سؤال رقم/802 سؤال من أخت فاضلة: الُسِلُامٌ ْعلُيـڴمٌ وَرَحُمٌة الُلُهہ وَبّرَڴاتْهہ شيخ سؤالي هذا للمعرفة هل يجوز للأم الحامل أن تقوم بإجهاض الجنين إذا تم الاكتشاف أن هذا الجنين لديه إعاقة عقلية أو جسديه أو تشوه؟ لكم الشكر وجزاك الله كل خير الجواب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختنا الفاضلة لمعلوماتك وكما قلنا من قبل أن الإجهاض لا يجوز للجنين دون سبب في جميع مراحله وأطواره، وإن كانت درجة التحريم متفاوتة بين مرحلة وأخرى، ويحرم بعد نفخ الروح بالأجماع أي بعد تمام أربع أشهر،وقبل ذلك لا تتعلق به أحكام كالغسل والصلاة عليه والعقيقة ..الخ فقبل ذلك جائز ولكن دون ضرورة فمختلف فيه ولكنه جائز. قال العلامة ابن جزي - رحمه الله -: " وإذا قبض الرحمُ المنيَّ لم يجز التعرض له ، وأشدّ من ذلك إذا تخلّق ، وأشدّ من ذلك إذا نُفخ فيه الروح ، فإنَّه قَتْلٌ للنَّفس إجماعًا " (القوانين الفقهية :183-184) . والأصل أن الإجهاض عموما دون ضرورة لا يصح ويحرم بعد نفخ الروح وللضرورة يجوز قبل النفخ إلا إذا كان هناك خطورة متيقنة وليست متوهمة علي حياة الأم فيجوز بكل الأحوال. لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ مَلَكًا فَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ وَيُقَالُ لَهُ اكْتُبْ عَمَلَهُ وَرِزْقَهُ وَأَجَلَهُ وَشَقِيٌّ أَوْ سَعِيدٌ ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ الرُّوح ) رواه البخاري (3208) . ولا يختلف الأمر في حالة التشوه أو وجود إعاقة جسدية للجنين فحكم إسقاط الجنين المشوه خلقياً يجوز قبل نفخ الروح ، أي قبل مرور 120 يوماً علي بداية الحمل ويحرم بعده حتي لو كان مشوهاً إلا لو كانت هناك خطورة متيقنة طبيا علي صحة الأم كما قلنا. وعلي الأم الصبر والرضا بقضاء الله تعالي وتتذكر قول الله تعالى : ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) البقرة/216 ، وقول الله تعالى : ( فعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) النساء/19 ، وقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( عَجَبًا لأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999)
وننبه للأهمية أن تعمد اسقاط الجنين بعد نفخ الروح أي 120 يوما قتل نفس بغير حق وفي ذلك أدلة منها: -قال تعالي (مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) [سورة المائدة ـ الآية 32]) -وقال تعالي (وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) [سورة النساء ـ الآية 93] وأما السُّنَّة : فلحديث أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من قتل له قتيل فهو بأحد النظرين إما أن يؤدي وإما أن يقاد» (أخرجه البخاري) وفيه-أي الأجهاض بعد نفح الروح- كفارة وفدية وهذه مسألة اخري هذا والله أعلم وأحكم
الأحد 18 أغسطس 2024 - 19:39 من طرف 
موضوع: سؤال رقم/802 
