تأمل قبل الندم
ونحن في سنة هجرية جديدة ليحمد الله كل واحد منا ،أنه مازال علي قيد الحياة ليزيد من الحسنات الماحية قبل يوم لاعودة منه!!
وهو يعلم ما ينتظره يوم القيامة من أهوال وليعمل وليستعد فالعمر يمر والأيام تتتابع ويعلم إن العمر لا يقاس بالسنوات، فقد دخل غلام على عمر بن عبد العزيز فقال له: يا غلام! ليتكلم من هو أكبر منك سناً فقال: يا أمير المؤمنين! لو كان الأمر بالسن لكان هناك في المجلس من هو أحق منك بالخلافة.
والآن هل فهمت؟!!
ماذا تنتظر ؟
تترك نفسك فريسة للشيطان للتسويف والتأجيل !!
يقول مازلت في شبابي!!
تقول بعد الزواج!!
بعد العيد ومن قبل بعد رمضان!!
عجيبة أمرك!!
أفهم هذا جيدًا...
ليست القضية قضية سن، ولكن القضية في الإسلام هي البركة في العمر، ونحن ندعو دائماً فنقول: اللهم بارك لنا في أعمارنا.
فالبركة في العمر مهمة، فليس المطلوب أن يعيش الإنسان حياة طويلة، ولكن المطلوب أن يعيش حياة عريضة يترك فيها خيراً.
ضع لنفسك هدف من شقين الأول اجتهد لنفسك لتحرير رقبتك من النار بالصلاة والصيام والذكر وغير ذلك،والشق الثاني أمسك وساهم وعاون أهل الخير ممن لهم همة تفتقدها بما أنعم الله عليك من نعم وأنت أدري بها!!
فالدال علي الخير كفاعله فأن لم يفلح الشق الأول من الأعمال فالنجاة في الشق الثاني لامحالة..
وأسمع هذا..
يقول تعالي ({وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة من الآية:2]
ويقول النبي -صلي الله عليه وسلم "" «الدال على الخير كفاعله» "وفي رواية " «الدال على الخير له كأجر فاعله» وقال صلى الله عليه وسلم «من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا»
وتذكر..
لن ينفعك إلا أهل الخير والصلاح يقول تعالي (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ (67)-الزخرف
أما ترك كل هذا سنة وراء أخري بلا حساب للنفس ولا خير تفعله فبطن الأرض خير لك من ظهرها..وتنبه دومًا
حين يغيب المسلم العامل يحن الناس إليه، وحين يموت يترحم الناس عليه، ولكن الفاجر -والعياذ بالله- حين يغيب يحمد الناس الله، وحين يموت يفرح الناس بموته، وهذا دليل على سلب الرحمة منه
أيها الأفاضل كل منا اليوم عنده اختيار وحرية وغذا لا اختيار ولاحرية بل حساب وجزاء..
مضي العمر وانتهي الأمتحان وظهرت النتيجة.. قال تعالي ( فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ ﴿19﴾ إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ ﴿20﴾ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ ﴿21﴾ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ﴿22﴾ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ ﴿23﴾ كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ ﴿24﴾ وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ﴿25﴾ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ ﴿26﴾ يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ ﴿27﴾ مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ ﴿28﴾ هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ ﴿29﴾ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ﴿30﴾ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ﴿31﴾ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ﴿32﴾ إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ﴿33﴾ )[الحاقة]
فكن مسلمًا عاقلًا وأبدأ اليوم قبل الغذ وقل يارب