موضوع: فسير سورة البفرة الآيات من 11-14 الإثنين 29 نوفمبر 2021 - 18:20
تفسير سورة البفرة الآيات من 11-14
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) إعراب مفردات الآية (1 ): (الواو) عاطفة (إذا) ظرف لما يستقبل من الزمان يتضمّن معنى الشرط مبني على السكون متعلّق بالجواب قالوا. (قيل) فعل ماض مبنيّ للمجهول (اللام) حرف جرّ و(الهاء) ضمير متّصل في محلّ جرّ باللام متعلّق ب (قيل). (لا) ناهية جازمة (تفسدوا) فعل مضارع مجزوم وعلامة الجزم حذف النون و(الواو) فاعل (في الأرض) جارّ ومجرور متعلّق ب (تفسدوا). (قالوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ و(الواو) فاعل. (إنّما) كافّة ومكفوفة لا عمل لها (نحن) ضمير منفصل في محلّ رفع مبتدأ (مصلحون) خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد.اهـ روائع البيان والتفسير -(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ ) قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها ما مختصره: "والإفساد في الأرض، العمل فيها بما نهى الله جلّ ثناؤه عنه، وتضييعُ ما أمر الله بحفظه، فذلك جملة الإفساد، كما قال جل ثناؤه في كتابه مخبرًا عن قِيلِ ملائكته:( قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ ) [سورة البقرة: 30]، يعنون بذلك: أتجعل في الأرض من يَعْصِيكَ ويُخالف أمرك؟ فكذلك صفة أهل النفاق: مُفسدون في الأرض بمعصِيَتهم فيها ربَّهم، وركوبهم فيها ما نَهاهم عن ركوبه، وتضييعِهم فرائضَه، وشكِّهم في دين الله الذي لا يقبَلُ من أحدٍ عملا إلا بالتَّصديق به والإيقان بحقيقته ، وكذبِهم المؤمنين بدَعواهم غير ما هم عليه مقيمُون من الشّك والرَيب، وبمظاهرتهم أهلَ التكذيب بالله وكُتُبه ورسله على أولياء الله، إذا وجدوا إلى ذلك سبيلا. فذلك إفساد المنافقين في أرض الله، وهم يحسبون أنهم بفعلهم ذلك مصلحون فيها. اهـ(2) { قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ }قال السعدي في تفسيرها ما مختصره: . " فجمعوا بين العمل بالفساد في الأرض، وإظهارهم أنه ليس بإفساد بل هو إصلاح، قلبا للحقائق، وجمعا بين فعل الباطل واعتقاده حقا، وهذا أعظم جناية ممن يعمل بالمعصية، مع اعتقاد أنها معصية فهذا أقرب للسلامة، وأرجى لرجوعه. ولما كان في قولهم: { إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ } حصر للإصلاح في جانبهم - وفي ضمنه أن المؤمنين ليسوا من أهل الإصلاح . اهـ(3 )
أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لَا يَشْعُرُونَ (12) إعراب مفردات الآية ( 4): (ألا) حرف تنبيه (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(الهاء) ضمير في محلّ نصب اسم إنّ و(الميم) حرف لجمع الذكور (هم) ضمير منفصل « أو ضمير فصل و(المفسدون) خبر إنّ، أو توكيد للضمير المتّصل اسم إنّ فهو مستعار لمحلّ النصب.» في محل رفع مبتدأ (المفسدون) خبر المبتدأ مرفوع وعلامة الرفع الواو (الواو) عاطفة أو حاليّة (لكن) حرف استدراك (لا) نافية (يشعرون) مضارع مرفوع وعلامة الرفع ثبوت النون (الواو) ضمير متّصل فاعل.اهـ روائع البيان والتفسير قال أبو جعفر الطبري في تأويلها ما نصه: وهذا القول من الله جل ثناؤه تكذيبٌ للمنافقين في دعواهم. إذا أمِروا بطاعة الله فيما أمرَهم الله به، ونُهوا عن معصية الله فيما نهاهم الله عنه، قالوا: إنما نحن مصلحون لا مفسدون، ونحن على رُشْدٍ وهُدًى - فيما أنكرتموه علينا - دونكم لا ضالُّون. فكذَّبهم الله عز وجل في ذلك من قيلِهم فقال: ألا إنهم هم المفسدون المخالفون أمرَ الله عز وجل، المتعدُّون حُدُودَه، الراكبون معصيتَه، التاركُون فروضَه، وهم لا يشعرون ولا يَدرُون أنهم كذلك - لا الذين يأمرونهم بالقسط من المؤمنين، وينهَوْنَهُم عن معاصي الله في أرضه من المسلمين.اهـ(5 ) - وزاد في بيانها السعدي-رحمه الله -فقال: فإنه لا أعظم فسادا ممن كفر بآيات الله، وصد عن سبيل الله، وخادع الله وأولياءه، ووالى المحاربين لله ورسوله، وزعم مع ذلك أن هذا إصلاح، فهل بعد هذا الفساد فساد؟" ولكن لا يعلمون علما ينفعهم، وإن كانوا قد علموا بذلك علما تقوم به عليهم حجة الله، وإنما كان العمل بالمعاصي في الأرض إفسادا، لأنه يتضمن فساد ما على وجه الأرض من الحبوب والثمار والأشجار، والنبات، بما يحصل فيها من الآفات بسبب المعاصي، ولأن الإصلاح في الأرض أن تعمر بطاعة الله والإيمان به، لهذا خلق الله الخلق، وأسكنهم في الأرض، وأدر لهم الأرزاق، ليستعينوا بها على طاعته وعبادته، فإذا عمل فيها بضده، كان سعيا فيها بالفساد فيها، وإخرابا لها عما خلقت له.( 6) -وقال ابن كثير في تفسيره : ألا إن هذا الذي يعتمدونه ويزعمون أنه إصلاح هو عين الفساد، ولكن من جهلهم لا يشعرون بكونه فسادًا.(7 )
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لَا يَعْلَمُونَ (13) إعراب مفردات الآية (8 ): (وإذا قيل لهم) سبق إعرابها في الآية رقم (11). (آمنوا) فعل أمر مبنيّ على حذف النون و(الواو) فاعل و(الكاف) حرف جر «1» (ما) مصدرية (آمن) فعل ماض (الناس) فاعل مرفوع. والمصدر المؤوّل من (ما) والفعل في محلّ جرّ بالكاف متعلّق بمحذوف مفعول مطلق أي آمنوا إيمانا كإيمان الناس. (قالوا) فعل ماض وفاعله (الهمزة) للاستفهام الإنكاري (نؤمن) فعل مضارع مرفوع والفاعل ضمير مستتر تقديره نحن (كما آمن السفهاء) تعرب مثل: كما آمن الناس. (ألا إنّهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون) تعرب كالآية مفردات وجملا.اهـ روائع البيان والتفسير -( وَإِذا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ) قال القرطبي في تفسيرها" ما مختصره: يعني المنافقين في قول مقاتل( 9)وغيره وفي تفسير" آمِنُوا كَما آمَنَ النَّاسُ " قال: أي صدقوا بمحمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشرعه، كما صدق المهاجرون والمحققون من أهل يثرب. اهـ(10 ) -وقال السعدي في تفسيرها: أي: إذا قيل للمنافقين آمنوا كما آمن الناس، أي: كإيمان الصحابة رضي الله عنهم، وهو الإيمان بالقلب واللسان، قالوا بزعمهم الباطل: أنؤمن كما آمن السفهاء؟ يعنون - قبحهم الله - الصحابة رضي الله عنهم، بزعمهم أن سفههم أوجب لهم الإيمان، وترك الأوطان، ومعاداة الكفار، والعقل عندهم يقتضي ضد ذلك، فنسبوهم إلى السفه; وفي ضمنه أنهم هم العقلاء أرباب الحجى والنهى.اهـ( 11) -(قالُوا أَنُؤْمِنُ كَما آمَنَ السُّفَهاءُ) قال القرطبي أيضاً في بيانها : وهذا القول من المنافقين إنما كانوا يقولونه في خفاء واستهزاء فأطلع الله نبيه والمؤمنين على ذلك، وقرر أن السفه ورقة الحلوم وفساد البصائر إنما هي في حيزهم وصفه لهم، وأخبر أنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون للرين الذي على قلوبهم.اهـ( 12) -وزاد ابن كثير- رحمه الله- في جزئية الآية المذكورة أنفاً بيانًا فقال: "يعنون -لعنهم الله-أصحابَ رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله عنهم، قاله أبو العالية والسدي في تفسيره، بسنده عن ابن عباس وابن مسعود وغير واحد من الصحابة، وبه يقول الربيع بن أنس(13 )، وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (14) وغيرهم، يقولون: أنصير نحن وهؤلاء بمنزلة واحدة وعلى طريقة واحدة وهم سفهاء!!". والسفهاء: جمع سفيه، كما أن الحكماء جمع حكيم والحلماء جمع حليم . ثم قال –رحمه الله: والسفيه: هو الجاهل الضعيف الرّأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار؛ ولهذا سمى الله النساء والصبيان سفهاء، في قوله تعالى: { وَلا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا } [النساء: 5] قال عامة علماء السلف: هم النساء والصبيان اهـ(14 ) -(أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ ..) قال السعدي –رحمه الله-: فرد الله ذلك عليهم، وأخبر أنهم هم السفهاء على الحقيقة، لأن حقيقة السفه جهل الإنسان بمصالح نفسه، وسعيه فيما يضرها، وهذه الصفة منطبقة عليهم وصادقة عليهم، كما أن العقل والحجا، معرفة الإنسان بمصالح نفسه، والسعي فيما ينفعه، وفي دفع ما يضره، وهذه الصفة منطبقة على الصحابة والمؤمنين وصادقة عليهم، فالعبرة بالأوصاف والبرهان، لا بالدعاوى المجردة، والأقوال الفارغة. اهـ( 15) -{ ولكن لا يعلمون } بين تفسيرها ابن العثيمين فقال- رحمه الله-: أي لا يعلمون سفههم؛ فإن قيل: ما الفرق بين قوله تعالى هنا: { ولكن لا يعلمون }، وقوله تعالى فيما سبق: { ولكن لا يشعرون }؟ فالجواب: أن الإفساد في الأرض أمر حسي يدركه الإنسان بإحساسه، وشعوره؛ وأما السفه فأمر معنوي يدرك بآثاره، ولا يُحَسُّ به نفسِه(16 )
وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) إعراب مفردات الآية ( 17): (الواو) عاطفة (إذا) ظرفيّة شرطيّة غير جازمة متعلقة بالجواب قالوا. (لقوا) فعل ماض مبنيّ على الضمّ وفاعله (الذين) اسم موصول في محلّ نصب مفعول به (آمنوا) فعل ماض وفاعله (قالوا) مثل آمنوا. (آمنّا) فعل ماض مبني على السكون و(نا) ضمير متّصل في محلّ رفع فاعل. (الواو) عاطفة (إذا) سبق إعرابه (خلوا) فعل ماض مبني على الضمّ المقدّر على الألف المحذوفة لالتقاء الساكنين و(الواو) فاعل. (إلى شياطين) جارّ ومجرور متعلّق ب (خلوا) و(هم) ضمير متّصل في محل جرّ مضاف إليه. (قالوا) مثل آمنوا (إنّ) حرف مشبّه بالفعل للتوكيد و(نا) ضمير متّصل في محلّ نصب اسم إنّ (مع) ظرف مكان منصوب متعلّق بمحذوف خبر إنّ (الكاف) ضمير متّصل في محلّ جرّ مضاف إليه و(الميم) حرف لجمع الذكور. إنّما نحن مستهزءون سبق إعراب نظيرها في الآية (11): إنما نحن مصلحون.اهـ روائع البيان والتفسير -{ وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا } قال أبو جعفر الطبري في تفسيرها ما نصه: "وهذه الآية نظيرة الآية الأخرى التي أخبر الله جلّ ثناؤه فيها عن المنافقين بخداعهم الله ورسولَه والمؤمنين، فقال تعالى:( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ ). ثم أكْذَبهم تعالى ذكره بقوله:( وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ )، وأنهم بقيلهم ذلك يخُادعون الله والذين آمنوا. وكذلك أخبر عنهم في هذه الآية أنهم يقولون -للمؤمنين المصدِّقين بالله وكتابه ورسوله- بألسنتهم: آمنا وصدَّقنا بمحمد وبما جاء به من عند الله، خِداعًا عن دمائهم وأموالهم وذَرَاريهم، ودرءًا لهم عنها ( 18) -(وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ):قال القرطبي في تأويلها بتصرف يسير: "قيل: المعنى وإذا خلوا من المؤمنين إلى شياطينهم، ف" إلى" على بابها. والشياطين جمع شيطان على التكسير.ثم قال: واختلف المفسرون في المراد بالشياطين هنا، فقال ابن عباس والسدي( 19): هم رؤساء الكفر وقال جمع من المفسرين: هم الكهان. ولفظ الشيطنة الذي معناه البعد عن الايمان والخير يعم جميع من ذكر. والله أعلم.اهـ( 20) -وزاد ابن العثيمين في تفسيره لها بياناً شافياً فقال-رحمه الله-: قوله تعالى: { وإذا خلوا إلى شياطينهم }؛ ضُمِّن الفعل هنا معنى "رجعوا"؛ ولذلك عُدِّي بـ{ إلى }، لكن عُدِّي بالفعل { خلوا } ليكون المعنى: رجعوا خالِين بهم؛ والمراد بـ{ شياطينهم } كبراؤهم؛ وسمي كبراؤهم بـ "الشياطين" لظهور تمردهم؛ وقد قيل: إن "الشيطان" كل مارد؛ أي كل عاتٍ من الجن، أو الإنس، أو غيرهما: شيطان؛ وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الكلب الأسود بأنه شيطان؛ وليس معناه شيطان الجن؛ بل معناه: الشيطان في جنسه: لأن أعتى الكلاب، وأشدها قبحاً هي الكلاب السود؛ فلذلك قال صلى الله عليه وسلم: "الكلب الأسود شيطان" ؛ ويقال للرجل العاتي: هذا شيطان بني فلان . أي مَريدهم، وعاتيهم.. اهـ( 21) -(قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ) :قال السعدي- رحمه الله- في تفسيرها: "هذا من قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، وذلك أنهم إذا اجتمعوا بالمؤمنين، أظهروا أنهم على طريقتهم وأنهم معهم، فإذا خلوا إلى شياطينهم - أي: رؤسائهم وكبرائهم في الشر - قالوا: إنا معكم في الحقيقة، وإنما نحن مستهزءون بالمؤمنين بإظهارنا لهم، أنا على طريقتهم، فهذه حالهم الباطنة والظاهرة، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله. اهـ(22 ) ------------- 1 -اأنظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ) نشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق( 1/51) 2 - جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري،تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر : مؤسسة الرسالة (1 / 289 / 340 ) 3- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر : مؤسسة الرسالة( 1 / 43) 4-أنظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ) نشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق( 1/52-53 ) 5- جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري،تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر : مؤسسة الرسالة (1 / 291 / 342 )
7 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر : مؤسسة الرسالة( 1/ 43 ) 7 -تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع( 1 / 181 ) 8-انظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ) نشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق( 1/53) 9- مقاتل بن سليمان الخراساني مولى الأزد ، أصله من بلخ وانتقل إلى البصرة وبها مات بعد خروج الهاشمية ، كنيته أبو الحسن ، قال ابن حبان في "المجروحين" (3|14): كان يأخذ عن اليهود والنصارى علم القرآن الذي يوافق كتبهم ، وكان شَبَهياً يشبه الرب بالمخلوقين ، وكان يكذب مع ذلك في الحديث . وقال أحمد بن حنبل: «كان له علم بالقرآن». وقال ابن المبارك : «ما أحسن تفسيره لو كان ثقة». وقال محمد الذهبي في "الإسرائيليات" (ص90): «تفسير مقاتل يحوي من الإسرائيليات والخرافات وضلالات المشبهة والمجسمة ما ينكره الشرع ولا يقبله العقل». أما عن تفسيره فنري من الأهمية بيان كلام الذهبي فيه لكثرة الأستشهاد بأقواله في تفاسير جليلة منها تفسير ابن كثير هذا قال الذهبي في "التفسير والمفسرون" (1|119): «إن هذا التفسير الموضوع، لو نظرنا إليه من ناحيته الذاتية، بغض النظر عن ناحيته الإسنادية، لوجدنا أنه لا يخلو من قيمته العلمية. لأنه مهما كثر الوضع في التفسير، فإن الوضع ينصب على الرواية نفسها. أما التفسير في حد ذاته، فليس دائماً أمراً خيالياً بعيداً عن الآية. وإنما هو -في كثير من الأحيان- نتيجة اجتهاد علمي له قيمته. فمثلاً من يضع في التفسير شيئاً، وينسبه إلى عليّ أو ابن عباس، لا يضعه على أنه مجرد قول يلقيه على عواهنه، وإنما هو رأي له، واجتهاد منه في تفسير الآية، بناء على تفكيره الشخصي. وكثيراً ما يكون صحيحاً. غاية الأمر أنه أراد لرأيه رواجاً وقبولاً، فنسبه إلى مَن نُسب إليه من الصحابة. ثم إن هذا التفسير المنسوب إلى عليّ أو ابن عباس، لم يفقد شيئاً من قيمته العلمية غالباً، وإنما الشيء الذي لا قيمة له فيه هو نسبته إلى علي أو ابن عباس. فالموضوع من التفسير -والحق يقال- لم يكن مجرد خيال أو وهم خُلق خلقاً. بل له أساس ما، يهمّ الناظر في التفسير درسه وبحثه، وله قيمته الذاتية وإن لم يكن له قيمته الإسنادية». وينتبه أن مقاتل هذا ليس هو مقاتل بن حيان الإمام العالم المحدث الثقة أبو بسطام النبطي البلخي الخراز,فقد ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء إته توفي في حدود الخمسين ومئة وعاش مقاتل بن سليمان المفسر الضعيف بعده أعواما. 10 -- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة(1 /205 ) 11-تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر : مؤسسة الرسالة( 1 /43 ) 12- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة( 1 / 205) 13 - الربيع بن أنس ابن زياد البكري الخراساني المروزي بصري سمع أنس بن مالك وأبا العالية الرياحي وأكثر عنه والحسن البصري وعنه سليمان التيمي والأعمش والحسين بن واقد وأبو جعفر الرازي وعبد العزيز بن مسلم وابن المبارك وآخرون وكان عالم مرو في زمانه وقد روى الليث عن عبيد الله بن زحر عنه ولقيه سفيان الثوري قال أبو حاتم صدوق وقال ابن أبي داود سجن بمرو ثلاثين سنة قلت سجنه أبو مسلم تسعة أعوام وتحيل ابن المبارك حتى دخل إليه فسمع منه يقال توفي سنة تسع وثلاثين ومئة حديثه في السنن الأربعة-نقلا عن سير اعلام النبلاء للذهبي 14 -عبد الرحمن ابن زيد بن أسلم العمري المدني أخو أسامة وعبد الله وفيهم لين وكان عبد الرحمن صاحب قرآن وتفسير جمع تفسيرا في مجلد وكتابا في الناسخ والمنسوخ وحدث عن أبيه وابن المنكدر روى عنه أصبغ بن الفرج وقتيبة وهشام بن عمار وآخرون توفي سنة اثنتين وثمانين ومئة-نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي(8/349) 15 - تفسير القرآن العظيم لأبن كثير- الناشر : دار طيبة للنشر والتوزيع( 1 /182 ) 16 - تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر : مؤسسة الرسالة( 1 / 43) 17- تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب : موقع العلامة العثيمين ( 3 / 22 ) 17 -أنظر الجدول في إعراب القرآن لمحمود بن عبد الرحيم صافي (المتوفى : 1376هـ) نشر : دار الرشيد مؤسسة الإيمان – دمشق( 1/55) 18- جامع البيان في تأويل القرآن لأبي جعفر الطبري،تحقيق أحمد محمد شاكر- الناشر : مؤسسة الرسالة (1 / 296 /348 ) 19- السدي إسماعيل بن عبد الرحمن بن أبي كريمة الإمام المفسر أبو محمد الحجازي ثم الكوفي الأعور. السدي أحد موالي قريش حدث عن أنس بن مالك وابن عباس وعبد خير الهمداني ومصعب بن مسعد وأبي صالح باذام ومرة الطيب وأبي عبد الرحمن السلمي وعدد كثير حدث عنه شعبة وسفيان الثوري وزائدة وإسرائيل والحسن بن حي وأبو عوانة والمطلب بن زياد وأسباط بن نصر وأبو بكر بن عياش وآخرون وورد عنه أنه رأى أبا هريرة والحسن بن علي قال النسائي صالح الحديث وقال يحيى بن سعيد القطان لا بأس به وقال أحمد بن حنبل ثقة وقال مرة مقارب الحديث وقال يحيى بن معين ضعيف وقال أبو زرعة لين وقال أبو حاتم يكتب حديثه وقال ابن عدي هو عندي صدوق وقيل كان السدي عظيم اللحية جدا ,قال خليفة بن خياط مات إسماعيل السدي في سنة سبع وعشرين ومئة قلت أما السدي الصغير فهو محمد بن مروان الكوفي أحد المتروكين كان في زمن وكيع-نقلا عن سير أعلام النبلاء للذهبي بتصرف(5/265) 20- الجامع لأحكام القرآن للقرطبي- الناشر : دار الكتب المصرية – القاهرة( 1/207 )
21-تفسير العلامة محمد العثيمين -مصدر الكتاب : موقع العلامة العثيمين ( 3 /26 ) 22- تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان لعبد الرحمن بن ناصر السعدي- الناشر : مؤسسة الرسالة(1 /43 )