الشيطان، ليتك التركيز في الآيات والأفضل أختنا لا تقولي نفس الآيات والسور كل مرة فقد اصبحت علي لسانك دون شعور وتدبر بينما عقلك يدور في مكان أخر.
فانصحك بتغيير السور وحفظ سور جديدة أو آيات أخري ليزيد تركيزك في التلاوة ولعدم الخطأ سوف ينشغل بالك بعيدا عن السرحان وهذا حل .
وحل أخر في الصلاة نفسها فأنصحك باستشعار عظمة الله ويكون ذلك بتغذية عقلك بما يثبت عظمته بقراءة المعجزات والآيات وما يكتب ويؤلف عن مخلوقاته في البر والبحر والفضاء وغير ذلك
وتخزينه في عقلك مع الدراسة والمقارنة بين الاعجاز العلمي في الكتاب والسنة وما نشهده في عالم الواقع وهو كتاب الله المنظور فضلا عن القرآن كتاب الله المقروء ، وهذا لاريب سيجعل تدبرك للآيات افضل لعلمك بعظمة خالقها وخالقك وسوف يستشعر قلبك هذه العظمة عند ترتيل الآيات فحاولي والله المستعان
وحل ثالث وأنت في الصلاة أن لم يفلح هذا ولا ذاك هو قطع الاسترسال في القراءة والاستعاذة منه والتفل علي يسارك التفاف بسيط ثم اكمال صلاتك
وهذا لحديث مسلم " عن عثمان بن أبي العاص - رضي الله عنه - أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله؛ إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان، يقال له: خنزب، فإذا أحسسته: فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك, فأذهبه الله عني"
قال الشيخ ابن عثيمين:-رحمه الله-:والذي يظهر لي: أن قراءة الصلاة واحدة، فتكون الاستعاذة في أول ركعة، إلا إذا حدث ما يوجب الاستعاذة، كما لو انفتح عليه باب الوساوس، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا انفتح عليه باب الوساوس أن يتفل عن يساره ثلاثًا، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم. انتهى.
ثالثاً بعد الصلاة: لا ريب أختنا أن حفظ النفس بالذكر المأثور عن نبينا وختمها وقراءة المعوذتين وآية الكرسي بعد الصلاة أو في أوقات أخري خصوصا قبل النوم لها تأثير عجيب في حجب وسوسة الشيطان وتقليلها
ومن وصايا ابن باز-رحمه الله لمن هم في مثل حالتك قال:
ننصحه بأن يقول بعد كل صلاة إذا فرغ من الذكر يقرأ آية الكرسي، ويقرأ (قل هو الله أحد) مع المعوذتين بعد كل صلاة، هذا من أسباب السلامة، ويكرر (قل هو الله أحد) والمعوذتين بعد المغرب والفجر ثلاث مرات، وعند النوم يقرأ آية الكرسي أيضًا ويقرأ (قل هو الله أحد) والمعوذتين ثلاث مرات عند النوم، كل هذا من أسباب السلامة، وإذا أحس بشيء يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وإذا اشتد عليه ينفث عن يساره ثلاث مرات يقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ويذهب عنه إن شاء الله إذا كان قويًا. انتهي
وابك الفتوي كاملة من موقعه:
https://binbaz.org.sa/…/%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9-%D8%… وهذه حلول بسيطة من الكتاب والسنة ، وبالنسبة لصلاتك ليس فيها خطأ أن تمت علي الوجه الصحيح وباركانها وشروطها فالوسوسة لا تبطل الصلاة وهو قول الجمهور من أهل العلم وهو الصحيح، لا تبطل الصلاة ولو غلب الوسواس على أكثرها ثوابها ناقص لانعدام الخشوع
ولا تعيدي صلواتك فقط افعلي ما ذكرناه واجتهدي في الخشوع والتدبروتهيئت أسباب ذلك من النوم الجيد والبعد عن التوتر والدخول للصلاة بقلب فارغ من الهموم والمشاغل مع اتخاذ السبل الشرعية مما ذكرناه هنا والله المستعان هذا والله أعلم وأحكم
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=885581461905963&id=626971384433640&__tn__=K-R